باحث أمريكي يكشف خبايا العلاقات الإسرائيلية الخليجية الخفية
نشر الباحث الأمريكي سايمون هندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن مقالاً بعنوان "التطوّر الذي تحققه إسرائيل في الخليج"، سلط فيه الضوء على العلاقات الخليجية الإسرائيلية.
هندرسون في مقاله المنشور على الموقع الخاص بمعهد واشنطن، تناول العلاقة الخفية -إلى حد ما- بين دول الخليج وإسرائيل على المستوى السياسي والدبلوماسي والاقتصادي، وهي العلاقة التي لطالما اكتنفها الغموض، فمنذ أيام منحت الإمارات العربية المتحدة إسرائيل إذناً رسمياً لإقامة مكتب دبلوماسي في أبوظبي تحت رعاية الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا"، وهي هيئة متعددة الأطراف تضم أعضاء من 144 دولة.
ويشير هندرسون إلى أن كلا الحكومتين عملتا جاهدتين على الإيحاء بأن المكتب الجديد يهدف فقط إلى تسهيل عضوية إسرائيل في "الوكالة" التي يقع مقرها الرئيسي في أبوظبي.
وتحولت هذه العلاقة من السر إلى العلن، ففي حين كان دبلوماسيون إسرائيليون يحضرون اجتماعات "الوكالة" في أبوظبي منذ سنوات، صار بمقدورهم اليوم إنشاء مكتب في العاصمة الإماراتية والعيش فيها بشكل دائم أيضاً.
وربط الباحث الأمريكي انعدام العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين دولة الإمارات وإسرائيل، بإيجاد بعثة إيرانية معتمدة لدى الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران، ولكن في حالة "إيرينا" يبدو الترتيب الجديد أكثر أهمية بكثير على الرغم من البيانات الرسمية الحذرة.
ومن وجهة نظر هندرسون، يتجلى هذا الحذر في رغبة وسائل الإعلام الإماراتية على ما يبدو في الحد من أهمية الموضوع، بالإضافة إلى الرقابة الرسمية التي تحد مما تنشره وسائل الإعلام حول مواضيع معينة، بما فيها العلاقات مع الدول العربية، ويعكس هذا المكتب الجديد الحضور الإسرائيلي الدبلوماسي الثاني في مدينة خليجية، وذلك بعد القنصلية التي أحيطت بالتكتم الشديد والتي تم الكشف عن وجودها دون تحديد موقعها في وثيقة ميزانية إسرائيلية تم تحريرها عَرَضاً على ما يبدو في عام 2013.
وقارن هندرسون بين نمو التجارة الإسرائيلية مع دول الخليج العربي باستمرار والروابط السياسية التي تتأرجح بين مد وجزر، ويشيرعلى سبيل المثال إلى ما حصل في عام 2010، حين غضبت الإمارات العربية المتحدة من اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح، الذي أغتيل على يد عناصر من الموساد الإسرائيلي وتحت أنظار سلطة عيال زايد في أحد فنادق الإمارات.
ولفت الكاتب الأمريكي إلى أنه من غير المرجح أن تعود الروابط السياسية بين إسرائيل ودول الخليج على الفور إلى أوجّها كما كانت في التسعينيات، عندما قام القادة الإسرائيليون، بعد اتفاقية كامب ديفيد، بزيارة عُمان وقطر وإنشاء بعثات دبلوماسية صغيرة وُصفت بأنها تجارية أو مكاتب اتصال.
ويؤكد هندرسون تشجيع واشنطن قيام مثل هذه الاتصالات منذ فترة طويلة، وبالتالي فإن التبادل الرسمي بين الدبلوماسيين الإسرائيليين والإماراتيين يعود إلى أكثر من عقد من الزمن.
ويرى هندرسون أن واشنطن رحبت بهذا التقارب إلا أنها لا تغفل عن حقيقة أن هذا التقارب جاء نتيجة لاحتضان إدارة أوباما المتصوّر لإيران التي لا تزال تثير قلقاً بين حلفاء أمريكا التقليديين في المنطقة.