هل تشتري ابوظبي ولاءات الغرب لتطبق سيطرتها على الشرق ؟

هل تشتري ابوظبي ولاءات الغرب لتطبق سيطرتها على الشرق ؟

نشر موقع إضاءات تقريرا خلص فيه إلى أن أبوظبي تتحكم في الشرق بشراء ولاءات الغرب، مستدلا على ذلك بعدة علاقات بين مسؤولين مقربين من الدولة مع الغرب.

وقال الموقع إن تصريحات دونالد ترامب الأخيرة أثارت فضول كثير من العرب بعدما أذاع خبرا يفيد بتلقيه عرضا من شركة «داماك» الإماراتية بقيمة ملياري دولار، ولكنه رفض العرض قائلا: «لم يكن علي فعل ذلك لأنه كما تعلمون ليس لدي تضارب مصالح لأنني الرئيس»..

وأوضح بناء على ذلك وبعد تأكيد داماك الأمر، اتضح جزء كبير من علاقة رئيس أمريكا القادم الوطيدة برجل الأعمال الإماراتي حسين سجواني، حيث يربطهما علاقة صداقة بين العائلتين ومشاريع اقتصادية عملاقة، لتتشكل حلقة جديدة في دائرة علاقات دولة الإمارات بالساسة وصناع القرار حول العالم"..

وتناول الموقع سيرة السجواني وقال إن مؤسس ورئيس شركة مجموعة داماك المستثمر الإماراتي حسين سجواني – لأول مرة – يحتل المرتبة الثامنة في قائمة فوربس للأثرياء العرب لعام 2016، حيث يمتلك ثروة تقدر بـ 3.22 مليار دولا، و«قبل الانتقال إلى مجال بناء العقارات أدار سجواني شركة للتموين الغذائي»، حسبما توضح فوربس..

وقالت إن سجواني يبلغ من العمر 63 عاما وانتشرت شائعات حول كون أصوله إيرانية؛ جعلت البعض يصفه بأنه شيعي المذهب يدعم الحرس الثوري الإيراني، لكنه نفى تلك الأقاويل في حوار له مع الجزيرة. درس سجواني في واشنطن الاقتصاد، وكان عضوا في مجلس إدارة عدد من الشركات المختلفة، من بينها شركة «جونو أون لاين» في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة.

وارتبط اسم سجواني بقضية فساد في مصر، حيث حكمت محكمة الجنايات عليه غيابيا، في مايو 2011، بالسجن خمس سنوات بعد إدانته بالاستحواذ على أراضي الدولة المصرية بأسعار أقل من سعر السوق، مما دفع شركة داماك لمقاضاة مصر دوليا، لكن سرعان ما تصالحت الحكومة المصرية مع شركة داماك بعد أن ردت الشركة الأرض للدولة المصرية، وانتهى الخلاف القائم لترجع العلاقات المصرية الإماراتية لطبيعتها بعد تولي عبدالفتاح السيسي الرئاسة وإقصاء جماعة الإخوان المسلمين من الحكم..

وفيما يخص تصريحات ترامب المعادية للمسلمين -قبل فوزه بالرئاسة الأمريكية- عبر نائب رئيس داماك الإماراتية قائلا: «الشركة تتعامل مع الشراكة بينها وبين ترامب بمعزل عن آرائه السياسية (..) ولا نستطيع التعليق على القضايا الشخصية التي تتعلق بترامب، أو بأجندته السياسية، كما لا نعلق على الجدل السياسي الداخلي في الولايات المتحدة»..

وبينت أنه وفقا للدستور الأمريكي لا يحق لرئيس الجمهورية الانتفاع من الحكومات الأجنبية بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق الأرباح أو الهدايا، وهو ما يضع ترامب في مأزق الفصل بين كونه رجل أعمال وبين رئاسته للولايات الأمريكية، وهو ما جعل البعض ينتقد استمرار علاقة ترامب القوية بسجواني ودعوته لحفل رأس السنة، لكن الناطقة باسم فريق ترامب الانتقالي أكدت حقه في عقد المناسبات الاجتماعية وعدم تطرقهما للشئون التجارية..

وحول ارتباط مشاريع سجواني بالشأن السياسي عبر عن عدم قلقه قائلا: «ليس هناك سبب للقلق حول علاقته الوثيقة مع أمير دبي محمد بن راشد آل مكتوم، وصلات مالية له مع الساكن القادم في المكتب البيضاوي»، فإلى جانب صداقة سجواني بترامب فهو يُعرف بكونه من أقرب المقربين إلى قيادات رسمية رفيعة للغاية في دولة الإمارات، وفقا لتقرير قناة «إن بي سي» الأمريكية.

ويعتبر حرص سجواني على علاقته بترامب أمرا منطقيا في ظل سياسات الإمارات الموجهة، حيث الاعتماد على نفوذها الاقتصادي لإنجاز مصالحها. وما يقدر ذكره هُنا محاولات الإمارات الدءوبة للتخلص من جماعة الإخوان المسلمين بمصر ودوليا من خلال السيطرة على سياسات المملكة المتحدة، مثالا.

وفي نوفمبر 2015 كشفت صحيفة الجارديان استخدام الإمارات لإمكانياتها الاقتصادية للتأثير على رئيس وزراء بريطانيا السابق ديفيد كاميرون، حيث ألغت عقودا تشاركية مع شركائها في بريطانيا وأوقفت التعاون الأمني القائم بين الدولتين؛ بعدما رفض كاميرون توجهات أبوظبي فيما يخص ملاحقة الإخوان المسلمين والتخلص من المتعاطفين معهم.

الكاتب