عداء الإمارات للإخوان يصل إلى تركها تعز اليمنية تحت حصار الحوثيين

عداء الإمارات للإخوان يصل إلى تركها تعز اليمنية تحت حصار الحوثيين

 ذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية في تقرير لها أن دولة الإمارات قد سحبت قواتها من جبهات القتال في تعز اليمنية، في الوقت الذي تقوم فيه بتعزيز وجودها العسكري في عدن، و أن الرياض واجهت بالرفض الشديد طرح أبوظبي إرسال مرتزقة كولومبيين.

وقال التقرير حسب ما ورد فيه: "وصل العداء المستفحل عند أبوظبي للإخوان المسلمين إلى أن تترك مدينة تعز اليمنية تحت الحصار، تتلقى قذائف وصواريخ الموت من قوات علي صالح والحوثيين ويموت أهاليها، دون أن تتدخل القوات الإماراتية لحسم المعركة عسكريا، كما حصل حين كان لها دور كبير في تحرير مدينة عدن قبل أكثر من شهرين".

وفسرت الصحيفة عدم التدخل العسكري الإمارتي في معركة تعز بما قاله شاهد يمني: "إن الذين يقودون المقاومة الشعبية هناك هم قادة ومقاتلو حزب الاصلاح اليمني المعروف انه إخوان اليمن، مثل الشيخ حمود سعيد المخلافي قائد هذه المقاومة في تعز".

ويضيف الشاهد: "وبالطبع فإن أبوظبي لا تريد أن يسجل أي انتصار لحزب الإصلاح اليمني الذي يقود المقاومة الشعبية هناك، حتى لا يحصل الحزب على أي مكاسب سياسية تجعله شريكا في حكم اليمن بعد الانتصار على الحوثيين وقوات علي صالح".

ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية في الخليج أن الإمارات تريد ارسال مجموعات مقاتلة كولومبية مرتزقة تابعة لشركة " بلاك ووتر " الأمريكية بدلاً من قواتها في مأرب ولحج والضالع ولكن السعودية عارضت ذلك، ويذكر أن أبوظبي ترتبط بعقود طويلة الأمد مع شركة «بلاك ووتر» الأمريكية العسكرية التي تجند مرتزقة معظمهم من أمريكا الجنوبية لجأوا للولايات المتحدة. 

وكان تسريب للأنباء في الولايات المتحدة قبل أسبوعين قد تحدث عن أن التحالف العربي يفاوض من أجل الاستعانة بـ600 جندي من الجيش الكولومبي للمشاركة في القتال في اليمن.

وذكر تقرير خليجي نشر الأسبوع الماضي أن الإمارات أصبحت تملك معظم الدور العسكري واللوجستي في أهم مدينة يمنية تأثيرٌا على الأحدات الآن وهي مدينة عدن، كما يظهر الدور الإماراتي بشكل كبير في الحرب الدائرة والتي تتحمل فيها مسؤولية كاملة عن عملية التنسيق بين قيادات المقاومة الشعبية والفصائل المختلفة، كذلك تأمين السلاح اللازم لها بمساعدة قيادات الحراك الجنوبي والتي تتمتع الإمارات بعلاقات قوية معها.

وتسيطر الإمارات على ميناء البرقة اليمني والذي يعتبر المورد الرئيسي لجميع الإمدادات اللوجستيه من سلاح ومواد إغاثية وغيرها .

وفي الموقف السعودي من نفوذ الدولة قالت الصحيفة اللندنية أن السعودية تعمل على استمرار الوحدة اليمنية وإعادة السلطة الشرعية إلى يمن موحد، هذا ونقلت الصحيفة عن مصدر يمني أشار لدور الإمارات في تعطيل تقدم التحالف ومساندته لتحرير تعز قوله: "سبب توقف مدرعات وآليات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عند مثلث العند في لحج، والتراجع عن تعزيز تعز عسكريًا، وتحريرها كما كان مقررًا له، جاء بعد اعتراض إماراتي مدعوم من بريطانيا وأمريكا". 

وأكد أن الأمريكيين والبريطانيين منعوا الجيش الوطني من التقدم إلى تعز وذلك بإيعاز من الامارات , تحت مبرر أن الأولوية يجب أن تكون لمحافحة الإرهاب والأمن الداخلي.

وتحدث مصدر دبوماسي عربي في الرياض للصحيفة الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة لاتريد انتصاراً عسكرياً للسعودية في الحرب الدائرة في اليمن، وتريد أن يبقى الحوثيين طرفاً سياسياً رئيسياً في مستقبل اليمن السياسي، كذلك يسغرب دبلوماسي عربي سعي الإمارات لتحقيق نفوذ قوي في اليمن خاصةً في جنوبه.

واختتمت الصحيفة تقريرها: "لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تترك السعودية (التي تقود التحالف العربي في الحرب في اليمن) لدولة الإمارات الدور الرئيسي في الحرب في اليمن؟ هل لأن مصر تخلت وخذلت آمال السعوديين بالمشاركة في الحرب وكذلك الأردن؟ وعدم قدرة الباكستان على اتخاذ قرار سياسي يلزم العسكر بالمشاركة في حرب اليمن ؟".

الكاتب