أرض الصومال .. تدافع عن اتفاقياتها العسكرية مع الإمارات

أرض الصومال .. تدافع عن اتفاقياتها العسكرية مع الإمارات

دافع موسى بيحي عبدي، رئيس "جمهورية أرض الصومال" غير المعترف بها دوليا، عن الاتفاقية التي تسمح للإمارات العربية المتحدة بإنشاء قاعدة عسكرية في تلك المنطقة.

وقال عبدي من مكتبه في هرجيسا : "حكومتنا ليست قوية بما يكفي، ولا بدّ من حماية منطقتنا من أجل السلام الدولي، وعبور السفن البحرية. أظن أننا بحاجة إلى دولة صديقة لإنشاء تعاون على مستوى الأمن العسكري".

ويأمل رئيس أرض الصومال أن يوائم بين مصالح بلده، المعلن من طرف واحد، وبين طموحات دول الخليج العربية المتلهفة إلى توسيع نفوذها العسكري في القرن الإفريقي الملاصق لممر الشحن الحيوي في باب المندب.

وجذبت هذه البقعة، التي ماتزال تابعة للصومال بالنسبة للمجتمع الدولي ويقطنها أربعة ملايين نسمة، استثمارات كبيرة من الخليج في الآونة الأخيرة.

وقال عبدي عن أهمية العلاقات مع الإمارات: "كل أعمالنا، وأصولنا الأساسية موجودة في دبي. وتعتمد جميع وارداتنا على دولة الإمارات العربية المتحدة، وموانئها".

وتزايد اهتمام دول الخليج في تلك المنطقة الاستراتيجية منذ العام 2015 بعد أن شنّ التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات حربا على المتمردين الحوثيين في اليمن.

ولم يلاحظ مراسل وكالة أسوشيتد برس تواجد شركات متعددة الجنسيات في العاصمة هرجيسا التي يقطنها نحو مليون شخص، ما عدا مصنع لشركة كوكا كولا.

في المدينة الفقيرة التي لا تملك إشارات مرورية في شوارعها، لا تضم فنادق عالمية أو سلاسل لمطاعم الوجبات السريعة أو مراكز تسوق ضخمة.

الاستثمار الأهم في تلك المنطقة هو الموانئ. وقد وقعت شركة "موانئ دبي العالمية" العملاقة مؤخرا اتفاقا لتشغيل ميناء بربرة.

ويصدر هذا الميناء الصغير الإبل إلى الشرق الأوسط ويستورد الأغذية وغيرها من السلع. كما يوفر خطوط نقل لإثيوبيا المجاورة التي لا تملك منافذ بحرية وتتمتع بعلاقات طيبة مع المنطقة الانفصالية.

وعن أهمية هذه المنطقة بالنسبة للعالم، قال عبدي : "التجارة العالمية بأكملها تمر بالبحر الأحمر، وجميع البلدان والدول تريد حماية هذا الممر والحفاظ على أمن الشحن في البحر الأحمر".

وتسعى الدول حاليا إلى إيجاد موطئ قدم لها في القرن الإفريقي. فبالإضافة إلى القاعدة العسكرية التي ستنشئها دولة الإمارات في أرض

الصومال، سيكون لتركيا قاعدة عسكرية في الصومال.

وتستضيف جيبوتي المجاورة قاعدة عسكرية أميركية تنطلق منها طائرات دون طيار نحو الصومال واليمن، بالإضافة إلى قاعدة عسكرية صينية قيد الإنشاء، وأول قاعدة يابانية خارج الحدود.

وطالبت الصومال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في الأسبوع الماضي، بالتدخل لمنع دولة الإمارات العربية المتحدة من بناء قاعدة عسكرية في أرض الصومال.

وقالت مقديشو إن الاتفاق بين الدولة الخليجية وأرض الصومال، التي يشار إليها باسم "المنطقة الشمالية الغربية"من الصومال، تمت دون موافقة الحكومة الصومالية وهذا "انتهاك واضح للقانون الدولي". 

وتملك الإمارات عقدا يخولها البقاء في القاعدة بأرض الصومال لمدة 30 عاما. ورفض عبدي الكشف عن عدد القوات الإماراتية التي ستتمركز على أرضه.

وانشقت "أرض الصومال" أو "صوماليلاند" عن الصومال عام 1991 وتتصرف باعتبارها دولة مستقلة منذ ذلك الحين.

و كان  موسى بيهي عبدي، رئيس سلطة إدارة "أرض الصومال" المحلية، قال إن الأخيرة ستبدأ خلال العام 2018، مع شركة "موانئ دبي العالمية" الإماراتية، ببناء الهيكل الجديد لميناء بربرة، الأمر الذي تعارضه حكومة مقديشو.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بمدينة دبي،،منتصف الشهر الماضي حول تطوير وامتياز ميناء بربرة، وآفاق التعاون مع "موانئ دبي العالمية" (حكومية)، على هامش زيارة رسمية إلى الإمارات .

ومطلع الشهر الماضي ، أعلنت "موانئ دبي العالمية"، توقيع اتفاقية مع حكومتي "أرض الصومال" وإثيوبيا، تصبح بموجبها أديس أبابا شريكاً استراتيجياً في ميناء بربرة الصومالي بنسبة 19 بالمائة، فيما تحتفظ "موانئ دبي" بحصة 51 بالمائة في المشروع، وهيئة الموانئ في أرض الصومال بحصة 30 بالمائة.

لكن البرلمان الصومالي، رفض قبيل الزيارة  الاتفاق الثلاثي، واعتبره "انتهاكها لسيادة الصومال"، وصوتت غرفتاه، لصالح مقترح قانون، يحظر عمل "موانئ دبي" في البلاد

الكاتب