باحث أمريكي .. تميم أم محمد بن زايد أم بن سلمان .. من الذي سيتنازل أولا ..؟

باحث أمريكي .. تميم أم محمد بن زايد أم بن سلمان .. من الذي سيتنازل أولا ..؟

قال الباحث الأمريكي «سايمون هندرسون» إنه «لا تلوح في الأفق أية مؤشرات عن قرب حل الأزمة الخليجية»، معتبرا إيران المستفيد الأكبر منها، بالإضافة إلى جماعات الضغط بالعواصم الغربية، التي ملأت أرصدتها من خزائن أطراف الأزمة المنخرطين في «معركة علاقات عامة».

وفي تحليل نشرته مجلة «فورين بوليسي»، وترجمه  موقع «الخليج الجديد»، حصر «هندرسون»، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، الشخصيات التي «تتسيد» الأزمة وتحمل مفاتيح حلها في ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان» وحليفه ومعلمه الدبلوماسي الشيخ «محمد بن زايد»، ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات، وأمير قطر، الشيخ «تميم بن حمد»، الذي تقلد الحكم بعد والده الشيخ «حمد بن خليفة آل ثاني»، الذي كسر التقاليد العربية، وتنحى عن الحكم قبل 4 أعوام لمصلحة ابنه.

وتساءل «هندرسون» بشأن «من سيرمش أولا؟» من بين هؤلاء، ويتنازل في سبيل التوصل إلى حل للأزمة.

واستعرض في هذا السياق مواقف اللاعبين الرئيسيين في الأزمة، قائلا: «الأمير بن سلمان (32 عاماً) واثق من قراراته السياسية كلها، لكنه في النهاية لا يريد تعريض حلم العرش السعودي للخطر».

وعن ولي عهد أبوظبي، قال: «بن زايد (65 عاما) أكبر سنا من بن سلمان ومستقل في تفكيره، لكنه قد يتعرض للضغوط من محمد بن راشد (ولي عهد دبي). ويظل بن زايد اللاعب الرئيسي».

أما «تميم» فهو «في سن الـ37 عاما، لكنه يستفيد من نصائح والده».

نزوة طفولية

وعن نظرة الأطراف الدولية للأزمة، لفت الباحث الأمريكي إلى أنه «رغم الزعم السعودي الإماراتي، فإن قطر ليست حليفة لإيران، وفي واشنطن والعواصم الأوروبية ينظر للفوضى الحاصلة على أنها نزوة طفولية في وقت توقفت فيه الدبلوماسية».

وأضاف: «حتى في مؤتمر مجلس دول التعاون الخليجي (المقررة في ديسمبر/كانون الأول المقبل)؛ حيث سيلتقي قادة السعودية وقطر وعمان والكويت والإمارات لا يبدو أن هناك توجهاً للحل».

وأوضح أنه توصل لتلك النتيجة «بناء على انطباعات جمعها عبر رحلة خاطفة أجراها خلال الأسبوعين الماضيين إلى لندن والبحرين وأبوظبي ودبي».

وتابع أن الحصار الذي يفرضه الرباعي (السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر) على دولة قَطر منذ يونيو/حزيران الماضي يتجه نحو التشدد من دون التفكير في أن المستفيد من إطالة أمد المواجهة هي إيران، التي تعد عدوا مشتركا للجميع، بمن فيهم قطر، وما سيتركه الخلاف على السياسة الأمريكية في الخليج، ومظهر الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي».

واعتبر الباحث أن «الجهود الدبلوماسية الأمريكية المشوشة لحل الأزمة خلقت رسائل مختلطة لدى أطراف الأزمة أثرت على الحل».

فبينما بذل وزير الخارجية الأمريكي، «ريكس تيلرسون»، يساعده وزير الدفاع، «جيمس ماتيس»، جهودا وساطة حثيثة لحل الخلاف، ظل الرئيس «دونالد ترامب» حتى وقت قريب سعيدا بأن يبدو مساندا للموقف السعودي والإماراتي، لكنه شعر بالضيق –فيما يبدو- لكون محاولته لترتيب اتصال هاتفي بين «بن سلمان» والشيخ «تميم» لم تسفر سوى عن تأزيم الخلاف.

الجميع خاسر

ورأى أن استمرار الأزمة سيترك آثاره الاقتصادية في الجميع؛ فقطر بحاجة لاستكمال التحضيرات لكأس العالم 2022، وقد عرقلت الأزمة وصول المواد الخاصة بالبناء، أما المواد الغذائية فتأتي من إيران وتركيا وسلطنة عمان والكويت.

ويعاني الاقتصاد البحريني من عجز، لكن السعودية قد تغطيه.

فيما تحضر دبي لمعرض «إكسبو 2020»، ويخشى حاكمها الشيخ «محمد بن راشد آل مكتوم» من أن تؤثر الأزمة القطرية على تلك الفعالية الهامة؛ حيث يتم التسويق لدبي على أنها مدينة ترحب بكل الأجانب من أصقاع العالم، ومكانا للترفيه والسلام والأمن.

أما السعودية -التي أغلقت الممر البري الوحيد مع قطر- فربما تأثر تجارها، لكنهم ساكتون.

المعركة الحقيقية

واعتبر الباحث أنه رغم الحصار التجاري وإغلاق المعابر الجوية والبحرية أمام قطر، إلا أن المعركة الحقيقية تبدو في مجال العلاقات العامة؛ حيث ينفق الجانبان الملايين من الدولارات لتعزيز مواقفهما.

ويختتم «هندرسون» تحليله، بالقول إن الفائز الأكبر من الأزمة هم جماعات الضغط الذين حققوا أرباحاً كبيرة من خلال تقديم النصح والاستشارة والإعلانات وإنشاء مواقع على الإنترنت وتنظيم مؤتمرات

الكاتب