‏عيسى السري: خبير تربوي، تُصادر أمواله ويُعتقل لأنه طالب بالإصلاح!

‏عيسى السري: خبير تربوي، تُصادر أمواله ويُعتقل لأنه طالب بالإصلاح!

مواطن إماراتي حرّ شريف، مدرب و‏خبير تربوي وأسري متميز، اسمه "عيسى معضد السري المهيري"، مواليد الشارقة 1962م، وهو مؤلف كتاب (كيفية زيادة الخيرية للمسلم).

المؤهلات العلمية:

*‏بكالوريوس آداب "جغرافيا" من جامعة الإمارات 1984م.
*‏ليسانس الدراسات الإسلامية والعربية من جامعة الإمارات 1991م.
‏*الدبلوم العالي في الإدارة المدرسية من جامعة الإمارات 1995م.

الخبرات المهنية والعملية:
*عمل مدرساً بمدرسة الخليج العربي الإعدادية 1983-1985م.
*مشرف إدارة مدرسية بمدرسة الخليج العربي الإعدادية 1985-1987م.
*مساعد مدير مدرسة الخليج العربي الإعدادية 1987-1990م.
*عمل مديراً لعدة مدارس (1990-1997م) وهي: مدرسة ابن خلدون الابتدائية، ومدرسة عبد الله السالم الإعدادية، ومدرسة العروبة الثانوية.
*موجه أول إدارة مدرسية بمنطقة الشارقة التعليمية 1996-1997م.
*مدير إدارة التوجيه التربوي لوزارة التربية والتعليم والشباب بدولة الإمارات 1997-2002م.
*رئيس مجلس إدارة وصاحب شركات تجارية خاصة.
*رئيس مجلس إدارة جمعية معلمين الإمارات.
*رئيس اللجنة التربوية بالمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة.
*الأمين العام لجائزة الشارقة للتميز التربوي.
* خبير تربوي واسري بإذاعة الشارقة.
*منسق عام العديد من الندوات وعضو مشارك في العديد من المؤتمرات.

 

الدورات والشهادات والمؤتمرات التي نفذها وشارك بها:

‏*حاز شهادة الإدارة والرقابة المدرسية، من جامعة بيشوبس-كندا 1998م.
*جائزة الشيخ "خليفة بن زايد" للمعلم المثالي.
*جائزة الشارقة للعمل التطوعي.
*جائزة السائق المثالي 1995م.
*حاصل على الشارة الخشبية لقادة الكشافة- جمعية كشافة الإمارات 1994م.
*دورة التطوير الإداري والبناء المؤسسي- لجنة متابعة مؤتمر التنظيمات الأهلية 1993م.
*دورة التخطيط الاستراتيجي/ التخطيط لمشروع- وزارة التربية والتعليم الماليزية، ملتقى الخبراء 1999م.
*برنامج فن التعامل مع الطلاب- مركز التفكير الإبداعي 1998م.
*برنامج فن بناء العلاقات الاجتماعية- مركز التفكير الإبداعي 1999م.
*دورة المرشحين للتوجيه- وزارة التربية والتعليم والشباب 2001-2002م.
*مؤتمر تربية الغد في العالم العربي- جامعة الإمارات 1996م.
*برنامج تحليل المشكلات الإدارية واتخاذ القرارات- معهد التنمية الإدارية 1992م.
*برنامج كتابة الرسائل والتقارير- معهد التنمية الإدارية 1993م.
*المؤتمر التربوي الثالث والعشرين- جمعية المعلمين الكويتية 1994م.
*ملتقى "نحو الارتقاء بالكفاءات القيادية والتربوية"، منطقة الشارقة التعليمية 2001م.
*مؤتمر الأسرة والإدارة المالية، جمعية أم المؤمنين النسائية 2002م.
*الجودة الشاملة في التربية والتعلّم، المركز العربي للإنماء الاجتماعي والتربوي 2001م.
*مهارات إدارة الوقت وصنع القرار، المركز العربي للإنماء الاجتماعي والتربوي 2002م.
*مهارات قيادة فرق العمل والأفراد وتحفيزها، المركز العربي للإنماء الاجتماعي والتربوي 2002م.
*مهارات تحسين فعالية التقارير، المركز العربي للإنماء الاجتماعي والتربوي 2003م.

قضيته:
لأنه رجل شريف محب لوطنه، كان حريصاً على أن تكون بلاده أفضل حالاً، ودعا إلى الإصلاح فيها، حين انضمّ للموقعين على عريضة (3 مارس) وهم نخبة من أفضل رجالات الدولة ورموزها الوطنية والعلمية والسياسية والاقتصادية والأكاديمية.

لكن الدولة كافأتهم بالعكس، حين شنّت أجهزة الأمن حملات واسعة لاعتقال كل من شارك في عريضة الإصلاح، وكان بطلنا "عيسى السري" على موعد الاعتقال يوم 17/07/2012م، وبقي تحت الاختفاء القسري لمدة شهور طويلة، حتى أتى اليوم المشهود في تاريخ الدولة 02/07/2013م، بأكبر فضيحة حقوقية وقضائية عُرفت بقضية (الإمارات 94)، والتي حُكمَ خلالها على العشرات من معتقلي الرأي بالسجن لمدة تتراوح بين 7 و 15 عاماً مع سحب جنسيات ومصادرة ممتلكات وتضييق وانتهاكات.

وكان نصيب "السري" منها 10 سنوات مع 3 أخرى للمراقبة، بالإضافة إلى مصادرة أمواله وإجباره على دفع مبلغ 200 ألف درهم تم التحفظ عليها من شركة طيبة للحج والعمرة بالشارقة، والتي يملكها "السري".

وفي يوم المحاكمة الهزلية، حالة من الحزن والذهول أصابت الحاضرين للجلسة، وهم يتابعون حديث الأستاذ "السري" لقاضي المحكمة عن الانتهاكات التي تعرض لها وأهله أثناء اعتقاله، حيث احتجز أهله في غرفة في المنزل لمدة تقرب أربع ساعات، وفوجئ جمهور المحكمة من تدهور صحته وعدم قدرته على الكلام، وصُدِم أقاربه من وضعه، فالرجل لم يكن في وعيه الكامل، وبدتْ عليه الهلوسة وعدم التركيز كما لاحظ أحد أهالي المعتقلين من الأطباء، الذي أشار إلى أنَّ ذلك قد يكون آثاراً لبعض حبوب الهلوسة التي أُجبروا على تناولها في الاعتقال، أو حالة اكتئاب يمرّ بها المعتقل جراء ما عاناه في تلك الفترة.

إنّ الأستاذ "عيسى السري" له رحلة طويلة الزمن مع التعليم والتدريب متدرجة في الرقي، فصلّبت عوده حتى أنَّ شخصيته لم تتأثر بهوجة التفنيشات من الوزارة عام 2002م، التي شملته ضمن أكثر من 60 شخصاً من الكفاءات التربوية المواطنة الذين جعلت منهم التربية عملة -على ندرتها- منتهية الصلاحية لكن أغلب أفراد هذه الهوجة جعلوا من «محطة التفنيش» نقطة انطلاق جديدة في حياتهم إلى الأفضل في العطاء والكسب.

كلمات خالدة للمعتقل:
كانت له بعض الكلمات الخالدة ضمن مقابلة صحفية له (قبل الاعتقال)، حاوره "فتحي عبد الكريم" في صحيفة البيان:
*من الواقع الذي عشته أربي أولادي على أسس تؤهلهم للحياة حين يتمسكون بالمبدأ والأخلاق ولا يغترون بثروة أو جاه أو منصب أو غير ذلك من المظاهر، ونحن لم نحصل في تربيتنا على 5% مما يحصل عليه أولادنا.
* مقعد الوظيفة ليست ملكاً لشاغله، وإنما هو ملكٌ عام للشعب.

*التحقت بالجوالة قبل التخرج حتى وصلت إلى قائد عشائر الجوالة، وحصلت على الشارة الخشبية، وفي المخيمات تعلّمنا الحركة الكشفية التي كان لها تأثير كبير على بناء شخصياتنا وبصمات بقيت لنا من مثل الاعتماد على النفس والانضباط والنظام والتفكير السليم والقيام بمهام القيادة والإدارة.

*بدأت عملي في التدريس عام 1983م، وكان ذلك رسالة رد للجميل للدولة وأبنائها بعد ما قدمته لنا وفوق ذلك أنا أحب مهنة التدريس وأنتمي إليها.

*التعليم ليس مهنة سيئة، بل هي مهنة المكانة الكبيرة والصعبة في آن واحد، ولكن ليس للكل الاستطاعة على البقاء فيها، في الوقت الذي لخارجها وغيرها بريق ولمعان وجاذبية، وقد وقعت أسير هذا اللمعان بعد 3 سنوات من بدء عملي إذ قدمت إلى الاتصالات وحددت الراتب الذي أريده وجاءني الرد بعد أسبوع بالموافقة ولم أذهب لهذا العمل!

*عشت في القطاع الحكومي مدة طويلة نحو 19 عاماً، وتركته مرغماً وأعمل الآن في القطاع الخاص (البيزنس) وما أحققه من دخل (بقناعاتي الشخصية ومن دون تعد أو مجافاة للأمانة) في شهر يرضيني ويكفيني والحمد لله.

*أنا الآن مع التربويين وواحد منهم في جمعية المعلمين ومع همومهم ونجاحاتهم، لكنني مررتُ بفترة كانت الأغنى والأعنف في آن واحد:
1- الأغنى لأنني أسّست هذه الإدارة حيث كنت أول مدير لها وحملت أهدافها العامة هموماً يومية أعيشها واخترت موظفيها وعملنا في برامجها ومشروعاتها التربوية بروح الفريق وهذا هو سر ثراء هذه الفترة منذ عام 1997 حتى 2002م.

2- والأعنف لأن منها شملتني تفنيشات عام 2002م، فأحدثت في نفسي هزّة لا لشيء أبعد من كون التفنيش شمل أفضل العناصر من الوزارة في الوقت التي كانت تحاول فيه جذب المواطنين للمجال التربوي، فكيف يتأتى لها ذلك وهي التي أشعرت الجميع بعدم الأمان.

*آمالنا في التطور معقودة على معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التربية والتعليم خاصة بعد أن عرف كل شيء من خلال الميدان، والجودة في الناتج التعليمي مرتبطة بالأسرة والمجتمع وليس النظام.

*جمعية المعلمين، لم تكن مخطئة بعلاقاتها مع الوزارة، وبعد كل هذه السنوات أستطيع القول إن قراراتها كانت سليمة وأثبتت الأيام ذلك حيث ألغيت رؤية 2020م، لأنها كانت غير قابلة للتطبيق وعندما قلنا ذلك تعرضنا لمشاكل كثيرة تحفظها الذاكرة بسبب الوضوح والشفافية مع الوزارة.

*وقعت الواقعة بما عشته أنت وزملاء الاستغناء فهل كان الأمر حداً فاصلاً في حياة "السري"؟

-لا لأن الواقعة تزامنت مع خطة وضعتها سلفاً لنفسي بأن أترك التربية بعد 20 سنة لكنها فقط جاءت بعد 19 سنة، ومع عنفها أراد الله بها إنصافي، حيث ظللت هذه المدة الطويلة في التربية على حلقة ما بعد خريج الجامعة ولم أحصل على وضعي كمدير إدارة، واليوم أقول هذا العنف الذي أحدثته هذه المحطة لم يكن مدمراً مع الواثق من قدراته صاحب الحق والإحساس بالظلم بل صنعت تميزاً ونجاحاً في العمل الخاص.

الكاتب