عيسى خليفة السويدي: اعتقله عناصر الأمن وساوموه لينفذ مخططاتهم!

عيسى خليفة السويدي: اعتقله عناصر الأمن وساوموه لينفذ مخططاتهم!

هو الدكتور عيسى خليفة السويدي، رجل المعرفة المخلص لوطنه، الحاصل على درجات رفيعة في الإدارة التربوية والاقتصادية، المتخصص في تدريب قيادات إدارية تربوية في العديد من المجالات التعليمية والمجتمعية، والذي نُشرت مقالاته في مجال إصلاح التعليم والتغيير التربوي بالعديد من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية.

مؤهلاته:
بكالوريوس اقتصاد من جامعة كاليفورنيا 1987م، ثم حاز على درجتيْ الماجستير والدكتوراه، الأولى في إدارة الأعمال من جامعة "ساوث إيسترن" 1995م، والثانية في الإدارة التربوية من جامعة "ليفبرة" البريطانية 2003م، وعنوان أطروحته في الدكتوراه (إدارة تطوير التعليم في الإمارات العربية المتحدة).

عمل مديرًا للمنطقة التعليمية في أبو ظبي لمدة سبع سنوات (1992-1998)، ثم انتقل للقطاع الخاص رئيسًا تنفيذيًّا للشركة العربية لتطوير التعليم حتى 2007م، حتى ترأّس اللجنة التأسيسية لجامعة الحصن، كما ترأّس مؤسسة ياس للاستشارات التعليمية، إضافة ً لعمله رئيسًا تنفيذيًّا لمجموعة تعلّم في الدوحة بقطر منذ 2009 حتى الآن، وهو أمين عام هيئة أبو ظبي الخيرية، وأمين عام جمعية الهلال الأحمر في دولة الإمارات المتحدة 1996-1998م، وهو من أوائل المؤسسين للتعليم الخاص والمدارس الخاصة في الخليج.

قضيته:
كواحدة من أكبر الصدمات الإعلامية في الدولة، استيقظ الشعب الإماراتي على نبأ اعتقال العديد من النشطاء والحقوقيين والدعاة والإصلاحيين والمفكرين والأكاديميين من مختلف رموز الوطن، كما يعلم الجميع في قضيةٍ عُرفت بـ"الإمارات94" بسبب ما سُمي بـ"عريضة مارس"، وجاء اعتقال الدكتور السويدي بتاريخ 19/07/2012م في أبو ظبي، واحتجازه في سجن الرزين (سيء السمعة والمعروف باسم غوانتانامو الإمارات) بتهمة ملفقة غير واضحة ولا أصل لها من الصحة، حيث ادعت السلطات الإماراتية تورّط "السويدي" في دعم الإرهاب داخل الإمارات لحساب تنظيم سري إرهابي؟!

وبعدما استنكر العديد هذه العملية كغيرها من عمليات الخطف والاعتقال التعسفي، كان لا بدّ للأمن الإماراتي أن يجدَ مخرجاً يستقطب فيه بعض المنخدعين أو السذّج، فكانت حيلة الفيديو الذي نُشر عن مقابلة "السويدي" عبر التلفاز يزعم فيها توضيح دور قطر في دعم الإرهاب ضد الإمارات ودوره الشخصي في ذلك.

وبقليلٍ من العقل والمنطق، واسترجاع عملية الاعتقال المفاجئة لشقيقات الدكتور "السويدي" الثلاث: (مريم وأسماء واليازية)، أو خطفهنّ قسريًّا بمعنى أدق، والتي فجّرتْ ثورةً من الغضب الشعبي على أمن الدولة الذي ضرب كل الأعراف والأخلاق الدينية والاجتماعية بعرض الحائط.

وبعد ثلاثة أشهر من الاختفاء القسري، تمّ إطلاق سراح الشقيقات الثلاث، اللاتي أكّدنَ جميعهنّ أنهنّ لم يُعرضْنَ على النيابة، بل ولمْ تُوجَّه إليهنّ أية تهمٍ رسمية أو غير رسمية، ولم يعرف أحدٌ سبب خطفهنّ حتى الآن!
بيْد أنّ الناظر والمراقب لما حدث وما قاله الدكتور السويدي في الفيديو والمقابلة المفبركة، عليه أن يميّزَ بقليلٍ من الذكاء أنّ اختفاء الشقيقات لم يكنْ لأنهنّ كتبْن تغريداتٍ للمطالبة بالإفراج عن أخيهنّ، بل كان الاعتقال وسيلةً قذرةً وحقيرةً للضغط على الدكتور "السويدي" من أجل الخروج على الشاشة لِيُـدينَ نفسه وإخوانه الأحرار، في أسوأ سيناريو تمثيلي من الأجهزة الأمنية، ولم يدركْ هؤلاء أنَّ لعبتهم ساذجة مكشوفة، وأنَّ النظارات التي كان يرتديها الدكتور أثناء المقابلة عكست خيالاً لشاشةٍ تُـلقّـنه الكلام وتُملي عليه ما يقول!

وما زاد سخافة الفبركة أنّ الدكتور يؤكد عدم تعرض المعتقلين لأيّ نوع من التعذيب والانتهاك، بل وأن طعامهم يكاد يوازي ما في البيوت، إضافةً إلى الزيارات والعلاج المتخصص والاحترام من السجان!
جريمة الأمن الإماراتي في خطف الفتيات ليست الأولى، وربما لن تكون الأخيرة، وجريمة "المساومة على العِرْض" أحقر وأقبح مما توقع أحدٌ أن يصل إليه حال أمن الدولة في عهد محمد بن زايد.

وأدانت كل الجهات الحقوقية تلك الجرائم، وخاصة منظمة العفو الدولية حيث قال نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة (سعيد بومدوحة): "ليس معروفاً أية ضغوط تعرضت لها الأخوات السويدي أثناء الاحتجاز، وما إذا كانت قد وُجّهت إليهنّ تُهمٌ بارتكاب أيّ جُرم، أو إذا ما كان الإفراج عنهن قد تم بناءً على أيّ نوع من الاشتراطات"، والعبارة الأخيرة تحديدًا هي التي تثبت رعب المجتمع الإماراتي ممّا آلَ إليه حال أجهزة الأمن.

ومازال الدكتور "السويدي" وإخوانه من شرفاء ورموز الوطن يقبعون تحت نير السجان بانتظار الأمل في الغد المشرق.

 

الكاتب