صحيفة لندنية .. الامارات تعرقل مسار العدالة في تونس

صحيفة لندنية .. الامارات تعرقل مسار العدالة في تونس

زعمت صحيفة لندنية، سعي شبكة تجسس تعمل لصالح الإمارات بالعمل على تشكل تكتل برلماني في تونس يضم كل من حزب «نداء تونس» و"مشروع تونس" و«آفاق تونس» فضلاً عن «الحزب الدستوري الحر»، بغرض خدمه مصالح أبوظبي السياسية والاقتصادية في تونس، وخاصة في ما يتعلق بمحاولة عزل حركة «النهضة» الإسلامية وإخراجها من المشهد السياسي في البلاد.

وذكرت صحيفة القدس اللندنية، في تقرير لها إن مزاعمها تتزامن مع الزيارة غير المعلنة قبل أشهر لمحمد دحلان القيادي السابق في حركة «فتح» الفلسطينية، ومستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، والملقّب بـ»عرّاب الثورة المضادة»، إلى تونس، حيث التقى خلالها الأحزاب المذكورة، والتي باتت تُعرف في الآونة الأخيرة بـ»أحزاب الإمارات في تونس". 

واعتبرت الصحيفة الأحزاب ذاتها التي تُعارض اليوم مسار العدالة الانتقالية، تشترك في أشياء عدة، أبرزها أنها محسوبة بطريقة أو بأخرى على نظام بن علي المتورط أساساً بقضايا فساد كبرى، كما أنها تتلقى دعماً كبيراً من الإمارات، رغم المحاولات المتكررة من قياداتها نفي هذا الأمر في مناسبات عدة.

وقالت الصحيفة إن ذلك يفسر مسارعة بعض وسائل الإعلام الإماراتية للحديث عن «قرب» فك الارتباط أو التحالف بين حزبي «نداء تونس» و«النهضة»، مشيرة إلى أن أبوظبي سعت مراراً لإقناع الرئيس الباجي قائد السبسي بالقيام به، وعندما فشلت دفعت بمحسن مرزوق الأمين العام السابق لحزب «نداء تونس» إلى الانشقاق عن الحزب الأم وتشكيل حزب سياسي جديد يحاول من خلاله «السطو» على نواب «النداء» وقواعده، مستعيناً بخطاب سيريالي يمجد الرئيس السابق الحبيب بورقيبة ويسوّق لبعض الشعارات البراقة من قبيل «الدولة الحداثية والعصرية» مهاجماً حلفاء الأمس وخصوم اليوم (حركة النهضة). الأمر الذي دفع قيادات في الحركة الإسلامية توقع فشل سريع لمشروع مرزوق القائم أساساً على معارضة «النهضة»، وهو ما حدث حقيقة، حتى الآن" على حد قولها

ونوهت الصحيفة بأن محمد دحلان اعترف أخيراً بوجود «أصدقاء» كُثر لديه في تونس، إلا أنه نفى تدخّله في الشأن التونسي ووقوفه في صف ”الثورة المضادة ”، غير أن الأحداث الأخيرة تؤكد عكس ذلك بحسب الصحيفة.

وتساءلت الصحيفة بالقول" لماذا يلجأ رئيسا حزبين محسوبين على الإمارات ومتورّطين أساساً بفضائح فساد كبيرة، إلى استهداف هيئة «الحقيقة والكرامة» واتهامها بالتعامل مع «الكيان الصهيوني» وجماعة «الإخوان المسلمين» ومن ثم اللجوء إلى استخدام عبارة مسيئة لرئيستها المناضلة الحقوقية سهام بن سدرين؟

وحذرت الصحيفة من مآلات ما أسمته المشروع الإماراتي في تونس، والذي يسعى منذ فترة طوية لإفشال تجربة التوافق التي ساهمت لسنوات عدة في تأمين الاستقرار السياسي والأمني للبلاد، وبالتالي تعطيل المسار الانتقالي الديمقراطي الذي حقق مكاسب عدة للتونسيين الذين لن يقبلوا بأي حال بعودة زين العابدين بن علي في «ثوب جديد" على حد تعبيرها

الكاتب