وثائقي " الأيادي السوداء " هزيمة أمن دولة .. ومحاولات يائسة للحد من انتشاره
خاص شؤون إماراتية
حساب على موقع التواصل الاجتماعي " توتير " ، دون اسمه " بالأيادي السوداء " ، هكذا بدأت الحكاية ..
دعوات أرسلت لبعض الناشطين بضرورة مشاهدة ما يحويه الحساب ، والذي تبين باحتوائه على فلم وثائقي من ساعة واثنين وعشرين دقيقة ، كان عنوانه بما عنون الحساب " الأيادي السوداء - وثائقي يفضح حكام أبوظبي وعمالتهم لإسرائيل " .
وقد كشف " الأيادي السوداء " ، عن حقائق كثيرة وأسرار طالما تعمدت حكومة ابوظبي إخفائها وتتمثل بدعم الثورات المضادة في الوطن العربي ودورها المشبوه في مناطق الصراع ودورها في انقلاب السيسي على مرسي ، وسيطرتها على ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وعدائها للإخوان المسلمين وسجلها الحقوقي السيئ في الدولة .
التحول السياسي " عيال زايد "
كما تطرق الوثائقي إلى التحول السياسي والذي رافق وفاة الشيخ زايد ، وطريقة تغير السياسة الإماراتية بالكامل بقيادة كل من محمد و عبد الله وسيف بن زايد وتوجهها نحو العدائية المطلقة.
ثورات الربيع العربي
كما تطرق إلى الثورات العربية والتي انطلقت في عام 2011 لتصبح الإمارات أداة في إدارتها من خلال أمريكا ،
وبالتالي تخوف عيال زايد من وصول الثورات العربية إلى الإمارات وبالتالي زوال حكمهم ، فعمدت إلى التدخل لإجهاض الثورات العربية في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن .
وتطرق الوثائقي إلى تحول مسار الصراع الإماراتي من الصراع الإيراني على الجزر إلى إعلان الحرب على جماعة الإخوان المسلمين .
عريضة الإصلاح
كما تطرق الوثائقي إلى " عريضة الإصلاح " الإماراتية ، وكيف صعد محمد بن زايد ضد الموقعين على تلك العريضة وكيف تم قمعهم ومحاكمتهم وحظر أنشطة جمعيتهم والافتراء عليهم ، خوفا وصول الثورات العربية .
دعم الثورة ضد مرسي
كما تطرق الفيديو إلى دعم حركة " تمرد " ، ماليا وسياسيا من أجل العمل على إسقاط الرئيس المنتخب آنذاك محمد مرسي .
إحداث ليبيا ودعم حفتر
كما تطرق إلى ليبيا ودعم اللواء حفتر ماديا وعسكريا وفضيحة شراء المبعوث الأممي إلى ليبيا «برناردينو ليون» عبر تعيينه براتب 35 ألف جنيه إسترليني شهريا (53 ألف دولار أمريكي) في وظيفة رئيس «أكاديمية الدبلوماسية»، فضلا عن ما تم الكشف عنه من تنفيذه إملاءات طلبات الإمارات في ليبيا
دعم بشار الأسد
وتطرق الفيديو إلى الدور المشبوه التي أحدثته الإمارات في سوريا عبر العلاقات الاقتصادية التي تربط الإمارات مع نظام «بشار الأسد»، والتي تصل إلى 10 مليارات دولار، فضلت حمايتها على وقف نزيف الدم السوري
العلاقة مع (إسرائيل)
ملف آخر، كشف عنه الفيلم الوثائقي، بإبرازه برقية مسربة على موقع «ويكليكس»، للدبلوماسي الأمريكي في (تل أبيب) «مارك سيفرز»، تعود إلى 2009، تؤكد متانة العلاقة بين الإمارات و(إسرائيل) برعاية «عبد الله بن زايد» وزير الخارجية الإماراتي.
وفضيحة تهويد القدس من خلال شراء الإمارات لعقارات ومنازل بمبالغ ضخمة لصالح مؤسسات يهودية ، وأن الذي عين لتلك المهمة هو " فادي السلامين " وهو ناشط مقرب من محمد دحلان المستشار الأمني لمحمد بن زايد ، ولقاءات أخرى عقدها عبد الله بن زايد مع وزير الدفاع الإسرائيلي قبيل الحرب الأخيرة على غزة .
كما أكد اغتيال «محمود المبحوح» في الإمارات، بحسب الوثائقي، الشكوك حول علاقة البلدين، وذلك قبل أن تلقي «حماس» القبض في 2014 على مجموعة من الهلال الأحمر الإماراتية يتجسسون عليها في قطاع غزة.
عراب الثورات المضادة " دحلان "
كما تطرق إلى علاقة ابوظبي بعراب الثورات المضادة محمد دحلان ، والذي له دور كبير في عقد شبكة من العلاقات الأمنية بين الأجهزة والقيادات المناهضة للشعوب العربية، باعتباره مهندس علاقات أنظمة القمع ورجال الأمن والقمع السابقين في دول الربيع العربي.
كما قال الوثائقي بأن «دحلان»، هو حلقة الوصل بين الإمارات و(إسرائيل)، بفضل علاقاته الطيبة مع قيادات بالجيش والموساد الإسرائيلي، بخلاف دوره في صفقات السلاح .
كما أنه المسؤول الأول عن رسم سياسات جهاز أمن الدولة الإماراتي، المتهم بانتهاك حقوق الإنسان ، والتعذيب داخل الدولة الإماراتية .
كما تطرق الفيديو إلى انقلاب تركيا ودور الإمارات المشبوه فيه ، مختتما بالملف الحقوقي السئ من خلال سياسة التعذيب والإخفاء القسري ، وانتشار السجون السرية والتي تستخدم للتعذيب داخل وخارج البلاد .
الحساب الذي نشر الوثائقي " الأيادي السوداء " ، تعرض إلى هجمات مكثفة أدت إلى إيقافه ولكن إن نجحت في إيقاف الحساب ، فإنها لم تنجح في إيقاف الانتشار الرهيب للفيديو والذي حقق أكثر من 60 ألف مشاهدة في أول يوم من عرضه .
محاولات امن الدولة الإماراتي بالحد من انتشاره
الانتشار الواسع للفيديو والذي انتشر كالنار في الهشيم أحرج عناصر أمن الدولة والتي تكثف هجماتها بالعادة عبر موظفيها سواء في الداخل أو في الخارج على أي عمل يفضح السياسة الداخلية التي يعمل بها عيال زايد .
فكثيرا ما قامت بهجمات الكترونية لحسابات ناشطين يظهرون الوجه الحقيقي لعيال زايد ويقومون بنشر الانتهاكات التي يتعرض لها الحقوقيون والمحامون والأحرار ونشطاء الراي .
دهاليز الظلام عمل طمسه وثائقي الأيادي السوداء
يتعمد أمن الدولة الإماراتي بين الفينة والأخرى إلى القيام بأعمال يهاجم بها دعوة الإصلاح ويقوم باتهامهم بالخيانة وتبرير شناعة ما يفعله عناصرهم بحقهم في السجون .
ويأتي كل ذلك عبر الأعمال الدرامية والتي ينتهج فيها الأمن المعلومات المغلوطة وحملات التشهير والتي كان آخرها ، العمل الأمني " دهاليز الظلام " والذي دفعت من خلاله ملايين الدراهم من أجل إخراجه بالشكل الذي خرج عليه ومع ذلك قام النشطاء بإظهار الفضائح والسقطات التي وقع فيها العمل وأخرها فضيحة جاسوس الأمن خليل صقر بن غريب والذي استخدم صوته بأنه تسجيل لأحد المعتقلين .
ولكن لم نجد تلك الشائعات وتلك السقطات في " وثائقي دهاليز الظلام " ، كما أن نسبة المشاهدات خلال عرضه في اليوم الأول لا تقارن بمشاهدات دهاليز الظلام .
مساعي أمنية لإجهاض " الأيادي السوداء "
الوثائقي يبدو وانه أصاب امن الدولة الإماراتي في مقتل فبعد سعيه إلى إغلاق الحساب وعدم استطاعته إزالة الفيديو من اليوتيوب فقد لجأ إلى التعميم بضرورة إنشاء حسابات وهمية بشكل كبير من أجل التصدي للصخب الذي تركه الوثائقي .
وقد تداول النشطاء على تويتر صورة تم التهكير عليها من قبل أحد النشطاء وجرى فيها التعميم على محرري " اليوم السابع " المصرية بضرورة العمل على نشر فيديوهات من الأرشيف للحد من انتشار وثائقي الأيادي السوداء ، والأصابع كلها تشير إلى تدخل محمد دحلان وإيعازه لمدير اليوم السابع بضرورة العمل على الحد من انتشار الأيادي السوداء .