تنكر لحقوق العمال في مشاريع ترامب في دبي

تنكر لحقوق العمال في مشاريع ترامب في دبي

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن تأخر أجور العمال الأجانب الذين يشتغلون في مضمار ترمب للغولف في دبي في الإمارات لأسابيع أو أشهر، وأنهم يعانون ظروفا عملية ومعيشة قاسية، و"سط انتهاك لحقوقهم من جانب الكفيل المحلي"، على حد تعبيرها.

وأضافت أن العمال الآسيويين يعملون في ظل ظروف قاسية بهذا المضمار تحت الشمس الحارقة، وأنهم لا يجرؤون على الشكوى أو التذمر إزاء هذه الظروف التي لا ترحم، وذلك لأنهم يكدحون في سبيل إغاثة أفراد أسرهم وعائلاتهم في بلدانهم البعيدة في الهند وباكستان ونيبال.

ونسبت إلى باكستاني يعمل سائقا في المضمار -ورفض الكشف عن اسمه خشية تعرضه للطرد من عمله- القول "إننا بعيدون عن بلادنا وعن أطفالنا وعائلاتنا وإننا قلقون وإن الأوضاع تؤلمنا".  

ويشكل نادي ترمب الدولي للغولف -الذي تم افتتاحه رسميا في فبراير الماضي- المحور من "داماك هيلز" الذي تقوم بأعمال البناء والتشييد فيه شركة داماك العقارية الإماراتية، وهو عبارة عن مجمع عمراني فاخر مؤلف من أربعة آلاف فيلا فاخرة و7500 شقة سكنية.

وكشفت الصحيفة عن أن هناك مشروعا جديدا منوطا بهذه الشركة العملاقة ويحمل العلامة التجارية للرئيس ترمب، وأنه يتوقع افتتاحه العام القادم حيث يتم تشييده في منتجع أكبر من سابقه.

إضرابات عمالية

وقالت نيويورك تايمز إن شركة ترمب تدير هذه المشاريع عبر شراكة مع داماك العقارية الإماراتية، وإن ترمب كسب نحو مليونين إلى عشرة ملايين دولار من مضمارين أو ملعبين للغولف.

وعودة إلى حال العمال الآسيويين، فقد أشارت الصحيفة إلى أن أحدهم لا يتقاضى سوى ما بين مئتين وأربعمئة دولار شهريا، وأنهم لا يتلقون أجرهم سوى بعد أسابيع أو أشهر من التأخير، الأمر الذي أدى بهم لاستخدام سلاح الإضرابات للمطالبة بمستحقاتهم المالية.

وأجرت الصحيفة مقابلات مع 22 من العمال الحاليين والسابقين في "داماك هيلز" حيث يعمل مئات العمال هناك.

ويقول العمال إنهم يكافحون لتغطية ديون يتكبدونها لوكلاء التوظيف، وإنهم يواجهون صعوبات ومتاعب بدنية وانتهاكات لحقوقهم التي ينبغي لها أن تكون مرعية بموجب قوانين العمل المحلية.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن معظم من تمت مقابلتهم يعملون لدى شركة العارف المتعاقدة مع شركة داماك، وذلك من أجل تشييد جزء من المضمار والفلل المحيطة في "داماك هيلز". وأضافت أن العمال تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، وذلك خشية قيام هذه الشركة بطردهم وترحيلهم خارج البلاد.

وأضافت أن ترمب قد لا يكون مدركا لطبيعة الظروف التي يعمل فيها هؤلاء العمال أو للإساءات والانتهاكات التي يتعرضون لها، فهو قام بتسليم الشركة لاثنين من أبنائه هما دونالد الابن وإيريك، وأن شركته تتولى الإدارة والتصميم، في حين تقوم داماك الإماراتية بأعمال التشييد والبناء.

وأشارت الصحيفة إلى أن دبي والإمارات على النطاق الأوسع لديها سمعة سيئة بشأن استغلال العمال الأجانب والآسيويين وانتهاك حقوقهم، وهم الذين يشكلون أكثر من 80% من السكان.

وعودة مرة أخرى إلى العمال في شركة العارف، فقد قالت الصحيفة إن العمال يعانون أجواء من القلق بشأن موعد استلام أجورهم المتأخرة، وإن بعض العمال أفادوا بأن الشركة حجزت قيمة أجر شهر أو شهرين على العمال وذلك كي تضمن بقاءهم في العمل في هذه الظروف حتى نهاية مدة العقد التي تكون عادة من عامين.

وأفاد ستة عمال أنهم دفعوا مبالغ تتراوح ما بين ألف و1500 دولار لشركات توظيف محلية مقابل الحصول على عمل، الأمر الذي يشكل انتهاكا صريحا لقانون العمل في البلاد، وقالت إن هذه مبالغ قد لا يحصل عليها العامل خلال خمسة أشهر.

وأضافت الصحيفة أن جميع العمال أفادوا بأن الشركة تحتجز جوازات سفرهم ما يشكل انتهاكا آخر للقانون، وأن الشركة لا توفر للعمال سوى مساكن معزولة في الصحراء في غرف مكتظة وأسرّة من طابقين، وأن بعض العمال ينامون على الحصير.

وأضافت أن الشركة تنقل العمال إلى مكان العمل في "داماك هيلز" عن طريق حافلات تفتقر إلى مكيفات الهواء، وذلك وسط التزاحم والهواء الساخن ورائحة العرق.

يشار أن الجهات المعنية في الدولة تمنع العمل تحت الشمس الحارقة منذ منتصف يونيو وحتى منتصف سبتمبر في فترة الظهيرة، ونسبة التزام الشركات كبير في هذه المحددات، كما تشترط على المؤسسات توفير مياه باردة للشرب في الصيف

ورغم أن الإمارات تحاول الاستجابة للانتقادات الحادة والمتكررة سنويا في مجال انتهاكات حقوق العمال إلا أن التقارير الحقوقية الدولية توثق العديد من الانتهاكات بحق العمال، ومنها تأخير الرواتب والعمل لفترات طويلة وحجر وثائق العمال الرسمية وضعف الأجور، رغم الجهود التي تبذلها لاستمرار تلقي العمال مستحقاتهم على الأقل

الكاتب