تحليل: خطورة دخول القوات البرية لأرض اليمن
أسال القرار الإماراتي خاصة والخليجي بشكل عام بدخول اليمن برياً الكثير من الحبر حول جدواه ونجاعته، وحول الخطورة التي تكتنف مثل هذه الخطوة، الناشط الإماراتي "فاهم" كان له رأي في هذا الخصوص.
وينحاز "فاهم" إلى أصحاب الرأي القائل بخطورة هذا القرار لعدة أسباب شرحها في سلسلة من تغريداته عبر تويتر، مفتتحاً تعليله بالطبيعية القبلية المسلحة لليمن، وامتلاك هذه القبائل لأنواع مختلفة من الأسلحة بين المتوسط منها والثقيل، مبيناً أن تجاوز هذه القبائل يعد أمراً شبه مستحيل إلا في حال شراء هذه القبائل بالأموال، وهو ما جرى بالضبط.
وتطرق "فاهم في تحليله إلى أن الخطة كانت مرسومة بأن تدعم دول الخليج الحوثيين من أجل ضرب الثورة التي تسببت في خلع علي عبد الله صالح من الحكم، وكان حزب الإصلاح هو المتصدي الوحيد لهذه الخطة المرسومة بين الحوثي وصالح والخليج، والتي رسم لبقيتها الخليجيون تكملة تقضي بالانقلاب على الحوثي وإعادة صالح منفرداً بالحكم، لكن كل ذلك فشل بعدم حصول المواجهة بين الإصلاح والحوثيين، فكانت الخطة البديلة بتوجه التحالف إلى عدن وهو ما رفضته السعودية.
السعودية رفضت وزادت حالة الإرباك بموت الملك عبد الله، وبدأت عاصفة الحزم بعد استشعار العهد السعودي الجديد الخطر، لكن غياب الاستراتيجية الواضحة جعل الأمور تذهب نحو استحالة الحسم العسكري واستنزاف الميزانية بلا جدوى، فأصبح الخليجيون أمام خيارين.
الخيار الأول تمثل بدعم الإصلاح والقوات الشعبية بالسلاح وتوفير الدعم الجوي، أما الخيار الثاني فكان الدخول في حرب برية، وفي ظل عدم الرغبة بدعم الإصلاح بصفته ممثل الإخوان المسلمين، كان الخيار بدخول حرب برية بتكاليف مادية وبشرية باهظة وبدون نتائج مضمونة.
السعودية كانت مترددة في خيارها، لكن دخول الإمارات حسم الأمور نحو الحرب البرية، وهو دخول كارثي بمعنى الكلمة، فعلاوة على عدم امتلاك القوات الخليجية للخبرة الكافية على الأرض والاعتماد على شراء القبائل بالمال وهو ما قد يبيعونهم به لاحقاً، فقد اندفع الخليجيون جميعاً خلفها دون وعي، وهو ما سيتسبب لاحقاً بتأخير التحرير بسبب الصراع على مستقبل اليمن.
اختلاف الأهداف الحقيقة لأطراف التحالف سيتسبب في مشكلة حقيقية مستقبلاً، فالأمارات هدفها تحرير الجنوب وإعلان استقلاله، أمام السعودية فلن تترك لها مجال الاستفراد بالجنوب مع ترددها في عملية التقسيم.
كل ذلك يدلنا إلى شيء واحد، وهو أن العقليات التي تدير الصراع في اليمن "بن زايد وبن سلمان" لن تحقق سوى استنزاف دماء وأموال الخليج دون طائل على حساب شعوبه، والحقيقة أن زوال عقدة الإخوان كفيلة بتحرير اليمن بأقل الخسائر، لكن إطالة أمد الصراع هو إنهاك الشعوب الباحثة عن الحرية والديمقراطية.