مصادر يمنية .. أبوظبي تتورط في تأجيل معركة الحسم ضد الحوثيين

مصادر يمنية .. أبوظبي تتورط في تأجيل معركة الحسم ضد الحوثيين

حذرت  مصادر سياسية يمنية من دخول اليمن نحو المجهول في ظل استمرار عجز قوات التحالف العربي والقوات الحكومية اليمنية عن حسم المعركة عسكريا خلال أكثر من عامين ضد الانقلابيين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح، فيما زاد دخول القوات الأمريكية مؤخرا على الخط من تعقيد القضية وإن كانت بطريقة غير مباشرة.

و نقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن هذه المصادر تحذيرهم مما يجري من  صراع عميق بين قوات تابعة للرئيس هادي وقوات موالية لقوات الإمارات العربية المتحدة المتواجدة في عدن وبقية محافظات الجنوب، والتي تعمل بشكل واضح ضد توجهات وأهداف قوات التحالف العربي.

كما اعتروا أن اليمن يتجه نحو المجهول بكل المقاييس، من حيث وجود جبهات مفتوحة وغير محسومة في كل المناطق، و ترحيل الأزمات وإرجاء عمليات الحسم لأجل غير مسمى، لأسباب ليست عسكرية ولكن سياسية، فيما الانقلابيون يعيدون ترتيب أوضاعهم مع كل منعطف جديد، وقوات التحالف تعاني عدم انسجام وكل طرف يعمل بإجندة خاصة به، ربما تتناقض مع توجهات الآخرين.

وأرجعت أسباب تأخر عمليات الحسم في أغلب الجبهات في تعز وفي الساحل الغربي وفي محافظات شبوه ومأرب وغيرها لـ«قبضتها الحديدية» على القرار العسكري ورغبتها في إبقاء الأمور معلقة بدون حسم لأسباب غير معروفة.

وحذر مراقبون من أن الموقف الإماراتي في اليمن لم يعد يقتصر على مجرد رغبة ببسط نفوذ وسلطة خاصة في المناطق الجنوبية لهذا البلد، فقد اتخذت الإمارات خطوات لمواجهة هادي بل تمادى بهم الأمر إلى دعم انقلاب عسكري ضده في العاصمة المؤقتة (عدن) عبر محسوبين لها كان آخرها أحداث المطار الدولي، والتي تمرد فيها قائد الحماية فيه من تنفيذ أمر هادي بإقالته وتعيين بدلا منه، قبل أن تتدخل مروحيات عسكرية إماراتية ضد قوات الشرعية وتحبط أوامر الشرعية.

وذكرت وسائل إعلام يمنية أنه منذ ذلك الحين، أخذت قوات الحزام الأمني والأجهزة الأمنية ومحافظ عدن عيدروس الزبيدي يهيئون الأجواء لحملة قمع منظمة ضد أنصار حزب التجمع اليمني للإصلاح، بعد أن اتهمهم الزبيدي بأنهم هم سبب عدم استقرار المدينة، وذلك في سياق شيطنتهم وتبرير قمعهم وإدخال المدينة مرحلة أخرى من عدم الاستقرار والفوضى.

كما حذرت تلك المصادر السياسية من تدخل القوات الأمريكية في اليمن بشكل مريب عبر الإنزال الجوي الذي حصل في كانون الأول/ يناير في محافظة البيضاء أو الغارات الجوية التي حصلت قبل يومين في محافظات أبين وشبوة والبيضاء وغيرها والتي تجاوزت عمليات الطائرات بدون طيار لممارسة عمليات عسكرية مباشرة في عمق الأراضي اليمنية، لأهداف ظاهرها الحرب ضد عناصر القاعدة، وباطنها ممارسة تدخل عسكري قد ينكشف النقاب عنه لاحقا".

ولم تستبعد المصادر أن يكون الهدف من هذه العمليات توفير غطاء جوي للقوات الانقلابية التابعة للحوثي وصالح، بمبرر محاربة القاعدة بينما ضرباتها تتجه نحو صدور القوات الحكومية من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، كما حصل في غاراتها نهاية العام 2014 التي استخدمت طائرات الدورنز كغطاء جوي لتقدم ميليشيا الحوثي في المناطق القبلية في محافظة البيضاء، حيث حاولت القبائل هناك الوقوف أمام الاجتياح الحوثي لمناطقهم القبلية.

الكاتب