أحمد منصور يتحدث مع الاندبندنت البريطانية عن الدكتور المعتقل ناصر بن غيث

أحمد منصور يتحدث مع الاندبندنت البريطانية عن الدكتور المعتقل ناصر بن غيث

نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية حواراً أجرته مع الناشط الحقوقي الإماراتي أحمد منصور، الحائز على جائزة مارتن إينالز قبل بضعة أسابيع، تحدث من خلاله عن المعتقل الإماراتي ورجل الاقتصاد البارز الدكتور ناصر بن غيث.

وبدأ منصور حديثه عن ظروف اعتقال بن غيث وحيثياته، موضحاً أنه قد تم إخفائه قسريًا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد أن قام ضباط أمن يرتدون ملابس مدنية باعتقاله في أبو ظبي وقادوه إلى منزله في دبي لتفتيش المنزل، ثم أخفوه وكانت هذه آخر مرة تراه عائلته فيها

ويضيف منصور بأن ثلاث أشهر مضت بعد ذلك لم يكن لدى عائلة بن غيث أي فكرة حول أسباب القبض عليه أو التهم الموجه إليه، وكانت تسيطر عليهم حالة من الرعب من أن يتحدثوا للصحافة أو يرفعوا قضية أمام السلطات التي لم تؤكد حتى خبر القبض عليه رسمياً.

وأوضح منصور في حديثه إلى "الإندبندنت" وجود المئات من المواطنين الإماراتيين وغير الإماراتيين الذين اختفوا بالفعل، و تقول السلطات للأسرة أن عليها " ألا تقلق " وأن الأمر بضعة أيام ولكن الأيام تتحول إلى أسابيع وأشهر، وذكر أن الأسر يتم تحذيرها من التحدث لوسائل الإعلام أو منظمات حقوق الإنسان حسب قوله.

وذكر المدافعون عن حقوق الإنسان والسجناء المفرج عنهم أن المعتقلين في السجون السرية في دولة الإمارات العربية المتحدة يتعرضون للتعذيب من أجل انتزاع اعترافات كاذبة، وأنه يتم نقلهم للسجون العادية بعد زوال آثار التعذيب، ولا يسمح برؤيتهم إلى من قبل عائلاتهم ومحاميهم، بينما تنفي السلطات الإماراتية ذلك .

وقد وصف السيد "منصور الدكتور ناصر بن غيث بأنه  "رجل من ذوي المكانة والاحترام بشكل جيد للغاية في المجتمع"، مضيفاً أن الخبير الاقتصادي هو أحد الأشخاص الملتزمين دينياً و رجل عقلاني جداً، وكانت تعليقاته الاقتصادية في وسائل الإعلام الإماراتية غالباً ما تنتقد سياسة الحكومة، لكنه أيضا قام بتأييد بعض الإجراءات مثل تخفيض دعم الطاقة، وأضاف "إنه شخصية قوية وحاسمة جداً، ولا يذهب مع التيار".

وقال السيد منصور أنه التقى الدكتور ناصر في السجن لأول مرة عام 2011 وثلاثة أخرين وعرفوا بالإماراتيين الخمسة، تم اعتقالهم في أبريل / نيسان من ذلك العام، وقال للدكتور ناصر حينها: "لماذا أنت هنا .. أنا حقاً مصدوم لكونك تقبع داخل السجن"، فضحك وأجابه: "وماذا عنك.. لقد صرت أكثر غلبا بمرتين" في إشارة إلى مدونة "إماراتي مغلوب على أمره"، وهي المدونة الشخصية التي كان السيد منصور يدون عبرها.

وقال إنه في المحكمة كان الدكتور ناصر بن غيث متحمساً للدفاع عن حقوقهم، وقال إنه لم يدع أي شيء يمر. وطلب من القاضي بالقول "افتح الأبواب ودع الناس تدخل.. يجب أن تكون جلسة علنية، أعطنا حقوقنا".

وقد قام الاثنان بقيادة إضراب عن الطعام احتجاجاً على إجراء المحاكمة خلف الأبواب المغلقة في 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2011، تلقي السيد منصور على أثرها حكماً بالسجن مدة ثلاث سنوات، بينما حكم على الدكتور غيث والآخرين بالسجن لمدة عامين، وفي اليوم التالي صدر عفو حكومي رسمي عنهم.

وقال " منصور" إن حكومة الإمارات العربية المتحدة لا تهتم باللغط الدولي وإدانات منظمات حقوق الإنسان، وعند سؤاله عن الدكتور غيث وما يفعله الآن خلال فترة الاحتجاز حسب توقعاته أجاب السيد قائلاً: "مما أعرفه عنه أنه سيكون في إضراب عن الطعام، هو من نوعية الأشخاص الذين يتخذون القرارات الصعبة وتنفذ على الفور".

الكاتب