جاسم راشد الشامسي
١٠٠ يوم على اعتقال الأكاديمي الحر الدكتور ناصر الغيث وسنوات مضت على اعتقال رجال آخرين تخلوا عن حياة الرغد وفضلوا الاستقرار وراء القضبان.
لقد ضحى هؤلاء الأحرار بجزء من حياتهم لحياة الآخرين،ذلك لأن الثبات ومواجهة رغبات الاستبداد يحيي جيلا يتحدى العالم بمبادئ آبائه وأجداده.
إليكم السؤال؟مالذي يجعل رجال من الإمارات يتمتعون بحياة رغيدة يواجهون نظاما مستبدا فيتحولون فجأة إلى خصوم ينالون من الأذى النفسي والجسدي ما ينالون.
أثارني السؤال فأوجه سؤالا آخر لعظماء الإمارات،مالذي يجعلكم تختارون الطريق الأصعب في مواجهة الاستبداد؟،ولو اخترتم الأيسر عبر إنكار الانتهاكات بالقلب لعذركم سواد الناس .
من النادر في عالم الظلم والجور والتخلي عن العدالة أن تجد تلك الأمثلة الصافية النادرة المرابطة على الصبر ومقارعة الإستبداد،فتهزمه نفسيا وهي تحت سطوته.
ما أعجل الاستبداد وما أشد صبركم، وما أحلك ليالي المستبد وما أصفى لياليكم،وما أحمق الاستبداد وما أسمى أفقكم،فاعتقالكم ونومكم في سجونه أقلق نوم المستبد في قصره.
تأتينا تباشير الأخبار من الداخل،فمنكم من تطهر قلبه بحفظ كتاب الله تعالى،ومنكم من قذف بخطابات ثبتت أحرار الشعب،ومنكم من أذهل سجانه بدماثة خلقه، ومنكم من أحرج عصابات الإستبداد بقوة الحجة وفصاحة البيان .
لا أستغرب سلوككم يا أشراف شعب الإمارات والأمة،فمنكم القائد والحكيم والطبيب والمهندس والقاضي والمحامي والمربي وفيكم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعسكري والشيخ الناسك والكاتب والإعلامي والرسام المحترف.
فهمت أخيرا لم لا يفرج المستبد عنكم،ذلك لأنه علم أخيرا أنكم تمثلون شعب وضمير الإمارات وهو لا يمثل إلا شخصه.
يكفيه فخرا الغيث أنه اعتقل بحجة انتقاد بناء معبد هندوسي في الإمارات ويكفيكم فخرا أيها الأحرار أنكم تطالبون باستقلالية وحرية شعبكم.فالصبر الصبر والثبات الثبات فبكم ننتصر وتحيا الأمة.
الروابط الاجتماعية
مشاركة هذه المقالة