راشد عمران الشامسي: نموذج صريح على انتهاك الأمن لحرية الصحافة!!

راشد عمران الشامسي: نموذج صريح على انتهاك الأمن لحرية الصحافة!!

مواطن إماراتي بعقلية مبدعة وروح تعشق الوطن، اسمه "راشد عمران الشامسي"، مواليد 1977م أتمّ عقد الرابع وهو أب لأربعة أبناء، ناشط وإعلامي بارز متخصص في الاتصال والعلاقات والتغيير وبرامج التأثير الجماهيري والتسويق الاجتماعي.

مؤسس ورئيس مؤسسة (Smart media & management) للاستشارات الإدارية والإعلامية، ورئيس تحرير مجلة "سينارية" الإلكترونية المتخصصة بالاتصال والعلاقات والتسويق.

عمل معدَّا لبرامج إذاعية وتلفزيونية عديدة، متخصص في المحتوى والمضامين الإعلامية، وصاحب برنامج "للشباب رأي" في تلفزيون الشارقة، وهو من أبرز الباحثين والمدوّنين في الإمارات، وله عمود أسبوعي يكتبه بجريدة الخليج الإماراتية باسم "بيني وبينكم" لمدة 4 سنوات.

نشاطه الإعلامي:

عُرِفَ "الشامسي" بتدويناته عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" المدافعة عن حقوق الإنسان، وكثيراً ما تطرّق إلى انتهاكات جهاز الأمن الإماراتي بحق النشطاء داخل الدولة، ودعا دوما للإفراج عن معتقلي الرأي السياسيين، كما أشار إلى ابتزاز جهاز الأمن للإماراتيين من أجل رؤية ذويهم المعتقلين، وتطرّق أيضًا لعملية المساومة التي يقوم بها الأمن للمعتقلين كي يجبرهم على الاعتراف المكذوب، وتنجح التهمة الملفقة في تغفيل القانون، القانون الذي بات يعمل لحساب محمد بن زايد.

وكان "الشامسي" يسعى عبر حسابه الشخصي في "تويتر" إلى الثورة على العادات وتغيير الواقع وحشد القدرات والتخلي عن الأفكار القديمة وتحرير الأفعال من التبعية العمياء!

قضيته:
كثيراً ما عرّضته جرأته في طرح آرائه لمضايقات واستفزازات من الأمن الإماراتي، كان منها منع السلطات له من السفر خارج البلاد كما حدث في 26 يونيو 2012م، حين همّ بالسفر مع أسرته وأطفاله، فتمّ إيقافه في المطار، واحتجزوهم في مكتب الجوازات ساعتيْن، وأبلغوه بحظر السفر عليه وأسرته بناءً على تعليمات جهاز أمن الدولة في أبو ظبي!

وقال "الشامسي" أنه طالبَ الضابط -الذي منعه وأبلغه بقرار حظر السفر- بأي ورقة رسمية تثبت التعميم بالحظر، وطلب الاتصال هاتفيًّا بالأمن، لكنَّ كلا الطلبيْن قُـوبِلا بالرفض من الضابط، ما زاد حالة التوتر والانفعال لدى "الشامسي"، وأعلن للجميع عبر حسابه عن قرار التعميم الظالم له بالحظر دون أي سبب أو حتى ورقة رسمية.

ضريبة المهنة الصحفية:

ولأنّ له العديد من المتابعين والقراء الذين أبدوا تعاطفهم مع قرار منعه من السفر، ولأنه كان من المؤيدين لعريضة الإصلاح، قرر الأمن الإماراتي أن يسكتَ صوت الحق في يوم 16 يوليو 2012م، فتمّت المداهمة لمقرّ عمله حاله كحال بقية النشطاء، دون توجيه أي تهمة، وذلك بعد خلفية الحملة التي أطلقها نشطاء "تويتر" بعنوان (رمضانهم معنا) تطالب بالإفراج عن المعتقلين قبل شهر رمضان.

وكان الجواب من الأمن قاسيًا، من خلال حملة شرسة باعتقال ما سُمّي بـ(الخلية) كمحاولة ساذجة لتلفيق الاتهامات لهؤلاء الناشطين!

وقد أكدت زوجة "الشامسي" أنّها -في بداية الأمر- لم تعرف مكان زوجها، ولا سبب اعتقاله، وحتى بعد توكيلها لمحامٍ كي يبحث بين أروقة الأجهزة الأمنية لم يستطعْ هو الآخر العثور عليه، واعتبرت هذا التصرف المتطرف من الأمن الإماراتي جريمة في حقها ومن معها من الحيارى، فقالت عبر صفحتها الخاصة: "نحن أهالي المعتقلين نطالب السلطات الإماراتية بوقف هذه الانتهاكات، فلا توجد مبررات قانونية لحبسهم، ويجب إرجاعهم لذويهم سالمين".

وأضافت: "حتى الآن لا يوجد محامٍ قادر على أن يتواصل مع النيابة ليعرف مكانهم، ولا توجد تهمة واضحة ولا قضية مفهومة".

وبقيت هذه حالهم حتى شهر مايو 2013م -أي بعد عامٍ تقريباً- حين تمّت "مسرحية" المحاكمة التي مثّلتها السلطات الإماراتية للفتك بأحرار الإمارات، بتُهمة الانتماء لتنظيم سري يهدف للانقلاب على الحكم!.

أبرز أقواله من حسابه الشخصي:

*الوطن معزوفة لا يتقن إبداعها سوى المخلصون، ولا يشوش عليها سوى المرتزقة أدعياء الولاء، الذين هم رهن مصالحهم.

*الاستبداد الناعم هو تزييف مصطلح "حرية الرأي" إلى "تطاول وتناصح وتدخّل"، وتحوير "المشاركة" على أنها "نزاعٌ على المُلك".

*الإدراك بأن هنالك تكاليف وجب دفعها للحصول على النجاح، هي خطوة مهمة في مسيرة التغيير الفعال، فمن رحم المعاناة يُولد النصر!.

*الاستبداد الناعم أن يمنّوا عليك بكل شيءٍ عملوه لك، بمجرد إبداء رأيك، ويسردون لك كل قصص العطايا وكأنها لم تكن حقوقك من الأصل!.

*التغيير يحتاج إلى قراءة الماضي بعين المقيم، وتأمل الواقع بعين المحلل، والتطلع للمستقبل بعين الراصد المخطط.

*تقع الخلافات بين الناس بسبب الفهم الخاطئ للمعنى المقصود فيما هو مكتوب، بسبب الإصرار على عدم التأكد من الآخر لما يعني الموضوعية، والموضوعية قيمة يصعب إدراكها بسهولة، ولكنّ السعي لها ضروري، وإن كانت نسبيّة، فما لا يُدرك كله لا يُترك جلّه!.

*صوت الحق لن يغيب، ولو علا عليه صوت الباطل، فالثاني لزوال والأول له العاقبة والانتصار.

ردود الفعل:

وعلى الصعيد المحلي والدولي والإقليمي، فقد تسابقت منظمات حقوق الإنسان والـلّجان ذوي الصلة بالدفاع عن المعتقلين وحقوقهم وذويهم، والتنديد بقرارات السلطات والقضاء الإماراتي، واعتبروها قضايا رأي عام لما لاقتْ من جدلٍ كبير، وتعاطفٍ ملحوظ من كل شعوب المنطقة.

الكاتب