د.عبد الخالق عبد الله .. سجين رأي في رحلة ممتعة عاد منها عبدا

د.عبد الخالق عبد الله .. سجين رأي في رحلة ممتعة عاد منها عبدا

خاص شؤون إماراتية

تقول الحكمة: تنتهي حريتك عندما تمس يدك الممدودة أنف رجل آخر ..!

تجسد لنا هذه الحكمة ما حدث مع الدكتور عبد الخالق عبد الله .. أستاذ العلوم السياسية الإماراتي و الذي يوصف بالمقرب من دائرة الحكم في أبوظبي ، حيث اختار إنهاء حريته على ما يبدو بتغريدة تجاوزت الخطوط الحمراء المرسومة أمنياً بتاريخ 15 يناير . قال فيها:

"ليت لدينا في امارات التسامح حرية تعبير وحرية صحافة وحرية تجمع وحريات سياسية كما لدينا حرية معتقد وحرية تجارة وحرية شخصية وحريات اجتماعية".

لم يمر على هذه التغريدة الكثير من الوقت قبل أن يلاحظ الجميع اختفاء عبد الخالق عبدالله وتغريداته اليومية ، لتطرح العديد من التساؤلات حول أسباب ذلك ، حتى جاء التأكيد . عبد الخالق عبدالله قيد الاعتقال.

موقف الدكتور من معتقلي الرأي

يعرف عن الدكتور موقفه المعارض لعمل جمعية الإصلاح وشيوخها المعتقلين بما يعرف بقضية (الإمارات 94) ، واتهامه لهم بالعمل تحت مظلة التنظيم السري في الإمارات ، جازما بأن في ذلك تجاوزاً لقوانين الدولة ، علاوة على إصراره الدائم بأن السجون الإماراتية خالية من معتقلي الرأي.

 

 

 

تغير في المواقف .. حسب الحاجة أم تهديد

لكنه ذات مرة،  طالب في إحدى تغريداته، بما طالب به معتقلوا الرأي ويطالب به كل أحرار الإمارات، فطالب بتخفيف ما وصفه بـ“التحفز الأمني”، ليعود لحذف التغريدة ، مما دعا البعض للقول بأنه قد تعرض إلى ضغوط أمنية او انه يعبر في تغريداته المتناقضة عن صراع بين مراكز القوى في الأجهزة الأمنية والتنفيذية ، ما يجعل بورصة المواقف تهبط وتصعد تبعاً لمواقع هذه المراكز التي يغلب عليها طابع الصراع عادة.

عودة إلى انتقاد السلطة في الإمارات

في الفترة الأخيرة، ازدادت انتقادات عبدالله للأوضاع الداخلية في الإمارات، وأهمها الملف الحقوقي، حيث قال في تغريدة له 2 يناير 2017: «أزعجني تقرير منظمة العفو الدولية، أهم منظمة حقوقية دولية، عن وضع الحريات وحقوق الإنسان وسجناء الرأي في الإمارات 2016. أتمنى أن يُقرأ (التقرير) بحرص وطني»

 

، كما وجه نقدا علنيا لعيال زايد على احتضان ودعم الفلسطيني المثير للجدل، محمد دحلان

 

كما هاجم بتغريداته قائد الانقلاب العسكري في مصر المدعوم إماراتياً عبد الفتاح السيسي حيث كتب: «خلف الأبواب المغلقة في العواصم الخليجية يتصاعد يوما بعد يوم شعور الإحباط تجاه أداء النظام في مصر، وتحوله لعبء سياسي ومالي يصعب تحمله طويلاً».، وكان للمملكة العربية السعودية نصيبها من هجومه بين الحين والآخر.

ويبدو بأن تغريدة ال15 من يناير كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير .. وقطعت شعرة معاوية بين عبد الله والأجهزة الأمنية الإماراتية، و رأى بها الكثير من المراقبين والنشطاء سبباً في نفاذ صبر محمد بن زايد ليصدر أمرا باعتقاله .

أثار خبر اعتقاله موجه هائلة على صفحات التواصل الاجتماعي ، وأصدرت العديد من المنظمات الحقوقية بيانات إدانة لاعتقاله، أما على المستوى الشعبي فتباينت ردود الأفعال بين متعاطف وشامت،  أما حساب معتقلي الإمارات على تويتر فكان متوازناً بقوله " نعلن تضامنا التام مع الدكتور عبد الخالق عبدالله فرغم الاختلافات بالرأي إلا إننا ضد سياسة الملاحقات الأمنية ضد حرية الرأي"..

عودة الدكتور عبد الله للتغريد

عاد الدكتور عبد الخالق عبد لله للتغريد مجددا بتاريخ 26 يناير بتغريدة مثيرة صبت المزيد من الزيت على النار كتب فيها " أعود بعد انقطاع 10 أيام كنت خلالها في رحلة مفاجئة، وممتعة، ومفيدة للغاية "

المفاجئة مفهومة، لكن التساؤل حول المتعة التي عاشها في المعتقل، والتساؤل الأكبر عن الفائدة والدرس من هذه الرحلة، فهل وقع على تعهدات باعتزال نقد السلطة وعدم الاقتراب من الخطوط الحمراء ؟! هل قبل بالتحول من إنسان حر إلى عبد ؟! الأيام كفيلة بالإجابة !

 

تلك التغريدة كانت آخر ماغرد به عبد الله ليعود من جديد لمنصته المحبوبة " تويتر " ، لتدفع بالكثير من الناشطين والمتابعين لطرح الأسئلة عن سر اختفاءه الدكتور عن منصته ، حتى جاء التأكيد .

 

الكاتب