كاتب أمريكي عبر شبكة " بلومبرج " .. على ترامب أن يتعاون مع محمد بن زايد لتحقيق النصر على الإرهاب

كاتب أمريكي عبر شبكة " بلومبرج " .. على ترامب أن يتعاون مع محمد بن زايد لتحقيق النصر على الإرهاب

في مقال نشر على شبكة " بلومبرج " ، تساءل الكاتب الصحافي الأمريكي «إيلي ليك»، ، عن كيفية تحقيق النصر على الإرهاب في عهد الرئيس الأمريكي القادم المنتخب «دونالد ترامب» .

الكاتب حاول تقديم صورة للحرب المستقبلية على الإرهاب رغم التعارض والتعقيد في بعض جوانبها. وقال : «الحقيقة هي أن (داعش)، وتنظيم القاعدة والجهاديين الآخرين لا يكرهوننا فقط بسبب حريتنا. هدفهم أكثر وضوحًا بكثير. تريد هذه الجماعات إجبار العالم غير المسلم -ما يسمونه دار الحرب- أن يلتزموا بالحكم الإسلامي. الجهاديون يسعون للفتح»، على حد تعبيره.

و أشار الكاتب إلى أن «ترامب»، على النقيض من «بوش» و«أوباما» لا يعرف الكثير عن السياسة الخارجية. لكنه لا يفهم هذا. ولكن «بوش» و«أوباما» أيضًا حاولا عمدًا تعريف العدو في الحرب الطويلة على الإرهاب بأنه غير إسلامي، ولكن العدو يمثله المشعوذين القتلة الذين شوهوا سمعة دين عظيم، وفق ترجمة موقع "ساسة بوست".

وبحسب الكاتب، كانت هذه إستراتيجية ذكية. كثير من المسلمين الذين يعتقدون أن على الدولة معاقبة الزنا والكفر، يعارضون الإرهاب. أيضًا، كانت دول مثل المملكة العربية السعودية من الحلفاء المهمين تكتيكيًّا ضد الإرهابيين، خاصة في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فكريًّا، ما يزال السعوديون ودول الخليج الأخرى ملتزمين برؤية الإسلام السياسي في مجتمعاتهم. شن حرب أيديولوجية متهورة من شأنه أن يجنح بهم بعيدًا عن الولايات المتحدة.

ويؤكد الكاتب، هناك خطرًا في اتخاذ نهج أيديولوجي بعيد جدًّا. إذا، مثلًا، بدأ «ترامب» عمليات التطهير للعناصر المشتبه بها من جماعة الإخوان المسلمين داخل الولايات المتحدة، فسوف ينتهك الحماية الدستورية للمواطنين الأمريكيين. كما سيضع بذور الخراب السياسي الخاص به، لأن هذا هو الشيء الذي سيثير معارضة شرسة من المحاكم والصحافة والكثيرين في حزبه.

وتابع الكاتب، إذا لم يكن «ترامب» غير دقيق في كيفية تحديد التهديد، فإنه يخاطر بتنفير حلفاء هو بحاجة إليهم في المعركة ضد الإرهابيين. وأخيرًا، سوف يرتكب «ترامب» خطأ إذا أعطى قادة مثل «عبد الفتاح السيسي» شيكًا على بياض. صحيح أن السيسي دعا إلى الإصلاح في الإسلام، والذي تشتد الحاجة إليه. لكنه فشل أيضًا في التمييز بين المعارضة السياسية المشروعة، والأصولية التي ازدهرت لفترة وجيزة في بلاده بعد الثورة.

ولكن على الرغم من ذلك، «ترامب» لديه فرصة. يمكنه، على سبيل المثال، أن يكون واضحًا أن أمريكا سوف تكون ملاذًا آمنًا لأي شخص في العالم الإسلامي يتعرض للاضطهاد من الأصوليين، أيًّا كان انتماؤه الديني. «ترامب» يمكنه أيضًا التعاون بشكل وثيق مع قادة مثل ولي عهد أبوظبي  «محمد بن زايد»؛ لبناء القدرة المهنية لمكافحة الإرهاب في المنطقة.

واستكمل الكاتب بقوله إن «ترامب» يمكن أن يستخدم أيضًا نفوذ أمريكا في العراق وأفغانستان لتشجيع الساسة العلمانيين والإصلاحيين، بدلًا من احتضان، كما فعل كل من «بوش» و«أوباما»، أي من الأحزاب الطائفية.

يمكنه استخدام منبرًا ممتازًا لتشجيع المجتمعات المدنية الغربية لتبني رؤساء تحرير الصحف، والمحامين، ونشطاء حقوق الإنسان، وغيرهم ممن يعانون من تهديد المتطرفين. وفي الوقت نفسه، يمكن للرئيس الأمريكي المنتخب تقليص ما تبقى من أجندة «أوباما» في ولايته الأولى لبناء الجسور لأحزاب الإخوان المسلمين التي أظهرت عدم وجود فائدة حقيقية، باستثناء تونس، في قبول التعددية.

الكاتب