خالد الشيبة: أفنى حياته لخدمة الإمارات، ونهاية الخدمة كُوفِئَ باعتقالٍ ظالمٍ!

خالد الشيبة: أفنى حياته لخدمة الإمارات، ونهاية الخدمة كُوفِئَ باعتقالٍ ظالمٍ!

مواطن إماراتي حرٌّ شريف، خدم بلاده طول حياته، اسمه الكامل (خالد محمد عبد الله الشيبة النعيمي)، متزوج وله أولاد وبنات وأحفاد، كان ضابطاً رفيعاً في الجيش قبل تقاعده.

مؤهلاته العلمية:
*بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية، من جامعة الكويت.
*دبلوم شريعة من جامعة القاهرة بمصر.
*دبلوم الدراسات العليا في التخطيط والتنمية.
خبراته العملية والمهنية:
*مؤسس جمعية الإرشاد الاجتماعية عجمان.
*مؤسس هيئة الأعمال الخيرية عجمان.
*مدير مكتبة "عبد الله الشيبة" للحديث الشريف.
*عضو جمعية الإصلاح الاجتماعية. 
*
عضو في لجنة حماية المستهلكين.
*عضو في لجنة القدس الشريف، في خدمة القضية الفلسطينية.
*محاضر في القضايا الاجتماعية والتربوية والإيمانية.
*مستشار في القضايا الاجتماعية والتربوية.
*مُعِد ومقدم برنامج في قناة حياتنا (قبل فوات الأوان).
*شارك في كثير من البرامج الإذاعية والتلفزيونية.
*ناشط في العمل الخيري والاجتماعي والدعوي.
حصل على العديد من الجوائز ومنها :
*ميدالية قيام الاتحاد عام 1985م.
*ميدالية الخدمة الحسنة عام 1998م.
*ميدالية الخدمة الطويلة الممتازة 1998م.
*وسام تحرير الكويت عام 1992م.
*كما نال عدة جوائز أخرى لمبادراته الخيرية والاجتماعية والتربوية.

خدمته المتفانية للدولة:

"خالد الشيبة" ضابط رفيع –سابق- في الجيش الإماراتي قبل تقاعده، ومسئول في مركز البحوث التابع لوزارة الدفاع، خدم الدولة وشارك في حرب الكويت.

ولم يكتفِ بذلك في خدمة الدولة، بل كان من كبار قادة العمل الخيري في الإمارات عامة وفي إمارة "عجمان" خاصة، حيث كان مؤسساً وعضواً ومشاركاً في العديد من المؤسسات والهيئات واللجان المجتمعية في البلاد –كما ورد سابقاً في الخبرات-، وكان أبرز الناشطين في العمل الخيري التربوي والدعوي والتطوعي، وأباً حنوناً لكل شباب الإمارات الذين عرفوه، فتحدث عنه الجميع بالخير، حتى كبار الدعاة ذكروه في سِيَرهم الذاتية من بينهم الشيخ "محمد بن عبد الغفار الشريف" الذي قال إن "الشيبة" كان نعم الأخ المعين على حب الدعوة والتضحية من أجلها.

قضيته:

اختُطِف "خالد الشيبة" في 16 يوليو 2012م، أثناء الحملة الأمنية الشرسة على المطالبين بالإصلاحات، وظلَّ قرابة عام وأكثر في سجون سرية تعرّض خلالها للتعذيب، وكان ضمن أكبر محاكمة سياسية في البلاد المعروفة إعلامياً باسم (الإمارات 94) والتي حكمت فيها المحكمة الاتحادية العليا على العشرات من معتقلي الرأي أحرار الإمارات بالسجن لمدة تتراوح بين 7 و15 سنة، في يومٍ مشئوم بتاريخ الإمارات 02/07/2013م.

وكان من نصيب بطلنا "الشيبة" حكمٌ بالسجن عشر سنوات مع 3 أخرى إضافية للمراقبة، بتهمة التخطيط لقلبِ نظام الحكم في الإمارات، وهو الرجل القائد الذي أفنى حياته في خدمة الدولة وشعبها وحاز ثقة حكامها قبل عامتها.

 

 

عمله الوطني في السلك العسكري والمدني:

وبحسب الأرشيف الإلكتروني لمركز "جمعة الماجد للثقافة والتراث"، فقد شارك "الشيبة" في إشراف وتأليف 19 كتاباً وطنياً في سلسلة الكتب الثقافية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، الصادرة عن وزارة الدفاع في إدارة الشئون المعنوية والثقافية -قسم البحوث و الدراسات-، واستهدفت أغلبها الجندي الإماراتي إبان حرب الكويت، لتقويةِ عزيمته ورباطه الوطني الكبير، لقد كان "الشيبة" محلَّ ثقةٍ ومحطَّ اهتمام الحكام، وأولياء العهود، والقادة العسكريين الذين انتمى لهم برتبة عميد، قبل تقاعده.

هذه الإنجازات جعلته محل فخر للإمارات حيث حاز العديد من الميداليات التشريفية والتكريمية، ولم تقتصر إنجازاته على الإمارات فقط، كما ظهر من خلال حصوله على وسام تحرير الكويت، وأيضاً دراسة الحالة الكويتية، قام بها "الشيبة" ونشرها المعهد العربي للتخطيط في الكويت عام 1976م، تحمل عنوان (المشتغلون بالمهن العلمية والفنية في قوة العمل بالكويت دراسة تحليلية في العرض والطلب على القوى العاملة)، وتوجد في مكتبة "جامعة الكويت"، كمرجع هام للباحثين وطلاب العلم منذ ذلك العام.

وكل ذلك لم يشفع له أمام عنجهية الأمن الإماراتي من الاعتقال، بتهمة ملفقة لأنه طالب بالإصلاح وسعى إليه، وأمثاله من الصالحين البنائين للمجتمع.

رسالته إلى الشعب الإماراتي:

في 13 يونيو 2013م، وجَّه المعتقل الحر "خالد الشيبة" رسالة للمجتمع الإماراتي من داخل سجن الرزين، أكد فيها أنَّ: (مبادئ "دعوة الاصلاح" لا تحتقر، ولا تقلل من قيمة أي عمل، أو دور أي فرد، أو جهاز، كان أهليا أو رسميا، فالاحترام من ثوابتها التربوية).

وتحدث عن ثوابت "دعوة الإصلاح"، وعن "الحريات" بالقول إن: (من ثوابت دعوة الإصلاح أنها عزيزة، لا ترضى بظلمٍ يقع على أعضائها، ولا بظلم يقع على الآخرين، وأنّ أجواء الحريات لا تضيق إلا في المناخ التسلطي، حيث تكبل الكلمة ويُقيَّد الفكر بأغلال الإجراءات الأمنية بدعوى الصالح الوطني، من خلال التقييد المحكم للحريات، تظهر البطولات، وتبرز العضلات للنكرات من مُدَّعِي الوطنية وإنكار الذات لافتراس الدعوة والدعاة).

 وقال الشيبة في رسالته: (لو تيقن المدعون، والمعتدون، على أعراض الدعاة، أن هناك تكافؤاً حقيقياً في القدرة على ردِّ أيِّ هجوم عليهم لما تجرؤوا على ذلك أبداً).

وأبدى الشيبة أسفه من بعض الصحف قائلا: (للأسف، صحافتنا سخرت بعض أعمدتها لأقلام ذات توجه واحد وهدف واحد، وهو إلحاق الأذى بأبناء الوطن والتحريض لإقصائهم، ولو كان هناك إنصاف حقيقي وشجاعة ومروءة، لفكّوا القيد عن أحرار الوطن وفسحوا المجال لأقلامهم وحناجرهم، للرد على الافتراءات التي لحقت بهم).

وتحدى الشيبة كل المفترين أن ينزلوا إلى ميدان المبارزة الحوارية، عبر وسائل الإعلام الحرة، لكشف كل الحقائق، ليكون الحكم صناديق الاستفتاء الجماهيري.

وأكد الشيبة أنَّ: ("دعوة الاصلاح" جُرِّدت من كل أدوات التعبير للذّود عن كرامة، وحرمة أبنائها، لهذا اطمئن الحاقدون وزاد كيلهم على الدعوة، والطعن في أعراض الدعاة، والتصريح بأقبح النعوت بحقهم، في جريمة بشعة، ظناً منهم أن دعوتنا حائط هابط).

ونبَّه "الشيبة" الذين يفترون على دعوة الإصلاح: (إنكم تسبحون عكس التيار، فإن نجيتم بفعلتكم في دنياكم الفانية، فلن تنجو من الحساب يوم الحساب).

وخاطب الشيبة الإماراتيين قائلا: (أيها الناس، اعلموا أن حقوق العباد مصانة، من الله عزَّ وجلَّ، فمن اعتدى عليها، ففعله منكر ومرفوض من شرائع الحقوق الدنيوية والأخروية).
وختم بالآية الكريمة رسالته: "رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ".

ويعاني "الشيبة" في سجن الرزين من ويلات الانتهاكات، فقد مُنعَ من الزيارة عدة مرات لأشهر طويلة، وتعرض للسجن الانفرادي، وهو الذي خدم المؤسسة العسكرية والأمنية في ريعان شبابه، وأفنى حياته في خدمة المواطنين، وتقديم العّون لكل محتاج.
كما أنّ السلطات الإماراتية منعته من المشاركة في تشييع جثمان والده "محمد الشيبة" ومن الصلاة عليه، وحتى أخذ واجب العزاء، ما اعتبره الناشطون أسوأ جريمة حقوقية.

 

 

الكاتب