جهاد في اليمن وإرهاب في الشام

جهاد في اليمن وإرهاب في الشام

بقلم : فاهم

وجهاد الأمس إرهاب اليوم

وجهاد ضد روسيا إرهاب ضد أمريكا

شرف الجهاد ونيل الشهادة لا خلاف عليه فالجهاد ذروة سنام الإسلام ولاتقوم لأمة ضعيفة قائمة , لذلك نرى الدول تتسابق نحو التسلح والإعداد , وتحفيز الشباب نحو الجهاد والشهاد ةمطلب إسلامي لحفظ الحق و الروح والأرض والعرض , ولكن ما يتم اليوم من تحفيز الشباب الخليجي نحو جهاد دون جهاد وحرب دون أخرى وزمن دون زمن سيأتي بنتائج على عكس ماتريد الحكومات , فما يتم زرعه في الشباب اليوم هي مبادئ لن يتنازل بسهولة عنها إذا خالفت الحكومات هذه المبادئ ...

لذلك نقول أن تحفيز الشباب نحو الجهاد في اليمن وبذل الروح رخيصة في سبيل الله هو استغلال سياسي لمفهوم الجهاد في الإسلام , ففي الوقت ذاته هناك  من يحاكم في محاكم الإمارات لأنه دعم الجهاد في سوريا ولا أعني هنا دعم " التطرف مثل داعش " ولكنه دعم الثورة السورية والجيش الحر والفصائل الإسلامية , قريبا أم بعد حين فإن هذا التناقض سيولد شباباً غاضباً من هذه الازدواجية التي تتعامل بها الحكومات وسيشعر أيضا بأنه ضحية لحسابات سياسية تسوق تحت غطاء الجهاد في سبيل الله وإن لم يكن يشعربها .

ومع كثرة التساؤلات بين الشباب حول تشابه موجبات الجهاد في سوريا واليمن يكثف دعاة السلطان من الجامية وغيرهم القول بأن الجهاد في سوريا غير الجهاد في اليمن لأن جهاد سوريا ليس بإذن ولي الأمر !

هذه الحجة الواهية تسقطها قراءة بسيطة في أحاديث وجوب الجهاد , كما يسقطها الواقع والمنطق فالعدو في اليمن هو نفسه العدو في سوريا " أذرعة إيران والمد الصفوي في اليمن , بل بالعكس توجه هذه الحجة الواهية اللوم على ولي الأمر ويخرج تساؤل آخر لماذا بادر ولي الأمر في نصرة الثورة الشرعية في اليمن في حين أنه اعتبرها في سوريا ارهاب وخروج على الحاكم !

مجرد قراءة بسيطة للواقع سيجد الشباب أنفسهم أنهم صحية صراعات ومصالح سياسية , فهذا الشباب الذي يتم تغذيته وشحنه بالروح المعنوية العالية من أجل الشهادة والاستشهاد في اليمن مجرد أن يحول بوصلته نحو الشام والعراق سيعتبر إرهابي يعذب وينكل به في السجون ويحكم بأقسى العقوبات ,,, وهذا ما شاهدناه في حروب سابقة حين فتحت الحكومات مكاتب لتسهيل ذهاب المجاهدين إلى أفغانستان لحرب الاتحاد السوفيتي وحين تغيرت بوصلة الجهاد ناحية أمريكا تغيرت النظرة للمجاهدين من أبطال إلى إرهابيين ...

في الحقيقة أنا ضد ذهاب الشباب للقتال في اليمن وفي سوريا وفي العراق وفي أفغانستان سواء كانوا في جيوش نظامية أو من خلال جماعات جهادية , ولو كانت الحكومات جادة في دحر المد الصفوي الإيراني فهناك وسائل أخرى , فالشعب اليمني والسوري لا تنقصهم الأعداد ولكن تنقصهم الكفاءات , فعدد الخبراء سيكون كافيًا مع أسلحة نوعية وأموال ودعم جوي ...

الأهم من هذا كله أن لا يذهب أبناء الإمارات والخليج ضحية لصراعات سياسية تحت غطاء الدعوة للجهاد والاستشهاد ...

الكاتب