أحمد منصور: لا أسباب مقنعة تفسر عداء أبوظبي للإخوان

أحمد منصور: لا أسباب مقنعة تفسر عداء أبوظبي للإخوان

أجاب الحقوقي الإماراتي أحمد منصور على العديد من التساؤلات حول أسباب العداوة الشرسة التي تحملها السلطات الإماراتية نحو دعاة الإصلاح وجماعة الإخوان المسلمين في الدولة.

جاء ذلك في سلسلة من التغريدات التي نشرها عبر حسابه الرسمي على تويتر، أوضح من خلالها أن الأمر يبقى بلا تفسير واضح حتى اللحظة، إذ أن الإخوان والإصلاحيين لم يفكروا يوماً في نزاع حكام الإمارات على سلطة الحكم.

منصور الحائز على جائزة مارتن إينالز في حقوق الإنسان افتتح تغريداته قائلاً: "يسألني الكثير من الصحفيين الدوليين وممثلي منظمات دولية وأممية وموظفي دول رسميين عن سر عداء الإمارات المستفحل ضد الإخوان المسلمين؟" موضحاً سبب ذلك بقوله: "حيث يرى بعضهم أن ذلك الأمر هو الشغل الشاغل للدولة في سياستها الخارجية والداخلية على حد السواء".

ويتابع منصور: "و أجيب دائماً أنه السؤال الذي يُحير الجميع، فلا يوجد خطر من الجماعة الداخلية على الإمارات، بل أنهم من فرط سلميتهم ضحوا بحقوقهم عبر سنوات طويلة".

ويشرح منصور في إجاباته: "وأن لكل دولة أن تحدد خياراتها التي تراها الأنسب، لكن دون أن يصبح ذلك عامل شقاق وفرقة ومواقف عدوانية تجير لها جل مؤسسات الدولة ومواردها، وصولاً إلى السبب الوحيد الذي ربما يدور في عقلية السلطة السياسية في الدولة أن جماعة الإخوان تشكل لها خطر وجودي. وهو ما أعتقد أنه غير صحيح"، أكد منصور. 

وتابع، "فربما تعتقد السلطة الحاكمة أن الجماعة الوحيدة التي يمكن أن تنازعها الشعبية على الأرض وبالتالي الحكم، هي جماعة الإخوان أو الإصلاح كونها منظمة".

وأضاف منصور: "أخبرهم أن هذا من وجهة نظري غير صحيح، فلم ينازع الإخوان أو الإصلاح السلطة الحاكمة في الإمارات قط حق السلطة، و إن كانت لهم مطالبهم ورؤيتهم..".

و شرح منصور رؤية دعوة الإصلاح بقوله: "لكنها تبقى رؤية في إطار النظام الحاكم الحالي والهيكلية السياسية القائمة. وأقول دائماً، إن نظرتي في الإصلاح ربما تكون أكثر راديكالية من نظرتهم".

وختم منصور تغريداته قائلاً: "ليبق السؤال دون إجابة شافية في نهاية المطاف، بل يخلق المزيد من الأسئلة إن كانت الإمارات في الأساس بحاجة لأخذ هذا الموقف المتشنج من الجماعة؟". 

وتأتي أهمية هذه الشهادة لأحمد منصور كونه صاحب توجهات ليبرالية تختلف في الكثير من الجوانب مع توجهات الإخوان والإصلاحيين، وقد سقط العديد من الليبراليين في وحل التبرير والتسويق لما تفعله السلطات الأمنية بسبب خلافهم الآيديولوجي مع الإخوان، لكن منصور نجح في الحفاظ على قيمه ونزاهته.

وكان منصور قد تشارك مع دعاة الإصلاح في العديد من المشاريع الوطنية، وشارك معهم في توقيع عريضة الثالث من مارس الشهيرة، والتي طالبت بتطوير تجربة المجلس الوطني الاتحادي، وهو الأمر الذي أدى إلى اعتقاله في مارس 2011 لمدة 8 أشهر، قبل أن يخرج رفقة الدكتور ناصر بن غيث وآخرين بعفو رئاسي.

ويعاني منصور حتى اللحظة من قرار السلطات الإماراتية فرض حظر السفر عليه ومصادرة جواز سفره، بسبب مواقفه وآرائه فيما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان في الدولة، وقد حرمه هذا الأمر من التوجه إلى سويسرا قبل شهرين من الآن لحضور احتفال جائزة مارتن اينالز لحقوق الإنسان التي فاز بها، واكتفى يومها بالحديث مع الحضور عبر الفيديو.

الكاتب