المهندس سالم ساحوه: اعتُقِل ونُهبَتْ أمواله، ثم حُرِمَ تشييع جنازة ابنته !!

المهندس سالم ساحوه: اعتُقِل ونُهبَتْ أمواله، ثم حُرِمَ تشييع جنازة ابنته !!

هو مواطن إماراتي مثقف حكيم، من قبيلة معروفة مرموقة في إمارة الشارقة: قبيلة "ساحوه"، التي يتصدر أبناؤها مناصب حكومية رفيعة في الإمارة، بطلنا اسمه "سالم عبد الله راشد ساحوه" من مواليد 1956م، متزوج وأب لـستة أبناء وجدّ لخمسة أحفاد.

مؤهلاته وخبراته العملية والمهنية:
*مهندس بترول خريج الولايات المتحدة الأمريكية 1977م.
*أمين عام مجلس النفط في حكومة الشارقة.
*مسئول فني في جمعية الشارقة التعاونية.

قضيته:
وسط حالةٍ شديدة من الرعب اقتحمت قوات الأمن الإماراتي منزل المهندس "سالم ساحوه" الكائن في إمارة الشارقة، ونهبت أملاكه الشخصية وبعثرت محتويات المنزل كاملة (دون إذن من النيابة العامة)، واختطفوه إلى مكانٍ مجهول. حدث ذلك يوم 30 أبريل/نيسان 2012م،  بعد ساعاتٍ من اعتقال رئيس دعوة الإصلاح الشيخ سلطان بن كايد القاسمي في قصر ابن عمه حاكم إمارة رأس الخيمة، واختطاف الشيخ صالح الظفيري من المسجد بصلاة الفجر.

ويأتي اعتقال "ساحوه" ضمن حملة أمنية شرسة شنَّـتْها السلطات الإماراتية ضد أعضاء "دعوة الإصلاح"، الذين هم من خيرة أبناء الوطن كمجموعة مثقفين وناشطين وأكاديميين وشيوخ وعلماء ودعاة، جريمتهم الكبرى أنهم طالبوا بالإصلاح في بلادهم وانتخاب مجلس وطني اتحادي وتعديل المواد الدستورية الخاصة بالمجلس، من خلال عريضة قدموها للحكومة بها توصيات ومقترحات إصلاحية، عُرفت باسم "عريضة 3 مارس" من العام2011م.

ومنذ تقديم العريضة، شهدَت البلاد ثورة أمنية مستبدة تجاه الحقوقيين والموقعين عليها، واعتقال واختفاء قسري للعشرات، حيث واجه "ساحوه" ومعه أكثر من 90 إماراتياً خُطفوا ومكثوا رهن الاختفاء القسري والتعذيب لمدة عامٍ ويزيد، واجهوا تهمة (تأسيس تنظيم يهدف لقلب نظام الحكم)، وقُدِّموا لمحاكمة هي أشبه بمسرحية هزلية من بطولة القضاء المأجور، الذي أصدر أحكاماً ظالمة بحق معتقلي الرأي اشتُهرت باسم قضية "الإمارات 94".

وحُكمَ على المهندس "ساحوه" بالسجن 10 سنوات مع 3 إضافية تحت المراقبة، ومصادرة كل ممتلكاته أكثر من 300 ألف درهم إماراتي، ويقضي فترته في سجن الرزين -سيء السمعة- تحت التعذيب والتنكيل وكل أساليب الانتهاكات لحقوق البشر، كان آخرها منعه من حضور جنازة ابنته "إيمان" التي توفيت وهو خلف القضبان الظالمة.

 

ردود الفعل:

أبدى المركز الدولي لدعم الحقوق والحريات أسفه وقلقه الشديد حول الانتهاكات التي قامت بها السلطات الإماراتية، كما ندّدت منظمة العفو الدولية بالمحاكمة الجائرة التي حصلت لمعتقلي الرأي، وصنفت ذلك كـ"جريمة حقوقية" يجب التراجع عنها، ونصحت السلطات بالإفراج الفوري عنهم.

بِدَوْرهم ثار نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ضد قرار منع السلطات لـ"ساحوه" من دفن ابنته وتوديع جثمانها، وهي ليست المرة الأولى التي يُحرَم فيها معتقلون من جنازات ذويهم، حيث سبقه "عثمان الشحي" و"أحمد غيث السويدي" و"محمد الصديق" و"خليفة النعيمي" و"خليفة ربيعة" وغيرهم ممّن مُنِعوا عزاء أهلهم.
وذكر ناشط حقوقي "حمد الشامسي" –محكومٌ عليه غيابياً- أن حرمان الأبناء من رؤية والديهم والأنس بهم أحياء لم يشفِ غليل السلطات الإماراتية المتوحشة، فحتى بعد منع الزيارات عن المعتقلين، ها هم يُمنعون من نظرة الوداع على ذويهم والصلاة عليهم بالجنازة!.

"رسائل حياة" كتبها الحرّ "سالم ساحوه" قبل اعتقاله:

*لا تُعاشرْ نفساً شبعت بعد جوع فإن الخير فيها دخيل،، بل عاشرْ نفساً جاعت بعد شبع فإن الخير فيها أصيل!
*إذا كنت لا تستطيع إغلاق أفواه الآخرين، فأغلق أذنيْك!
*لا تُقاس العقول بالأعمار، فكم من صغيرٍ عقله بارع، وكم من كبير عقله فارغ!.
*الاحترام فنٌّ جميل، ليس كل من تعلمه أتقنه!.
*المال يجلب أصدقاء المصلحة، والجمال يجلب أصدقاء الشهوة، أما الأخلاق تجلب أصدقاء العمر.
*لا تتأخر بالصفح عن الآخرين، فربما لا يكونوا موجودين عندما تودّ الصفح عنهم!.
*لا تُغضِبْ شخصاً ثم تؤجل الاعتذار وإرضاءه، فقد تسبقك إليه المنية.
*أجمل خطواتك في الحياة: كمنْ يمشي على الرمل، لا يسمع صوته ولكن أثره واضح جميل!
*لو تحطم لك أمل، فاعلم أن الله يحبك وابتسِمْ،، ولا تقلْ حظي عمره ما كمل، وقلْ حاولت ولكنّ الله ما قسَمْ.
*عندما يوزع الله الأقدار ولا يمنحك شيئاً تريده،، فاعلم تماماً أنّه سيمنحك شيئاً أجمل مما تريد.

الكاتب