وثيقة سرية: الإمارات فقدت ثقتها بالسيسي
كشف موقع "ميدل إيست آي" عن وثيقة استراتيجية سرية عن العلاقة بين ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد و رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي، يظهر فيها أن بن زايد بدء بفقد الثقة في حليفه المصري.
وبحسب التقرير الذي ترجمه موقع "الإمارات 71"، فإن فريق عمل الموقع والصحفي دافيد هيرست قد تحصلوا على هذه الوثيقة التي وصفت بأنها وثيقة استراتيجية سرية تكشف أن أبوظبي فقدت الثقة في قدرة السيسي على خدمة المصالح الإماراتية، كان قد أعدها فريق تابع لبن زايد، وأظهرت شعور محمد بن زايد بالإحباط من السيسي بعد دعمه بمليارات الدولارات هو والسعودية".
وتقول الوثيقة إن ولي عهد أبوظبي قال: "يجب على هذا الرجل أن يدرك أنني لست صرافا آليا" ويقصد السيسي في هذه العبارة، كما تكشف الوثيقة الثمن السياسي الذي تسعى أبوظبي لجبايته من دعم السيسي.
وتظهر الوثيقة أن استراتيجية محمد بن زايد لا تعتمد فقط على مجرد التأثير على الحكومة في مصر وإنما للسيطرة عليها، حيث يقول: " أنا أعطي ولكن بشروطي، أنا أعطي إذاً أنا أحكم".
وتحاول مصر خلال الآونة الأخيرة وقف الاعتماد على الجنيه المصري، وتعتمد بشكل أساسي على التدفق النقدي الإماراتي، حيث تعتبر الإمارات المستمثمر الأجنبي الرقم واحد في مصر حالياً، وقد كشف محمد بن راشد في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في مارس الماضي أن الإمارات قد دعمت مصر بـ13.9 مليار دولار، وتعهدها بدفع 3.9 مليار دولار لاحقاً، ويعتقد بأن الرقم الحقيقي الذي دفعته الإمارات للسيسي يصل إلى 25 مليار دولار، ما يقارب نصف ما دفعته دول الخليج لمصر، وهو ما أكده مسؤول مصري تحدث إلى الموقع ورفض الكشف عن هويته.
وتكشف الوثيقة تساؤلات محمد بن زايد إن كان قد حصل على المردود المناسب من استثماره في مصر، بالإضافة إلى عدم رضا المسؤولين الإماراتيين عن نظرائهم المصريين لأن ولائهم للإمارات لم يصل إلى درجة ولائهم لمصر.
وتضيف الوثيقة أنه يتعين على أبوظبي أن تختار شركائها في مصر بمزيد من العناية، في إشارة إلى الحملة المصرية ضد الملك سلمان ومحمد بن سلمان بسبب دوره في سوريا، إذ تعتبر أبوظبي أن هذه الحرب الكلامية تضر بمصالحها مع السعودية.
وتقول الوثيقة، إن الخطة تضمنت تجنيد أبوظبي مراكز البحوث والفكر والجامعات والإعلام في مصر، في إطار سعي أبوظبي لاستكشاف الفرص والمزايا التي ستحققها من استثمارها في مصر.
وحددت الوثيقة السرية كيفية سيطرة أبوظبي على مصر لتحقيق أهدافها، وذلك بضرورة وقف الحكومة المصرية دعم البنزين، والسيطرة على السياسة النقدية لمصر من خلال وضع استراتيجية لسعر الجنيه مقارنة بالدولار، والقضاء على البيروقراطية.
ويؤكد الفريق الذي أعد الوثيقة السرية، ورصد تدهور العلاقات بين السيسي وأبوظبي أن الأخيرة غير سعيدة من السيسي وأنه لا يخدم أهدافها.
تقول الوثيقة، الفكرة الرئيسية لدى الإماراتيين هي أنه ينبغي أن يكون محمد بن زايد هو الحاكم الفعلي لمصر وأن تفعل القاهرة ما يريده محمد بن زايد.
يقول "هيرست" إن هناك ثلاث أسباب تشكل مدعاة لقلق أبوظبي، وهي أن الحملة ضد السعودية في مصر سوف تضر بعلاقاتها مع الرياض.، أما السبب الثاني سخط الإماراتيين من عدم وفاء السيسي لوعوده بحفظ أمن الخليج و"مسافة السكة" وذلك في حرب اليمن، والسبب الثالث هو تجاهل السيسي لمطالب الإصلاح الاقتصادي والإداري واعتبار الحكم الرشيد أساس الاستقرار في مصر.
يقول "هيرست" ساءت العلاقات بين السيسي والرياض بعد أن اكتشف أن السعودية أجرت محادثات خاصة مع منافسه سامي عنان. ووفقا لمصادر سعودية، فإن عنان أحد ثلاثة تنظر الرياض إلى استبدالهم بالسيسي، إلى جانب أحمد شفيق ومراد موافي وهما أقرب لأبوظبي وترضى عنهما.
الملك سلمان في محادثاته مع أردوغان كان قد عبر عن رغبته في إبقاء الجيش يحكم مصر كونه ضمان استقرار البلاد، لأن الرياض يهمها الاستقرار أكثر من الديمقراطية. ولكن تغيرت حسابات الملك سلمان ولم يعد يتمسك بالسيسي كقائد يسهم في الاستقرار وأنه يعتبر أن السيسي كزعيم قد انتهى.
ويتابع التقرير، عنان هو المرشح المفضل بالنسبة للسعودية، رغم أن المعارضة قد تواجه هذا الخيار بالتشكيك كونهم يتذكرون فترة حكمه أثناء حكم المجلس العسكري لمصر بعد تنحي مبارك بينما سال دم المتظاهرين في ميدان التحرير.
ويختم التقرير، إذا كانوا يبحثون عن شخصية عسكرية فعنان هو الخيار الأفضل، ولكن شخصية مقبولة من الجيش لن تكون مقبولة من جانب أغلبية المصريين. ومشكلة عنان ستكون مشكلة إضافية أمام المعارضة المصرية.
لقراءة التقرير من المصدر .. اضغط هنا