معاريف العبرية .. العلاقات العسكرية الاماراتية الاسرائيلية تزدهر

معاريف العبرية .. العلاقات العسكرية الاماراتية الاسرائيلية تزدهر

زعمت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في تقرير نشره موقعها أن ارتفاعًا كبيرًا طرأ على وتيرة العلاقات العسكرية بين الكيان الصهيوني وأبوظبي، وتزايد ونفوذ رجال الإعمال الإسرائيليين  على حد زعم الصحيفة.

وبحسب التقربر الذي نشره يوسي ميلمان، معلق الشؤون الاستخبارية في الصحيفة، إن كلًا من شركتي "إلبيت"، و"إيروناتيكس" الإسرائيليتين المتخصصتين في إنتاج وسائط الطيران غير المأهولة، تجريان حاليًا اتصالات مع أبوظبي لتزويدها بطائرات بدون طيار.

ويزعم التقرير أن رجل الأعمال الإسرائيلي آفيلئومي، الذي يحوز على معظم أسهم "إيروناتيكس"، بات أكثر رجال الأعمال الإسرائيليين نفوذًا داخل أبوظبي، مستدركًا بأن رجل الأعمال الإسرائيلي الآخر شاحر كروفيتس، وشريكه من جنوب أفريقيا اليهودي رولاند ليند، يسهمان أيضًا في تزويد أبوظبي بالعتاد والوسائل القتالية.

وشدّد ميلمان، الذي نقل المعلومات عن مجلة "انتجلنس أون لاين" الفرنسية المتخصصة في قضايا الدفاع، على أنّ كلا من آفيلئومي وشاحر كروفيتس يحتلان الآن مكانة رجل الأعمال الإسرائيلي ماتي كوخافي، الذي سبق أن لعب الدور الرئيس في تكريس وتطوير العلاقة الأمنية والعسكرية بين أبوظبي و"إسرائيل".

وأوضح ميلمان أن رجل الأعمال الإسرائيلي الآخر شاحر كروفيتس، وشريكه من جنوب أفريقيا اليهودي رولاند ليند، يسهمان أيضا في تزويد أبو ظبي بالعتاد والوسائل القتالية.

ويضيف التقرير "بحسب العلاقة الخاصة التي ربطت كوخافي بمسؤولين في أبو ظبي، فقد تمكنت شركته من التعاقد على تزويد الإمارة بمنظومات دفاعية لحماية حقول النفط فيها"، وفقا للصحيفة.

وفي التفاصيل، قالت الصحيفة، إن كوخافي كان ينقل قادة عسكريين سابقين يعملون معه كمستشارين إلى أبو ظبي في طائرة خاصة، مؤكدة أن الطائرة كانت تتجه أولا إلى قبرص ومن هناك لأبو ظبي.

وذكر ميلمان، أن الجنرال إيتان بن إلياهو، القائد الأسبق لسلاح الجو في جيش الاحتلال، تولى بشكل شخصي القيام بدور رئيس في مساعدة كوخافي في إنجاز الصفقات بين شركته وأبو ظبي، علما أن بن إلياهو كان قائد سلاح الجو أثناء حملة "عناقيد الغضب" التي شنها جيش الاحتلال ضد لبنان عام 1996، وهي الحملة التي قتل فيها المئات من اللبنانيين.

وفي السياق، ذكر ميلمان أن مهندسين من شركة "إلبيت" الإسرائيلية المتخصصة في صناعة التقنيات العسكرية ساعدوا أبوظبي في إنتاج طائرة "B 250"، منوهًا إلى أن الإمارات  قامت بالفعل بتزويد هذه الطائرة لكل من نظام قائد الانقلاب المصري، عبد الفتاح السيسي، وقوات الجنرال الليبي المتقاعد، خليفة حفتر. وحسب الصحيفة، فإن المهندسين الإسرائيليين عملوا إلى جانب مهندسين من كوريا الجنوبية والبرازيل وجنوب أفريقيا في صناعة الطائرة التي أشرفت على إنتاجها شركة "كاليدوس"، المملوكة لحكومة الإمارات.

وحسب ميلمان، فإنّ السعودية قامت بتمويل صفقة لتزويد المغرب بأربع طائرات للأغراض الاستخبارية والإنذار، مشيراً إلى أن شركة "الدفاع الجوية" الإسرائيلية "رفائيل" ستشارك في إنتاج هذه الطائرات إلى جانب شركة "غولفستريمإيروسفيم" الأميركية. وأشار إلى أنّ "رفائيل"، التي تنتج منظومة "مقلاع داود" الدفاعية، ستسهم في تزويد الطائرات بمنظومات دفاعية خاصة. وقال ميلمان، إن شركة "إلتا" الإسرائيلية للتقنيات المتقدمة ستزود الطائرات الأربع أيضًا بتجهيزات لجمع معلومات استخبارية ومجسات تنصت، ومنظومات كهرومغناطيسية ووسائل للحرب الإلكترونية.

ونوّه ميلمان إلى أنّ السعودية قامت بتمويل الصفقة مكافأة للمغرب على مشاركتها في الحرب الدائرة ضد الحوثيين في اليمن.

وأعاد ميلمان للأذهان حقيقة أن علاقات سرية قوية ربطت "إسرائيل" والمغرب منذ ستينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" زودت المغرب بالسلاح، سيما من العتاد الفائض عن حاجة جيشها، حسب قوله.

ونوّه ميلمان إلى أن شركات إسرائيلية قد وجهت انتقادات لوزارة الحرب الإسرائيلية لأنها تمنح شركات بعينها الأذونات الخاصة بتزويد دول عربية بالسلاح والعتاد، مشيرة إلى أن هناك شكوكًا بأن القائمين على إدارة تصدير السلاح في الوزارة يقومون بتفضيل بضع شركات على أسس غير موضوعية.

يذكر أن وسائل الإعلام الإسرائيلية قد شنت مؤخرًا هجومًا كبيرًا على جهاز الرقابة العسكرية، الذي يلزم وسائل الإعلام الإسرائيلية بعدم التعرض للعلاقات الأمنية بين "إسرائيل" والدول العربية،  لاسيما على صعيد مبيعات السلاح، فقد أشارت صحيفة "معاريف"، مؤخرًا، إلى أنه في الوقت الذي تفرض فيه الرقابة العسكرية تعتيمًا على صفقات السلاح بين "إسرائيل" وأبوظبي، فقد تباهى رجل الأعمال كوخافي، خلال مشاركته في ندوة نظمت في سنغافورة، بأنّه قام وفريق من كبار القادة الأمنيين والعسكريين بالتوسّط في إنجاز صفقات سلاح مع أبوظبي.

وسخرت الصحيفة من الرقابة العسكرية التي كان تبرّر عدم السماح بالكشف عن العلاقات مع أبوظبي، بالزعم أنّ السماح بالإفصاح عن هذه العلاقات قد يشكّل خطرًا على حياة القادة العسكريين الإسرائيليين الذين يتوجهون إلى الإمارة، متسائلة عن رد الرقابة بعدما قام كوخافي نفسه بالإفصاح عن نمط التعاون القائم.

واعتبرت الصحيفة أنّ سلوك الرقابة العسكرية إزاء ملف العلاقة مع أبوظبي، يشبه سلوكها إزاء ملف العلاقة مع نظام السيسي في مصر. وأشارت إلى أنّ الرقابة ترفض السماح لوسائل الإعلام الإسرائيلية بالتعرّض لطابع التعاون الأمني والعسكري والاستخباري الواسع بين تل أبيب والقاهرة، على الرغم من وجود الكثير من المؤشرات عليه.

ويأتي هذا التقارير استكمالاً لعدة تقارير دولية تؤكد تزايد الدور الإسرائيلي فيما يتعلق بالصفقات العسكرية أو الأمنية التي تعقدها أبوظبي، حيث كانت مؤسسة "سكاي لاين" الدولية أطلقت تحذيرا من تداعيات تعاون إسرائيلي إماراتي للتجسس، خاصة في مجال مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي والتقييد على حرية الرأي والتعبير -المكفولة دوليا- في الإمارات.

وقالت المؤسسة الحقوقية إنها تعرب عن بالغ قلقها إزاء الأنباء عن تعاقد شركة "فيرينت" الإسرائيلية الناشطة في الولايات المتحدة الأمريكية مع الإمارات، لتصبح الشريك الرئيس لها في مجال أنظمة الاعتراضات عبر الإنترنت.

وفي يوليو/تموز 2016م أعلن رسمياً عن إطلاق "مركز المتابعة والتحكم" -"نظام عين الصقر" (الذي بدأ العمل من أجله في 2011) في مدينة أبوظبي والذي يمتد إلى مطار أبوظبي الدولي والجزر الرئيسية ومناطق مدينة بني ياس ومصفح، رغم تقارير عن ارتباط هذا المشروع بشركات مملوكة للكيان الصهيوني.

يقول مصدر في الشركة (الإسرائيلية) التي نفذت "عين الصقر" إنَّ حجم المراقبة هائل: "كل إنسان يُرصد من اللحظة التي يغادر فيها عتبة بابه إلى اللحظة التي يعود فيها إلى منزله، وكل ما يقوم به من عمل ومعاملات اجتماعية وتصرفات وسلوكيات يسجل ثم يحلل ثم يحفظ في الأرشيف".

وقال تقرير لصحيفة "فاينانشيال تايمز" عام 2016، إن إسرائيل تتبادل خلال السنوات القليلة الماضية الاستشارات الأمنية مع الدول العربية. ونقلت الصحيفة عن "دوري غولد" وزير الخارجية الاسرائيلي السابق قوله إن "الدول العربية السنية ترى بشكل متزايد الشرق الأوسط من خلال نفس منظور اسرائيل".

وأشارت صحيفة "تيلي شور"، إلى المناورات العسكرية التي شاركت فيها الطائرات الإماراتية والإسرائيلية معا كجزء من المناورات العسكرية في اليونان العام الماضي ، ومشاركة الجيشان في مناورات "العلم الأحمر" في الولايات المتحدة منتصف شهر آب من العام الماضي.

فيما كانت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية كتبت متسائلة لماذا تخشى أبوظبي من علاقة علنية مع الكيان الصهيوني؟ مشيرة إلى أنَّ الجميع يلاحظ التواجد الإسرائيلي في أبو ظبي ويدخل الإسرائيليون ويخرجون دون عراقيل من السلطات بل وحتى ينجح الإماراتيون بإدخال ضيوف هامين من تل أبيب.

كماتتواصل عمليات التطبيع خاصة الاقتصادي والرياضي والامني بين الكيان الصهيوني والإمارات، حيث أشارت تقارير صحفية إلى استعانة أبو ظبي بشركات أمن إسرائيلية لتنفيذ مشروع " عين الصقر" الذي يضم أنظمة مراقبة شاملة لمختلف المرافق المدنية والحيوية في الإمارة والتجسس على تحركات المواطنين ، ومشاركة  "اسرائيل" في مؤتمر الطاقة الذي أقيم في ابوظبي.

الكاتب