الحسابات السياسية للإمارات تعرقل الجهود السلمية لحل الأزمة اليمنية

الحسابات السياسية للإمارات تعرقل الجهود السلمية لحل الأزمة اليمنية

أعرب الناشط اليمني يوسف مرعي، عن تخوفاته من أن تفضي نتائج المفاوضات الحالية بجنيف بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين "الشيعة المسلحة"، وأنصار المخلوع عبد الله صالح، للعودة إلى ما قبل دخول المتمردين الحوثيين العاصمة صنعاء واحتلالها. 

وتمنى "مرعي"، في تصريحات خاصة لـ"شؤون خليجية"، ألا يطارد الفشل حوارات اليمنيين، وأن تكون الأمم المتحدة أكثر مصداقية باتجاه إجبار الانقلابيين الحوثيين على قبول القرار 2216، من خلال آلية تنفيذه، والتي من ضمنها تجميد أرصدة المخلوع ونجله أيضًا. 

وثمن الناشط اليمني، جولات الحوار الحالية بجنيف، مؤكدًا أن "الحل السياسي يجنب اليمنيين ويلات استمرار الحرب ونزيف الدم اليمني، والكل يأمل أن تتوقف هذه الحرب"، ولكنه أشار في الوقت ذاته "لتاريخ الحوثيين الذين شنوا حربهم ضد الشعب اليمني، بدءًا من دماج في صعده، وانتهاء في عدن جنوبًا، وكادت أطماعهم السلالية المذهبية أن تلتهم كل اليمن، فهم لم يلتزموا بأي اتفاق سياسي".

وقال: "إنهم يناورون فقط من خلال الحوارات السياسية لاقتناص كثير من الفرص.. ليتمددوا ويعملوا على حصار المدن المحررة والاغتيالات المستمرة، التي تطال رجال السلطة الشرعية، وما اغتيال الشهيد جعفر محمد سعد محافظ عدن عنا ببعيد".

وأشار "مرعي" إلى اختراق الحوثي للهدنة منذ اليوم الأول، قائلًا: "وبعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ اخترق الحوثيون الهدنة في كل جبهات تعز. وفي كثير من المناطق المشتعلة". معتبرًا أن فرص نجاح مؤتمر "جنيف 2" تتضاءل، خاصة أن الحوثيين وصالح مصممون على نقاطهم السبع التي طرحوها للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في مسقط، والتي تضمن لهم البقاء في السلطة كطرف يملك السلاح خارج أطر المؤسسة العسكرية الوطنية، التي يجب على دول التحالف العربي التسريع في إسنادها بشكل قوي واستيعاب كل عناصر المقاومة الشعبية فيها".

ولفت إلى "أن الحكومة الشرعية تنطلق من موقف تفاوضي قوي، خاصة بعد تحقيق الكثير من النقاط الاستراتيجية المتمثلة في استعادة مأرب والتقدم باتجاه مركز مديرية الجوف، وقرب قوات الشرعية من صنعاء معقل صالح، وانكسار كل ألويتهم على تخوم محافظة تعز، إلا أن مخاوفنا تكمن في أن هادي وبحاح قد لا يقدرون على ترجمة هذه النقاط إلى مكاسب سياسية".

وقال مرعي: "إن– وكما ذكر من قبل- الذي يتيح الفرصة للحوثيين للحصول على مكاسب سياسية وعسكريه هنا وهناك، هي الحسابات السياسية للإمارات العربية المتحدة، التي تعمل جاهدة من أجل إزاحة التيار الإسلامي المتمثل بحزب التجمع اليمني للإصلاح من أي دور في المشهد السياسي القادم، وتعمل على إعادة تدوير رجل الأعمال وقائد الحرس الجمهوري السابق، التي تقاتل ميليشياته إلى جانب الحوثي، وتقتل صواريخ ميليشياته عشرات من الجنود الإماراتيين!!"، وتابع: "أنا هنا لا أؤكد أن الإصلاح هو القوة الوحيدة التي تقاتل الحوثي ومشروعه في الشمال، لكنه القوة الأكثر فعالية وتأثيرًا".

واختتم مرعي تصريحاته، قائلًا: "إن ما يريده اليمنيون اليوم من المملكة ودول الخليج العربي الإسراع في إعمار اليمن، وترميم ما خلفته الحرب من آلام وأحزان، من خلال دمج اليمن في دول مجلس التعاون الخليجي، وقطع دابر إيران في محاولة استنزاف الخليج عبر الخاصرة الجنوبية للملكة العربية السعودية"

(شؤون خليجية)

الكاتب