مفاجأة: الإمارات تقف خلف تمويل وتسليح داعش في ليبيا
يبدو أن إلقاء القبض على الجاسوس الإماراتي يوسف ولايتي في ليبيا كان بمثابة الحصول على الصندوق الأسود لأسرار التدخلات الإماراتية في طرابلس، وكشف العديد من المفاجآت المدوية، منها ما لم يكن متوقعاً.
موقع "الشاهد" التونسي، نشر تقريراً خطيراً حول اعترافات ولايتي عن مهمته في ليبيا، وعن شبكة المتورطين معه في هذه القضية متشعبة الاتجاهات.
و يقول الموقع التونسي، أنه ومنذ سنة 2013 أعلن ولي عهد أبو طبي محمد بن زايد آل نهيان و مدير شرطتها ضاحي خلفان الحرب على الإخوان المسلمين وعلى الحكومات التي يشكلها الإسلاميون أو يشتركون في تشكيلها، وقد أنفق بسخاء على عدد من الصحف والمجلات والإذاعات والقنوات العربية والأجنبية منذ مدة من أجل تشويه الثورات العربية وتصوير الإسلاميين كخطر يهدد المنطقة والعالم بأسره و وصل به الأمر إلى الزج بالطيران الحربي الإماراتي للاشتراك في عمليات فوق المناطق التي تسيطر عليها قوات فجر ليبيا داخل التراب الليبي و تمويل الإنقلاب العسكري في مصر إلى جانب السعي المحموم لزعزعة أمن و إستقرار تونس الذي كشفته الجزائر و تمّ إحباطه بعد أن محاولة فاشلة سابقا لإستنساخ إنقلاب 30 جوان في إعتصام الرحيل قرب المجلس الوطني التأسيسي بباردو.
في مطلع شهر نوفمبر الماضي أعلنت السلطات الليبية في طرابلس إيقافها لجاسوس إماراتي تم القبض عليه بصدد مغادرة التراب الليبي و قد إعترف بمسؤولية ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان في تمويل داعش الليبية وتسليحها من أجل تهديد أمن البلاد ووحدتها والذهاب إلى تقسيمها ، وعن تلقيه الأوامر بتصوير موقع السفارة التركية وقنصليتها بمدينة مصراتة تمهيدا لاستهدافها بعمل إرهابي .
وقد اعترف الجاسوس برتبة رقيب في الشرطة الإماراتية يوسف صقر أحمد مبارك منذ أيام بالكثير من المعلومات التي كانت تشير إلى تخطيطه لتفجير السفارة التركية في مدينة طرابلس الليبية والتحضير لعملية إرهابية ضد القنصلية التركية بمدينة مصراتة وقد تم اعتقاله في مطار معيتيقة بطرابلس، و عثر لديه على مقاطع فيديو لأكثر من 30 دقيقة تصور موقع السفارة ومقاطع فيديو أخرى لمواقع حساسة مثل المحكمة العليا والمتحف الوطني وبعض المؤسسات الحساسة بالمدينة .
وقد عرض الجاسوس الإماراتي مبلغ 10 مليون دولار كرشوة للمسؤولين الذين يحققون معه من أجل إطلاق سراحه ولكن محاولته تلك لم تفلح .
من بين الاعترافات التي أدلى بها الجاسوس أنه دخل ليبيا عن طريق بنغازي في نوفمبر 2013 رفقة 36 شخصا أي قبل وقت قصير من أحداث العنف والاغتيالات التي عرفتها المدينة في تلك الفترة والتي نُسبت إلى عدد من الجماعات الثورية الليبية و قال انه في 28 سبتمبر تم الهجوم على مبنى القنصلية التركية في مدينة مصراتة بقنابل يدوية وأنه تربطه علاقة مع من قاموا بهذه الهجمة .
وأكد الجاسوس أن وجوده في ليبيا كان ضمن خطة محمد بن زايد آل نهيان للإطاحة بالحكومة الليبية في طرابلس ذات الميول الإسلامية و التي تعترف بها تركيا ، وضمن جهود إضعاف قوات فجر ليبيا الداعمة للحكومة في مواجهة قوات حفتر التي تتلقى دعما ماليا وعسكريا من الإمارات .
ويمثل اعتراف الجاسوس الإماراتي مفاجأة مدوّية للرأي العام داخل ليبيا وخارجها بعد أن ساد الاعتقاد بأن فرع تنظيم داعش في ليبيا ذاتي التمويل ولا يتلقى دعما من جهة رسمية أجنبية، كما يأتي هذا الاعتراف بعد أسابيع قليلة من فضيحة المبعوث الدولي إلى ليبيا برناردينو ليون الذي كان يتلقى أجرا شهريا من الإمارات ووعدا بتعيينه رئيسا للأكاديمية الديبلوماسية بأبوظبي مقابل راتب شهري قدره 53 ألف دولار أمريكي.
يذكر أن الدكتور حذيفة عبد الله عزام رئيس مجلس إدارة جريدة "أخبارك أون لاين" قد وعد بالكشف عن كل ما أسفرت عنه التحقيقات مع الجاسوس الإماراتي وخليته المكونة من 36 شخصاً، مؤكداً أن مطبخ المؤامرات على حد تعبيره قد انتقل من شرم الشيخ إلى أبوظبي.