أحمد عبد الخالق البلوشي: نُفيَ خارج الإمارات لأنه طالب بحق "البدون" !!

أحمد عبد الخالق البلوشي: نُفيَ خارج الإمارات لأنه طالب بحق "البدون" !!

مواطن بسيط شريف، قوي على الحق عصيّ على الباطل، اسمه (أحمد عبد الخالق أحمد كريم البلوشي)، مواليد الإمارات 05/03/1977م، وهو من "البدون" الذين لا يملكون جنسية محددة وأصبحوا لاجئين في الإمارات، وتعود أصول "البدون" إلى قبائل بدوية كانت في وقت سابق تتحرك بحرية في أنحاء الخليج، أو لمهاجرين لم يتقدموا بطلبات للحصول على الجنسية عندما تأسست الدولة عام 1971م، وتقول المنظمة الدولية للاجئين إن الكثير منهم لا يمكنهم الحصول على وظائف ورعاية صحية وتعليم وبقية حقوق المواطنة!.

ورغم أحقيتهم –الآن- بامتلاك الجنسية الإماراتية كوْن أغلبهم وُلد فيها مثل "أحمد"، إلا أن الدولة لم توافق على قرار منحهم جنسية الإمارات بحجة أنهم لا يملكون أوراقاً ثبوتية، لكنَّ السبب الحقيقي غير معروف!

قضيته:

قضيته عامة وليست خاصة، فهو يرى نفسه وأقرانه من "البدون" مضطهدين في دولةٍ يُفترض أنها تسمى بالسعادة والتسامح، واعتبر نفسه صوتهم في مطالبتهم بحقّ الجنسية والمواطنة.

وقد تمَّ توقيف (أحمد عبد الخالق البلوشي) -سابقاً- في نيسان 2011م، ضمن الخمسة المتهمين بالإساءة إلى رئيس الدولة، لأنه أبدى اعتراضه على عدم منح الجنسية له ولأمثاله من "البدون" مع أنه مولود في الإمارات، وهو من الناشطين عبر تويتر بتغريداته المستمرة حول الموضوع.
ثم صدر بحقهم عفوٌ رئاسي من الشيخ خليفة بن زايد عن هؤلاء الخمسة وغيرهم، بمناسبة احتفالات اليوم الوطني، لكنّ "عبد الخالق" لم يسكت عن حقه، وواصل المطالبة بالجنسية تحت شعاره الدائم: (بدون بطاقة الهوية يعتبر الشخص ميتاً لا يمكنه فعل شيء!).

وهنا كان لا بدَّ للأمن الإماراتي أن يتدخل كعادته في قتل الحريات والمطالبة بها، ويتمَّ اعتقاله لمدة شهريْن بلا تُهمة أو سبب، قبل أنْ يُخيّرَ بين البقاء في السجن أو الخروج من الإمارات ونسيانها، فاختار الثانية وتمَّ نفيه خارج البلاد!.
وسافر بجوازٍ من "جزر القمر" التي فتحت ذراعيْها لاحتضان وتجنيس كل فئة "البدون" بالإمارات، كما تشير التقارير الإعلامية والنشطاء إلى أنَّ "جزر القمر" وافقت على منحهم الجنسية بموجب اتفاق ثنائي بين الدولتيْن، ولمْ يرِدْ تأكيدٌ رسمي لهذا الاتفاق من الإمارات حتى الآن.

لكنَّ الناشط الحقوقي "عبد الخالق" تعهّد بمواصلة جهوده لحصول فئة "البدون" على كافة "حقوقهم" في الإمارات العربية المتحدة حتى بعد ترحيله منها إلى (تايلاند)، ولا يزال يدير مدونته "إماراتي بدون" حتى الآن عبر الإنترنت.

وقال "عبد الخالق" لوكالة رويترز: (إنه احتجز لنحو شهرين في أبو ظبي دون اتهام بسبب نشاطه في مجال حقوق "البدون"، ثم خيَّرته السلطات بين البقاء في السجن إلى أجل غير مسمى والسفر إلى تايلاند، فاختار الحرية).
وذكرت "رويترز" أنه استخدم جواز سفر أصدرته له جزر القمر في مايو/أيار للسفر إلى تايلاند التي منحته تأشيرة سائح لمدة شهرين وحذرته من أيِّ تصرف يضرُّ بعلاقاتها مع الإمارات، بينما يؤكد "عبد الخالق" أنَّ رجال الشرطة أخبروه قبل ترحيله أنه لن يسمح له بالعودة قط!!.

وكان "عبد الخالق" قد أثار غضب السلطات الإماراتية بتغريداته حول الجنسية التي حُرمَ منها، بينما تُعطى باستمرار إلى الراقصات والمغنيات و"العاهرات" على حد تعبيره، حين مُنِحت المغنية السورية والراقصة "سارية السواس" جنسية الإمارات، كما قال: (الجنسية التي تُسحب من الأفاضل والشرفاء وتُعطى للعاهرات ما تشرّفنا، خلو جنسيتكم لكم!).
وتضامن معه العديد من الناشطين عبر تويتر أبرزهم النعيمي والرضوان والشحي والشامسي وابنة الصديق (وكلهم اعتُقلوا لاحقاً وسُجنوا بقضية الإمارات94)، تضامنوا معه حين اعتُقل للمرة الثانية بعد المرسوم الرئاسي بالعفو، متهمين الأمن الإماراتي بتخطي أوامر رئيس الدولة، تنفيذاً لأوامر محمد بن زايد، أو متهمين الرئيس خليفة نفسه أنه لحس كلامه وتراجع عن عفوه!

ردود الفعل:
قالت "سارة لي ويتسون" مديرة الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش": (إن السلطات الإماراتية تحاول جعل الأمر يبدو كأن "عبد الخالق" يختار مغادرة البلاد طواعية، لكن بمنتهى البساطة هذا طردٌ "قاسٍ بالقوة وغير قانوني أبداً").

واستقبل ممثلو الأمم المتحدة "عبد الخالق" في بانكوك واصطحبوه إلى فندق، وقال "روبرت كولفيل" المتحدث باسم "مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان": (إنَّ الناشط وصل فيما يبدو بدون أمتعة، حيث نُقِل من السجن إلى الطائرة مباشرة ومعه فقط الملابس التي يرتديها وعملات محلية بقيمة نحو 200 دولاراً.

وأضاف "كولفيل" أنّ: (هناك الكثير من "الأسئلة المقلقة" حقاً بشأن هذه القضية على وجه التحديد، والعديد من القضايا الحقوقية في الإمارات بشكلٍ عام).

ومازال "أحمد عبد الخالق البلوشي" يحارب من أجل حقه وحقّ فئة "البدون" في المواطنة.

الكاتب