قرقاش يتلقى المزيد من الصفعات بعد اتهاماته لحزب الإصلاح اليمني
ضربة جديدة تلقاها وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، بعد أن فنّد علي البخيتي عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي سابقاً كل اتهاماته التي وجهها لجزب الإصلاح اليمني الممثل للإخوان المسلمين.
وكان قرقاش قد هاجم حزب الإصلاح اليمني في عدد من التغريدات عبر تويتر، ومن خلال كلمة ألقاها في لقاء مع وفد الإعلاميين المشاركين بفعاليات المجلس الوطني للإعلام، متهماً إياه بالانتهازية والتخاذل في تحرير مدينة تعز.
وواجه قرقاش بعد هذه التصريحات موجة من الردود القاسية على اتهاماته الكاذبة، بدأها الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، مروراً بالحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، والناشط الحقوقي اليمني خالد الأنسي، إضافة إلى عدنان العديني نائب رئيس الدائرة الإعلامية بحزب الإصلاح، وأخيراً جاء الدور ليشهد شاهد من أهلها ويرد علي البخيتي على اتهامات قرقاش.
رد البخيتي جاء عبر حسابه الشخصي على الفيسبوك والذي أكد من خلاله أن مقاتلي حزب الإصلاح في مقدمة المجموعات التي قاتلت الحوثيين، من عمران إلى الجوف إلى حجة وصنعاء وأب وتعز ومأرب وعدن ولحج وبقية المناطق التي فُتحت فيها جبهات، بينما بقية التيارات قاتلت في مناطق محدودة فقط، وقتلى الإصلاح من قياداته وأفراده في كل المحافظات التي وصلت الحرب إليها تشهد على ذلك.
البخيتي بدأ كلامه بالقول: "أتخيل جبهات القتال بدون الإصلاحيين، فأرى الحوثيين على مشارف سلطنة عمان، ومأرب في قبضتهم، وتعز تُخيم عليها سلطة الحوثيين عدا بعض الشغب هنا أو هناك، تلك حقيقة، بغض النظر عن مواقفي المنتقدة للطرفين، وللحرب الأهلية بشكل خاص، ولا يعد هذا مدحا للإصلاح لمشاركته في الحرب الأهلية، لكنه واقع على الأرض أسعى لنقلة بموضوعية".
واستعجب البخيتي من تصديق البعض لرواية قرقاش بقوله: "تصريح واحد لقرقاش جعل الكثيرين ينكرون هذا الواقع ويحملون الإصلاح مسؤولية بعض الهزائم"، وأضاف قائلاً: "يمكن تفهم موقف الإماراتيين، بحكم العداء المستفحل بينهم وبين تيار الإخوان المسلمين، وسعيهم إلى إضعافه في كل مكان من مصر إلى ليبيا إلى اليمن، لكن ما لا يمكن تفهمه موقف حلفاء الإصلاح في الميدان وجبهات القتال، فموقفهم غريب وغير مفهوم وبالأخص في وقت كهذا".
وكشف أن سجون الحوثيين "تمتلئ بقادة الإصلاح وناشطيه السياسيين والصحفيين، بينما لا يوجد قيادي واحد مسجون من بقية الأحزاب"، قبل أن يختتم حديثه بقوله: "ببساطة، لا يمكن اتهام الإصلاح بالتخاذل، والاستئثار بالقرار في الوقت نفسه، الكذب كذلك يحتاج إلى تخطيط استراتيجي".
و يأتي ذلك بعد تقرير نشرته صحيفة "القدس العربي" اللندنية قبل أيام، يكشف أن الإمارات قد سحبت قواتها من جبهات القتال في تعز اليمنية، وعن تصاعد الخلاف بين أبو ظبي والرياض بهذا الخصوص، وهو الأمر الذي فسره الكثير من المحللين والمراقبين بأنه يأتي نتيجة وصول عداء الإمارات للإخوان المسلمين إلى أقصى درجاته، ما دفعها إلى ترك تعز محاصرة بدلاً من حمايتها عسكرياً.