عبد الرحيم نقي: اسمٌ على مسمى النقاء، وبلسم للفقراء، اعتقاله كان شرَّ جزاء

عبد الرحيم نقي: اسمٌ على مسمى النقاء، وبلسم للفقراء، اعتقاله كان شرَّ جزاء

مواطن إماراتي حر شريف، مربي أجيال تربوي قدير، اسمه الكامل (عبد الرحيم عبد الله عبد الكريم نقي البستكي)، مواليد الإمارات برأس الخيمة، خبير في العمل الخيري والتربوي، صاحب الابتسامة الدائمة والقلب الرحيم بالفقراء، وهو أبرز رجال الإمارات الذين عملوا في قارة "أفريقيا" في توزيع المعونات الإنسانية، وإنشاء الأعمال الخيرية، كان قريبًا من "الصحافيين" فهو عضو جمعيتهم.

 

مؤهلاته العلمية:
*ليسانس شريعة 1980م، كلية الشريعة والقانون، من جامعة الأزهر بالقاهرة، تخرج منها في وقتٍ كانت الإمارات (رأس الخيمة تحديداً) تفتقر إلى الكادر الوطني في أهم مناصب ووزارات البلاد، لذا فضَّل "نقي" العمل في صناعة وبناء مستقبل الإمارات، فانخرط في العمل التربوي منذ حينه.

خبراته العملية والمهنية:
*مدرس ثم مساعد مدير مدرسة.
*رئيس قسم التخطيط في منطقة رأس الخيمة التعليمية.
*رئيس قسم الشؤون التعليمية في منطقة رأس الخيمة التعليمية.
*نائب مدير منطقة رأس الخيمة التعليمية للشؤون التعليمية والأنشطة التربوية.
*منسق قسم التقارير الفنية بوزارة التربية والتعليم.
*منسق التوجيه الأول بوزارة التربية والتعليم.
*عضو لجنة الاحتياجات والتشكيلات المدرسية بوزارة التربية والتعليم.
*عضو لجنة التنسيق بين قطاع الشؤون التعليمية وقطاع الأنشطة التربوية والمركزية.
*عضو لجان المقابلات المدرسية في الداخل والخارج بوزارة التربية والتعليم.
*نائب رئيس مجلس إدارة الرحمة للأعمال الخيرية.
*رئيس مجلس إدارة جمعية الرحمة للأعمال الخيرية.
*عضو جمعية الصحفيين.

قضيته:

رجلٌ نقي تقي ورع، يهوى خدمة الناس ورسم الابتسامة على وجوه الفقراء، خبير في العمل التطوعي والخيري والتربوي، وكلّ قيادات الدولة من إمارة "رأس الخيمة" يعرفون جيداً "عبد الرحيم نقي" وكيف مثلت جهوده نهضة تعليمية واسعة في الإمارة الشمالية، وانعكس على باقي الإمارات، وعلى إثر تلك الجهود تنقَّل تدريجياً بين الوظائف في منطقة رأس الخيمة التعليمية، وكانت النتيجة أنْ كرَّمه حاكم رأس الخيمة في ديسمبر 2011م بصفته أول ثلاثة من جيل رواد مسيرة التعليم في الإمارة، إلى جانب "عبيد سرور الماس" و"موزة حمد المري".

مشكلته الوحيدة أنه تمنى الإصلاح في وطنه، وإحداث تعديلات دستورية تخدم الإمارات، فانضمَّ كغيره من العشرات إلى قائمة الموقعين والمؤيدين على عريضة (3 مارس) الإصلاحية التي قدَّمها للحكومة نخبةٌ من خيرة رجال البلاد وخبرائها في شتى المجالات الحياتية سياسياً واقتصادياً ودينياً وأكاديمياً وتربوياً.

وكان ردّ الدولة على العريضة ومن شارك وأيَّد وحتى دافع عن أصحابها قاسياً جداً، بدأ بحملة اعتقالات واسعة شنَّها الأمن الإماراتي على العشرات مِن دعاة الإصلاح، وسحب جنسية بعضهم ومصادرة أموال وممتلكات آخرين وخطف واعتقال وتضييق على ذويهم خاصة نسائهم وبناتهم ومساومتهم بذلك، إضافة إلى أسوأ معاملة مهينة في السجن شملت الحرمان من كل شيء حتى الصلاة والطهارة ونور الشمس!.

واعتُقِلَ بطلنا "عبد الرحيم نقي" أو اختُطفَ بمعنى أدقّ بتاريخ 12/10/2012م، حيث مكث تحت الاختفاء القسري شهوراً طويلة إلى أنْ عُرضَ على المحكمة الاتحادية العليا التي أكملت مهمة القمع بإصدارها أحكاماً عليه ورفاقه الأحرار بالسجن لمددٍ تتراوح بين 7 و15 عاماً، لا طعن فيها ولا استئناف، وكان نصيبه منها السجن 10 سنوات مع 3 أخرى إضافية للمراقبة، يقضيها في سجن الرزين أسوأ معتقلات الوطن العربي. 

يقول المقربون منه ومن عرفوه: (من الصعب أن تجد "عبد الرحيم نقي" بدون ابتسامه مريحة ترسم ملامح وجه في السبعينيات من العمر، يفكر دائماً بـالنهضة التعليمية والخيرية، يهمه "الفقراء"، يتفقد شؤون الجميع في المنزل والحيّ وكل من يعرفهم في "الإمارة"، كان كثير القرب من الجميع، يشعر الجميع كأنه واحد منهم، أو يعرفهم منذ مُدّة طويلة).

 

نظرة نقي لـ"بناء الجيل"

أبرز أقواله عن بناء الأجيال  كان في أمسية رمضانية 30/09/2009م، تحدث "نقي" قائلاً: (بناء الجيل قضية ضخمة وشائكة لا يمكن لجهة معينة أن تتبناها بشكل تام، بل تحتاج إلى تضافر جهود كافة مؤسسات المجتمع، وأفضل طريقة لبناء الجيل هي استهداف الأسرة، فهي التي تضع القاعدة الأساسية التي ينطلق منها الجيل، ويجب على منشآت المجتمع توعية الأسرة بأسس التربية الصحيحة).

 

ويشير "نقي" إلى: (أهمية الإعلام في هذا المجال الذي قد يقوم بهدمِ ما بنَتْه الأسرة ما لم يتمَّ التحكم في توجُّهِه، ومن جانب آخر أوجِّهُ النداء إلى النوادي الثقافية والمؤسسات الاجتماعية إلى إعادة النظر في نشاطها وتفعيل دورها من خلال التركيز على الثقافة الدينية للشباب).

  

رجل الخير في أفريقيا:

تشهد المساجد والمباني الخيرية في أفريقيا، لدور "عبد الرحيم نقي"، في تمثيل الدولة أحسن تمثيل في إنقاذ فقراء أفريقيا ومسلميها، بما تستطيع المساعدات الخيرية القيام به، فكان آخر خمس سنوات قبل اختطافه يُكثِر الزيارات إلى تلك البلدان يتلمسُ احتياجاتهم في الجمعية التي يمثلها وهي "الرحمة للأعمال الخيرية"، عندما كان نائبًا لها أو رئيسها في وقت لاحق.

 

في أكتوبر/ تشرين الأول 2011م، نشرت صحيفة "الإمارات اليوم" خبراً عن "عبدالرحيم نقي" يتحدث عن زياته إلى "أوغندا" وتفقد أعمال الجمعية، فضمن برنامج دعم الأسر المنتجة «نـماء» تم توزيع الأبقار الحلوب على 50 أسرة فقيرة، وتوزيع الأغذية على 430 أسرة، ووضع حجر الأساس لمدينة السلام للمهتدين الجدد، وزيارة مدرسة زمزم للأيتام وتفقد، معهد الإمارات للتعليم العالي، وافتتاح مسجد جديد.

 

وفي السنغال نشرت صحيفة الخليج في 25 أغسطس/ آب 2009م خبر افتتاح "نقي" أكاديمية الإمارات للعلوم الشرعية بتكلفة إجمالية بلغت 600 ألف درهم.

 

"عبدالرحيم نقي" هو واحد من عشرات الأكاديميين و"أعلام الإمارات"، ومن جيل "الرواد" الذين ساهموا في بناء دولة الإمارات الحديثة، وهم الآن في السجون يتعرضون للانتهاكات، والأحكام السياسية، فيما تعاني عائلاتهم التي من المفترض تكريمها على ما قدموه في خدمة الوطن.

 

ستبقى السجون مكانا للمثقفين والأكاديميين الذي يحاولون بناء دولة الإمارات، فيما يبقى "المرتزقة" القادمين من خارج الدولة، في المناصب ويتحكمون بسير البلاد نحو "الهاوية"، وبدون مراجعة السياسة الداخلية؛ بالتأكيد فالدولة ذاهبة نحو ذلك المنحدر

 

الكاتب