السلطات البغدادية تحقق مع شركات اماراتية بتهمة " بضاعة مغشوشة "

السلطات البغدادية تحقق مع شركات اماراتية بتهمة " بضاعة مغشوشة "

أعلنت مصادر عراقية عن بدء  السلطات في بغداد التحقيق في تورط تجار عراقيين مع شركات إماراتية بعملية استيراد مواد وأجهزة إلكترونية وكهربائية مستعملة أو صينية مغشوشة وبيعها على أنها حديثة ومن ماركات عالمية، ما كبّد الأسواق خسائر باهظة كما تعرض المستهلكون لأضرار بالغة.

و بحسب إحصاءات تجارية يدخل إلى العراق يوميا للعراق ما قيمته نحو مليون دولار من الأجهزة الإلكترونية والكهربائية القادمة من الإمارات وتحمل ماركات عالمية مشهورة عبر خدمة الشحن التابعة لشركة فلاي دبي، أو من خلال البواخر الواصلة إلى موانئ البصرة على مياه الخليج، بحيث تباع تلك البضائع بأسعار يعتبرها المستهلك العراقي بأنها أفضل من نظيرتها في دول الجوار مثل الأردن وتركيا والكويت وإيران.

لكن تبدو الحقيقة غير ذلك تماما إذ أكدت مصادر عراقية بارزة في بغداد، لصحيفة "العربي الجديد" اللندنية ، بدء التحقيق في تورط تجار عراقيين مع شركات إماراتية بعملية استيراد مواد وأجهزة إلكترونية وكهربائية مستعملة أو صينية والقيام بوضع بلد منشأ مختلف ورقم تسلسلي وهمي وماركة معروفة تحظى بثقة المستهلك العراقي، لتتم إعادة تصديرها لبغداد مجددا.

وقال مصدر في هيئة النزاهة العراقية إن خلافا جرى مؤخرا بين عدد من التجار كشف عن وجود تلاعب وغش بالبضائع القادمة من الإمارات للعراق.

 وأوضح المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، في حديث لـ "العربي الجديد" أن البضائع يتم جلبها من دول أوروبية وتعرف بالمصطلح "بالة" بمعنى مستعملة، وقسم منها يأتي من مصانع صينية محترفة بالإلكترونيات وداخل مجمعات ومصانع في دبي يتم الغش والتلاعب بالأجهزة، حيث يتم تغيير بلد المنشأ ووضع علامات لماركات مشهورة ومهمة وتغيير الرقم التسلسلي.

ويتابع: "هناك أجهزة معطوبة أو بها عطل بسيط يتم أيضا إصلاحها داخل دبي وإعادة تأهيلها لتبدو جديدة وغير مستعملة ومن ثم إعادة تصديرها للعراق"، معتبرا ذلك عملية غش كبيرة استمرت لسنوات طويلة تورط بها تجار عراقيون وإماراتيون.

وأعرب عن أمله بتجاوب السلطات الإماراتية مع الجانب العراقي في الأسئلة التي تم توجيهها لها خاصة وأن عمليات النصب والاحتيال تلك وقعت داخل أراضيها ولسنوات.

ولفت المصدر إلى أن أحد التجار زود أكثر من ست وزارات ومؤسسات حكومية بتلك الأجهزة على أنها حديثة وقادمة من بلد المنشأ عبر موانئ دبي لكن في الحقيقة هي مغشوشة".

واعتبر أن عملية الاستيراد لتلك الأجهزة في حد ذاتها بها خطر على المؤسسات الحكومية لمخاوف كونها مخترقة"، مؤكدا أن تجارة الأجهزة الإلكترونية بالعراق باتت مربحة أكثر من تجارة النفط والسلاح.

"تجميع الإمارات" هذا هو المصطلح الدارج بالسوق العراقية، والذي يطلق على البضائع القادمة من الإمارات، تسيطر عليها مجموعة تجار كبار في شارع الصناعة ببغداد معقل تجارة الإلكترونيات فيها.

وتحدث متعاملون ووسطاء في تجارة الأجهزة الإلكترونية في العراق، عن إغراق السوق العراقية بأجهزة "التجميع الإماراتية"، التي يتم تصريفها على أنها بضائع من شركات دولية، وغالبية تلك الأجهزة تدخل عبر موانئ جنوب العراق من البصرة.

وتشير مصادر، من داخل موانئ دبي، إلى أن المجمعات الصناعية الواقعة في المنطقة الصناعية شمالي دبي تتورط بجريمة الغش التجاري والتي يقع ضحيتها العراق ودول عربية أخرى مثل البحرين ومصر والسودان

الكاتب