المحررة الأمريكية " تيجار " .. في تقرير لها تبرز انتهاكات ابوظبي في جزيرة السعديات المهددة بالإلغاء

المحررة الأمريكية " تيجار " .. في تقرير لها تبرز انتهاكات ابوظبي في جزيرة السعديات المهددة بالإلغاء

نشرت المحررة الأمريكية "نيجار عظيمي" تقريرا معلوماتيا مطولا في موقع "بوليتز سنتر" عن انتهاكات حقوق الإنسان في أبوظبي وتحديدا في جزيرة السعديات، والصعوبات التي تواجه أهم مشاريعه، و"بوليتزر سنتر" عبارة عن منظمة غير ربحية تسلط الضوء على الأزمات الدولية المختلفة.

في أكتوبر 2005، توماس كرينس، مدير متحف سولومون آر جوجنهايم، طار من نيويورك إلى أبوظبي. و في بهو مُذّهب من فندق "قصر الإمارات"، وصف له محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، رؤيته لجزيرة السعديات، وهي رؤية قائمة على تطوير تكلفته 27 مليار دولار.

السعديات، والتي يشير لها الإماراتيون باسم "جزيرة السعادة"، تشمل الفنادق الفاخرة والفيلات الفارهة ، والتسوق الفريد. كما تتضمن الرؤية، أن تكون أهم منطقة ثقافية، والتي يأمل محمد زايد ويحلم أن تحمل الجزيرة اسمه كراعي النهضة العربية الحديثة، لتكون "غوغنهايم" الجديد.

وغوغنهايم هو متحف إسباني شهير أسسه "سولومون" نفسه، ويعتبر المتحف أحد كنوز إسبانيا.

بالنسبة لـ"كرينس" فإن مشروع السعديات فرصة لا تقاوم. "كرينس" وهو شخصية فنية مؤثرة أخذ منذ نحو عقدين ينشئ المشاريع المبهرة مثل متحف "غوغنهايم" الذي تحول إلى مزار فني يؤمه ويحج إليه الناس عبر العالم. وقد توصل "كرينس" ومحمد بن زايد لإنشاء المتحف في "السعديات" بصفقة قيمتها 124 مليون دولار.

"كرينس" كثيرا ما يشير إلى أن "غوغنهايم" أبو ظبي، وسيلة لتعزيز الحوار بين الغرب والشرق الأوسط بعد هجمات 11 سبتمبر وغزو العراق. وبلغت ميزانية عمليات الاستحواذ من أجل صنع سمعة طيبة للمتحف ستمائة مليون دولار، إذ تم تعيين فريق عمل من شخصيات دولية وإقليمية، وقالت لانا زكي نسيبة، الإماراتية من أصول فلسطينية وهي مندوب الإمارات الدائم في الأمم المتحدة، إن المتحف "فرصة لإثبات أن الإبداع ليس هبة من الغرب".

ولكن، تستدرك "عظيمي"، على الرغم من أن حرم جامعة نيويورك  انتهى تشييده عام 2014، كأحد مشروعات "جزيرة السعديات"، إلا أن المشاريع الثقافية  تأخرت  كثيرا جراء انهيار أسعار النفط، وزعزعة الاستقرار في المنطقة بعد الربيع العربي، وقد تم تأجيل افتتاح متحف اللوفر، المقرر عام 2013، حتى العام 2017. كما أن متحف "زايد الوطني" تأجل  عدة سنوات عن الموعد المحدد، في حين أن مبان أخرى تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى.

و"غوغنهايم"، والذي كان من المفترض أن ينتهي عام 2013، فإن موقعه ليس أكثر من أرض وعرة، يحتوي على عدد من الدعائم البارزة والمبعثرة.

الانتهاكات الحقوقية في "السعديات"                                                              

وتسلط الكاتبة الضوء على الانتهاكات الحقوقية القائمة في جزيرة السعديات. مؤخرا بدأت أبوظبي تحظر على الشركات تشغيل العمال وقت الظهيرة في الصيف، كما ألزمت أرباب العمل بتوفير التأمين الصحي لجميع العاملين. ومع ذلك، ووفقا لتقرير هيومن رايتس ووتش، فهناك مشكلات أخرى مرتبطة بنظام الكفالة. كما اضطر عمال لدفع مزيد من الأموال للحصول على تأشيرات للعمل، وكانوا يتلقون رواتب أقل من المتفق عليه، و تمت مصادرة جوازات سفرهم في بعض الأحيان من قبل أرباب العمل، مما يجعل من الصعب بالنسبة لهم لترك أو تغيير وظائفهم. فضلا عن أن العمل النقابي ممنوع في أبوظبي ودولة الإمارات.

لقد رأى نشطاء حقوق الإنسان، المشاريع البارزة في السعديات كفرصة لتعزيز معايير العمل في مختلف أنحاء المنطقة. ولكن أندرو روس، وهو أستاذ في جامعة نيويورك في أبوظبي وجه انتقادات علنية لسلوك الجامعة، الذي وصفها أنها  "تتصرف تماما مثل شركة تسعى للدخول مرحلة الاندماجات والاستحواذات"، في إشارة إلى العمل التجاري الربحي لا الثقافي التعليمي للجامعة.

كان الاحتجاج الرئيسي لـ"روس" وزملاء له، هو أن أبوظبي  تنفق مبالغ هائلة من المال، رغم وجود حالات كثيرة من الأطفال المحرومين في جميع أنحاء العالم.

في سبتمبر 2010، وافق "غوغنهايم" أبوظبي على مجموعة جديدة من معايير العمل التي تنطبق على منطقة السعديات الثقافية، والتي وضعتها شركة التطوير والاستثمار السياحي المملوكة للدولة. وأكد المتحف أنه "ملتزم التزاما جادا لحماية حقوق ورفاه الموظفين.وقد قال بعض الموظفين: "نحن نعترف أنه تم إحراز بعض التقدم"، ولكن "هناك الكثير الذي يتعين القيام به."

وتنقل "عظيمي"، عن سارة ليا ويتسن، مدير تنفيذي في هيومن رايتس ووتش: "إن الدولة تنفق عشرات الملايين من الدولارات، وربما مئات الملايين على شركات العلاقات العامة لتحسين صورتها، و تابعت: "عندما كنا أول من أثار قضية الرصد المستقل، رفضت الإمارات"، إن "هذا جريمة وإهانة".

مع مرور الوقت، برزت مجموعة أساسية من 15 حقوقيا، قاموا بإجراء مئات المقابلات مع العمال في دولة الإمارات، وتعقبت الآخرين في بلدانهم من الهند ونيبال وباكستان، وقد أسفرت المقابلات عن أرشيف ضخم من الانتقادات الحقوقية لأبوظبي، وقد تم تزويد "غوغنهايم" بها.

وتنقل "عظيمي" عن أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية قوله: "نحن نفهم أن هناك انتقادات، من واجبنا كدولة تحسين بيئة العمل، مشيرا إلى بعض "إصلاحات" حول العمالة في الدولة.

عندما يتحدى المسؤولون الإماراتيون سياسات العمل، فإنهم يشيرون إلى جزيرة السعديات كدولة من الفن في منطقة مترامية الأطراف وآيلة للسقوط.

في مايو 2013، اندلعت اشتباكات في القرية بعد تم ترحيل نحو 500 من العمال البنغاليين وحل محلهم باكستانيون. وتقول "عظيمي" خلال زيارتي، لقد تحدثت مع باكستاني يبلغ من العمر 24 عاما وصل عام 2014 للعمل في السعديات. وقال إنه دفع مئات الدولارات ليحظى بفرصة عمل هنا، وإنه بحاجة للعمل 4 سنوات حتى يسدد هذا المال ويجني شيئا مقابله، مؤكدا: "ليس لدي الوقت لتناول الطعام والنوم".

وتؤكد "عظيمي" أن قرقاش قال لها: نريد منك أن تكوني معنا لا علينا، وقال سلطان القاسمي، أحد الفنانين العاملين في المتحف، "هناك حالة وفاة كل يوم" في مشروع "غوغنهايم.

وختمت "عظيمي": مستقبل "غوغنهايم" أبو ظبي يبدو أنه غير مؤكد، وسط انعدام الأمن في المنطقة واستمرار الركود العالمي في أسعار النفط، إذ لم يعد هناك موعد رسمي لبدء الأعمال الإنشائية ناهيك عن الانتهاء، وقد أعرب كثيرون عن تخوفهم واستيائهم من فكرة إلغاء المشروع، إذ يتمنون له النجاح .

الكاتب