مولر يوسع تحقيقاته لتشمل تأثير الامارات على السياسة الأمريكية

مولر يوسع تحقيقاته لتشمل تأثير الامارات على السياسة الأمريكية

وسع المحقق الخاص روبرت مولر، تحقيقه حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ليشمل البحث في نفوذ الإمارات في واشنطن وتأثيرها على السياسة الأمريكية، من خلال شركة استشارات خاصة إسرائيلية.

جاء ذلك وفق ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء، حيث تتعلق الأسئلة بشركة استشارات خاصة تسمى «ويكيسترات»، بالإضافة إلى اثنين من مؤسسيها؛ هما «جويل زامل» و«دانيال جرين».

تأسست شركة «ويكيسترات» في (إسرائيل) في 2010، وهي موجودة حاليا في واشنطن، وتسجل نفسها كشركة استشارية وتعتمد على شبكة واسعة من الخبراء للمساعدة في تحليل المشاكل الجيوسياسية نيابة عن عملائها من الشركات والحكومات.

وقال محامي «زامل» و«جرين»، «مارك موكاسي»، أن عملاءه ليسوا محط تركيز التحقيق، وأضاف قائلا في بيان له: «جويل هو رجل أعمال شاب مشرق، وقد حظيت شركة ويكيسترات بامتياز خدمة العديد من العملاء من الحكومة الأمريكية، وليس لدى جويل وويكيسترات سوى ارتباط ضعيف بتحقيق المحقق الخاص، وهما يتعاونان بشكل كامل».

والتقى «زامل» بشكل غير رسمي مع فريق «مولر» -وفقا لما قاله مصدر مطلع- وطرحت عليه أسئلة عن علاقته التجارية بـ«جورج نادر»، وهو أمريكي لبناني يعمل كمستشار بارز لولي عهد الإمارات «محمد بن زايد» كما إنه كان مقرب من المسؤولين في إدارة ترامب السنة الماضية.

وقد قال أشخاص على دراية بعمل الشركة، أنها تعاقدت مع الإمارات بداية من 2015 لوضع سيناريوهات استراتيجية عسكرية فيما يخص الحركات السياسية الإسلامية في اليمن، حيث دخلت كل من السعودية والإمارات للحرب الأهلية اليمنية في مطلع 2015، بهدف محاربة «تمرد إسلامي»، وما زالت هذه الحرب جارية إلى الآن.

تحولت جهود شركة «ويكيسترات» للإمارات فيما بعد –وفقا لما قاله مصدر مطلع– إلى نسخة مخففة من الاستخبارات، حيث استخدمت مصادرها المحلية الموجودة على الأرض لتوقع التهديدات.

وكان «زامل» قد بنى في السنوات الأخيرة علاقة وثيقة مع كبار المسؤولين الأمنيين الإماراتيين وعقد اجتماعات عمل في الولايات المتحدة، وفقا لما قالته مصادر مطلعة.

يذكر أن كلا من الإمارات والسعودية قد توددتا لإدارة «ترامب» بشدة في محاولة لكسب دعم الولايات المتحدة في حملتهما المحلية التي هدفت لمواجهة وعزل قطر، وهي دولة خليجية أخرى حليفة للولايات المتحدة.

وتبقى طبيعة ومدى العلاقة التي تربط «نادر» و«زامل» ليست واضحة، وقال مصدر مطلع إن الاثنين «قاما ببعض الأعمال التجارية معا».

وخلال الفترة الرئاسية الانتقالية مطلع السنة الماضية، كان الرجلان يسعيان لبناء علاقات مع إدارة «ترامب»، وسأل السيد «زامل» معارفه إن كانوا مقربين من كبار المسؤولين في البيت الأبيض.

في ديسمبر/كانون الأول 2016، عندما التقى ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» مع مسؤولي «ترامب» الانتقاليين في نيويورك، لم يحضر «نادر» الاجتماع لكنه ودع المسؤولين الإماراتيين عند مغادرتهم، وفقا لما أفاد به مصدر مطلع.

عندما تأسست «ويكيسترات» في 2010، وصفها مؤسسوها في مقابلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست»، بأنها «تلاقي لويكيبيديا مع فيسبوك».

وتقول الشركة -التي تهدف لاستخدام حكمة خبرائها لإنتاج تحليلات وتوقعات لعملائها- بأن لديها مجموعة من 2200 خبير يمكنهم إفادة مشاريع العميل.

وبالنسبة للسيد «زامل»، فهو مواطن أسترالي بالأصل ويقيم الآن في (إسرائيل)، أما بروفايل السيد «جرين» على الإنترنت فيشير لإقامته في واشنطن.

وتضمن عمل الشركة للإمارات، النظر في الوضع السياسي المتدهور في اليمن في 2015، وخاصة في قوة «الإخوان المسلمون»، التي تعد حركة إسلامية سياسية لها نشاط في معظم بلدان العالم العربي.

وقامت شركة «ويكيسترات» ببناء استراتيجيات عسكرية للحرب وحللت الوضع السياسي في اليمن من أجل الإمارات، وأطلعت كبار مسؤولي الأمن الوطني في الإمارات عليها، وفقا لما قاله مصدر مطلع على الأمر، ولم يكن الخبراء المشاركون في وضع الاستراتيجيات العسكرية للحرب يعرفون أن عميلهم النهائي هو دولة الإمارات.

و كالعادة تتورط السياسة الخلفية الخارجية لدولة الإمارات بمشاكل هي في غنى عنها، ولا تزيد علاقاتها بدول العالم إلا توتراً، الآن، تذهب الأمور في الولايات المتحدة الأمريكيّة إلى اعتبار الدولة عدواً تتدخل في صناعة السياسة الخارجية لإدارة ترامب كما تفعل روسيا.

كان اجتماع "سيشل" هو نقطة الارتكاز والبداية التي أوصلت المحققين الأمريكيين إلى فتح ملف للإمارات وتأثيرها على الإدارة الأمريكية الجديدة، وهي الأزمة الأكثر سطوعاً في الولايات المتحدة وفي الغرب. وتعود التفاصيل إلى ابريل/نيسان2017 عندما نشرت واشنطن بوست تقريراً عن اجتماع حضره مسؤولون إماراتيون مع مستثمر روسي مقرب من "فلاديمير بوتين" إضافة إلى "إريك برنس" مؤسس "بلاك ووتر" والمستشار غير الرسمي لفريق "ترامب" خلال فترة الانتقال الرئاسي، في يناير/كانون الثاني 2017

الكاتب