إقحام المعتقلين بالقضايا السياسية عن طريق التهديد .. رهان خاسر يابن زايد

إقحام المعتقلين بالقضايا السياسية عن طريق التهديد .. رهان خاسر يابن زايد

خاص : شؤون إماراتية

مسلسل الانتهاكات مستمر في عهد محمد بن زايد ، والافتراء والتضليل هو سبيل أمن الدولة الإماراتي لتجميل صورته أمام الرأي العام ، ومحاولة منه يائسة للحد من تضخم الوعي وثورة الرأي للمغردين الأحرار والذين رفضوا العبودية واختاروا بأن يكونوا سبيلا لإنقاذ ما تبقى من الوطن . 

ولنا في هذا الشأن المحاولات المتكررة لجهاز أمن الدولة والذي يتعمد إظهار المعتقلين الأحرار تحت الضغط والإكراه والتهديد أمام شاشات الإعلام المحسوبة على الدولة من أجل نشر اعترافات من صنع وتدبير الجهاز الأمني ، من أجل إقناع الرأي العام بأن هناك مساحة سماحة للمعتقلين في السجون الإماراتية ، وبأن المعتقلين قد أجرموا بحق دولتهم فاستحقوا السجن على ذلك ، رغم أن الواقع يقول " لا وألف لا " .

وقد بدأت الحكاية مع الحر الشيخ عبد الرحمن بن صبيح ، والذي ظهر في لقاء تلفزيوني لمدة 45 دقيقة ، وقد ظهر من خلال اللقاء تعمد أمن الدولة الإماراتي في إقحام المعتقلين السياسيين في الأزمة الحالية مع دولة قطر .

الشيخ عبد الرحمن والذي اختطف من اندونيسيا وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات فرض عليه الخروج في اللقاء من أجل نشر اعترافات مغلوطة من صنع وتدبير الجهاز الأمني من أجل استغلاله في دعم الحصار على قطر ، وقد ظهر ذلك جليا في لغة الجسد خاصته وقد بدى بأنه غير مقتنع في كل كلمة يدلي بها .

وقد أحدث ذلك اللقاء ضجة كبيرة في أواسط المتابعين والمحللين وانتفضت صفحات التواصل الاجتماعي مابين التصديق والتكذيب ، إلا أن الكفة رجحت أخيرا للفئة التي أكدت بان اللقاء التلفزيوني قد تم بالإكراه والضغط وان أقوال الشيخ في مجملها تعكس الرؤية الأمنية وخصوصا أن المعلوم لدى المتابعين بأن السجون الإماراتية معروفة بالانتهاكات المتواصلة للمعتقلين وسوء المعاملة ، كما تبين للجميع بأن ظهور الشيخ في تلك الفترة كان هدفه الأسمى دعم المؤامرة ضد قطر والتي يقودها محمد بن زايد مع دول الحصار .

وبعد هذا الفشل للجهاز الأمني عاد من جديد لاستخدام نفس السيناريو مع معتقل آخر ، ليقع الاختيار على المعتقل الحر عيسى السويدي والذي أمضى خمس سنوات في سجن الرزين .

ولعل المتابع يضع على ظهور السويدي ألف علامة استفهام ما قبل السؤال " هل هذا هو عيسى السويدي ؟ "

بالمقارنة مع صورة عبد الرحمن السويدي ما قبل الاعتقال وحين ظهوره على شاشة الإعلام الرسمي ، يرى المتابع بأن السويدي قد خسر الكثير من وزنه مما يؤكد بشكل قاطع بأن مقولة " المعاملة الحسنة " بعيدة المنال عن المعتقلين في السجون الإماراتية ، وان التعذيب وانتهاك الكرامة هو سيد الموقف ، وخصوصا بأنه معتقل بأشنع السجون " سجن الرزين " والذي يطلق عليه "جوانتنامو الامارات "

ولا جديد يذكر عن لغة الجسد والتي كانت ظاهرة على عيسى السويدي والذي بدا وكأنه ينكر كل ما يقوله وأن التهديدات الأمنية والإجبار والإكراه والتعذيب هي التي دفعته للخروج والتحدث بلسان الجهاز الأمني .

وما يؤكد استخدام المعتقلين هو التأكيد من خلال اللقائين على توريط قطر وتمويلها " لجمعية دعوة الإصلاح " ، بهدف الانقلاب على الحكم ، الأمر الذي ينفيه الواقع بأن لجنة دعوة الإصلاح هي لجنة وطنية بامتياز وكان هدفها إصلاحات في النظام السياسي من اجل ارتقاء الدولة وليس هدمها كما يحدث الآن .

والتأكيد على أن دولة قطر هي راعية الإرهاب في الإمارات مما يعزز رؤية " عيال زايد " وإقدامهم على خطوة حصار قطر ، وكذلك إعلامها " قناة الجزيرة " بتهمة التحريض .

كما أن السويدي قد ظهر بملامح الضعف والانكسار لتلميع صورة أمن الدولة والمتهم بارتكاب انتهاكات صارخة بحق المعتقلين في السجون ، متحدثا عن عرضه على الأطباء في المستشفيات كلما احتاج الأمر إلى ذلك ، الأمر الذي يكذبه وضعه الصحي الذي ظهر به .

وعليه فإن صحت أقوال السويدي فلماذا يمنع أمن الدولة ، زيارة المؤسسات الحقوقية للسجون من أجل متابعة أوضاع المعتقلين ، ولما تمنع الزيارات ، ولماذا يحرم المعتقل من توكيل محام للدفاع ، ومن حقه في محاكمة عادلة ؟

ولماذا لا يتم إجراء مقابلات مع المعتقلين مع وسائل إعلامية محايدة بدلا من الإعلام الرسمي والذي ينطق بالسياسات الأمنية للدولة .

وعليه فان محاولات الجهاز الأمني الأخيرة إقحام المعتقلين في سياسيتهم وإجبارهم تحت التهديد بالظهور على الإعلام وتنفيذ الرؤية الأمنية ، هي محاولات قذرة بمجملها وانتهاك جديد يتعرض له المعتقلون وعقاب جديد ينتهجه السجان لكسر إرادتهم .

وتبقى تلك المحاولات فاشلة وصعبة التصديق ، فسمعة الجهاز الأمني الإماراتي معتمة ، والكل يعلم بأن تلك الشخصيات الوطنية والتي عوقبت بالسجن والاختطاف والتعذيب هم شرفاء وأحرار الإمارات ، ويوما ما سينكسر القيد فالحقيقة لا تغطى بغربال.

الكاتب