الإمارات تصطاد في الماء العكر لاستغلال التوتر بين روسيا وتركيا
أظهرت تقارير إعلامية في عدد من وسائل الإعلام المحلية والدولية، توجه حكام الإمارات إلى محاولة استغلال التوتر الحاصل في العلاقات الروسية التركية، فيما يمكن اعتباره اصطياداً في الماء العكر بشكل واضح.
صحيفة البيان الإماراتية نشرت تقريراً تحدثت فيه عن أعمال الاجتماع الخامس للجنة المشتركة بين الإمارات وروسيا، وذكرت أن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد قد عبّر للوفد الروسي عن استهجان الإمارات واستنكارها للأعمال التي وصفها بـ "الإرهابية"، و التي شهدتها الكثير من الدول في الآونة الأخيرة، وخاصة الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء بجمهورية مصر العربية والحادثة الأخيرة التي وقعت للطائرة الروسية العسكرية التي أسقطتها تركيا.
ويأتي وصف "الإرهاب" الذي أطلقه بن زايد ليخالف معظم الآراء الدولية حول حادثة إسقاط الطائرة الروسية على يد سلاح الجو التركي، حيث تتفق الأغلبية على صحة الرواية التركية وعدم دقة الإدعاءات الروسية بأن الطائرة كانت داخل الحدود السورية وليست التركية كما تؤكد أنقرة.
يأتي ذلك في الوقت الذي لم تجرؤ فيه روسيا نفسها على وصف الحادث بـ"الإرهابي"، وهو ما يظهر انحيازاً كاملاً من السلطات الإماراتية إلى الجانب الروسي، ما أثار حفيظة العديد من المحللين والمتابعين من طريقة التعامل الإماراتية مع الحدث.
من جانب آخر، ذكرت وكالة الأنباء الروسية في تقريرها عن الاجتماع ذاته أن عبد الله بن زايد قد أكد سعي بلاده إلى زيادة التبادي التجاري ورحلات الطيران والسياحة بين البلدين، واستعداد الإمارات لمضاعفة استثماراتها في روسيا، وهو ما لقي ترحيباً من الوفد الروسي.
ومن الواضح أن بن زايد يلمح من خلال ذلك إلى استعداد الإمارات إلى تعويض روسيا عن أي خسائر اقتصادية قد تتعرض لها جراء وقف تعاملاتها مع تركيا التي تبلغ سنوياً حوالي 25 مليار دولار، وذلك سعياً منه ومن حكومته إلى تسليط ضغط إضافي على إردوغان وحكومته.