ضاحي خلفان يلقي محاضرة " ضباط السلامة في المدارس "

ضاحي خلفان يلقي محاضرة " ضباط السلامة في المدارس "

ألقى الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، محاضرة استهدفت ما يسمى "ضباط السلامة" في المدارس، حدد فيها "مسؤولياتهم ومهامهم وواجباتهم تجاه أبنائنا الطلاب، ووجههم بالأساليب والطرق التي عليهم التعامل بها معهم، مؤكداً ضرورة تحليهم بالمسؤولية الكاملة في حال اكتشاف، أي حالة اشتباه بين الطلبة داخل المدارس"، مشددا "على عدم التهاون واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك حيالها".

وأكد ضرورة "الإبلاغ عن أي حالات اشتباه عبر ملاحظة الطلبة ومراقبتهم، ومراقبة تصرفاتهم، والأشخاص الذين يتعاملون معهم، وماهي الأعراض والشواهد التي يمكن من خلالها معرفة إذا ما كانوا متورطين بتعاطي المخدرات أو أية مشاكل أخرى".

وكان خلفان طرح الصيف الماضي فكرة وجود ضباط الأمن في المدارس، بذريعة حماية الطلاب من المخدرات وتوعيتهم بالثقافة المرورية، وكأن خطر المخدرات في الدولة بات يهدد طلبة المدارس، وهو تبرير يدرك الجميع عدم دقته وابتعاده تماما عن الواقع فضلا أنه يشكل إساءة للمجتمع وسمعة الدولة بصورة عامة، كون خطر المخدرات لم يصل لحد وضع ضباط على طلبة المدارس في الدولة.

وبرأي خبراء التعليم فإن جهود التوعية التي تقوم بها الهيئات المتخصصة فضلا عما تقوم به المدرسة في هذا الجانب يكفي للتعامل مع مشكلة تسلل المخدرات للمدارس، فطوال تاريخ الدولة لم يثبت وقوع حالة من هذا النوع.

أما المبرر الثاني الذي ساقه خلفان هو التوعية المرورية، وقد رد عليه نشطاء آنذاك أن هيئة الطرق في دبي ونظيراتها في مختلف إمارات الدولة تقوم بالفعل بدور التوعية ومنذ نحو 20 عاما، لذا فإن الهدف من هؤلاء الضباط ليس مهنيا أو فنيا بقدر ما هو سيطرة بحلقة وقيد جديدين على التعليم والمدارس في الدولة، كما يتهم إماراتيون، مشيرين أن التواجد الأمني ليس أكثر من أحد ما وصفوه "وجوه المكارثية" الجارية في الإمارات ضد الإسلام الوسطي وإحلاله بأيديولوجيا "بديلة" على حد تعبيرهم، مستدلين بفرض كتاب "السراب" على طلبة المدارس.

أما علي راشد النعيمي مدير مجلس أبوظبي للتعليم فقد صرح مطلع العام الدراسي الحالي 2016-2017 بضرورة "وجود الشرطة والأمن معنا" على حد قوله، وقد ساق ذات المبررات.

وشهد انطلاق العام الدراسي عدة مظاهر أمنية في الدولة، منها مرافقة رجال الشرطة لبعض أفواج الطلبة في الإمارات الشمالية في يوم عودة المدارس، إلى جانب انتشار شرطي وأمني واسع في المواقع الرئيسية في مختلف مناطق الدولة، إلى جانب إطلاق مبادرات من قبيل "مبادرة إقرأ مع الشرطة" التي أطلقها حاكم رأس الخيمة الشيخ سعود بن صقر مؤخرا.

وإزاء علنية التواجد الأمني وشرعنته في الدولة، أكد خبراء في التربية وحقوقيون أن هذا التواجد يعكس صورة متقدمة من صور ما وصفوه "عسكرة" المجمتع وخاصة التعليمي منه، والعمل مبكرا على بث الخوف في أوساط الطلاب، وهو الأمر الذي ينتقص من قدسية التعليم ومؤسسات التعليم في الدولة، ويمس بصورة جوهرية بالحريات والخصوصية على ما يقول مدافعون عن حقوق الإنسان.

الكاتب