الحكومة اليمنية تتحرك ضد قوات موالية للإمارات لاستعادة مقراتها

الحكومة اليمنية تتحرك ضد قوات موالية للإمارات لاستعادة مقراتها

مع استمرار التحركات التي تقودها أبوظبي في مدينة تعز لإنشاء قوات " الحزام الامني" في المدينة  والعمل على إنشاء معسكر في جبل حريم ليكون المقر الرئيسي لهذه القوات رغم رفض أهالي المنطقة حتى الآن، بدأت القوات الحكومية اليمنية بخوض مواجهة عسكرية مع المليشيات الموالية للإمارات في محافظة تعز والتي أعلنت تمردها على الشرعية اليمنية ورفضها تسليم مقرات الدولة للحكومة.

القوات الحكومية المكونة من قوات الجيش والقوات الأمنية اضطرت أمس إلى استخدام القوة ضد الميليشيا التابعة لدولة الإمارات في محافظة تعز التي تعمل تحت مسمى كتائب (أبو العباس) ويتزعمها السلفي المتشدد عادل عبده فارع المشهور بكنيته أبو العباس، وذلك لاستعادة المقرات الحكومية من هذه الميليشيا التي تسيطر عليها منذ تحريرها من ميليشيا الانقلابين الحوثيين.

وأوضحت مصادر يمنية أن القوات الحكومية لجأت إلى استخدام القوة ضد ميليشيا كتائب (أبو العباس) بعد أن رفضت كل الجهود لإقناعها بضرورة تسليم المقرات الحكومية للجهات الحكومية التي تمثل الدولة لاستئناف النشاط الحكومي فيها، مثل مقر إدارة الشرطة، ومقر الشرطة العسكرية، ومقر قيادة المحور العسكري ومقر فرع البنك المركزي بتعز، وغيرها من المقار الحكومية الهامة والتي تقع جميعها في إطار المربع الأمني بمنطقة العرضي في مدينة تعز.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الحملة العسكرية الحكومية ضد مليشيا أبو العباس جاءت بعد قرار من محافظ تعز، رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة أمين محمد محمود، إثر رفض هذه الميليشيا لتسليم المقار الحكومية، بالإضافة إلى رفضها تسليم قاتل الموظف في اللجنة الدولية للصليب الأحمر حنّا لحّود، الذي قتل السبت الماضي في ريف الضباب، غربي مدينة تعز، على يد مسلح يعتقد أنه من أتباع كتائب (أبو العباس) في تعز المدعومة والممولة من دولة الإمارات.

وذكرت مصادر وثيقة الاطلاع أن المواجهات المسلحة يوم أمس بين القوات الحكومية وميليشيا أبو العباس، أسفرت عن استعادة مقرات فرع البنك المركزي ومقر إدارة الشرطة ومقتل أحد العناصر الإرهابية ويدعى خالد الصنعاني الذي كان يقاتل في صفوف كتائب أبو العباس والذي يعتقد أنه كان يعمل في جهاز الأمن القومي (المخابرات) التابع للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، ويعمل ضابط ارتباط بين جهاز الأمن القومي وميليشيا ابو العباس التي كانت تعمل لصالح مشروع صالح الذي حاول اختراق المقاومة في محافظة تعز بدعم من دولة الإمارات.

وتسعى أبوظبي حاليا إلى (إعادة إنتاج) نظام صالح في اليمن عبر أفراد عائلته وفي مقدمتهم نجله الأكبر العميد أحمد علي، ونجل شقيقه العميد طارق صالح الذي زوّدته الإمارات بمعدات عسكرية حديثة وكثيرة ودفعت به إلى جبهات الساحل الغربي لمحافظة تعز، للسيطرة على المحافظة من هناك، بعد أن كانت قواته تقاتل في صفوف ميليشيا الانقلابين الحوثيين هناك منتصف العام الماضي ضد القوات الحكومية.

 

كما اختارت القوات الإماراتية نحو أربعمئة من عناصر قائد اللواء 35 بتعز وكتائب أبو العباس للذهاب لعدن للالتحاق بدورة أمنية على يد ضباط إماراتيين، واشترطت ألا يكون للأفراد الملتحقين بالدورة أي علاقة بحزب الإصلاح.

وحسب مصدر عسكري، فإن المعسكر الذي تسعى الإمارات لإنشائه في جبل حريم سيكون المقر الرئيسي لحزام أمني تسعى لتجهيزه في محافظة تعز رغم رفض أهالي المنطقة حتى الآن.

كما تسعى القوات الموالية للإمارات إلى إنشاء غرفة عمليات مقرها نادي الشروق الرياضي بمنطقة الصنة نفسها.

وفي السياق ذاته، كشف أحد وجهاء ومشايخ مديرية المعافر عن أنهم اجتمعوا قبل ثلاثة أيام بقائد اللواء 35 وقائد كتيبة "عبد الرقيب عبد الوهاب" والقيادي السلفي أبو العباس.

وأضاف أن قيادة اللواء 35 وعدت المشايخ بأن الإمارات ستقوم بتنفيذ الكثير من المشاريع في المنطقة، كما دعتهم إلى حث الشباب على الالتحاق بمعسكر اللواء 35.

جدير بالذكر أن اللواء 35-مدرع وكتائب أبي العباس في منطقة الكدحة بالمعافر ستتسلم مهمة الحزام الأمني في منطقة الصنة والذي تدرس الإمارات أن توكل مهمة الإشراف عليه لطارق صالح.

وكان القيادي السلفي المتشدد عادل عبده فارع (أبو العباس) اعلن عن رفضه للحملة الأمنية التي يقودها محافظ تعز لاستعادة مقرات مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسات العسكرية والأمنية شرقي مدينة تعز، ودفع بميليشياته إلى خوض مواجهات مسلحة ضد القوات الحكومية وإعلانه التمرد على السلطة المحلية التي اتخذت قرارا أمس الأول يقضي بعودة مؤسسات الدولة إلى مقراتها الرسمية وعودة الوحدات الأمنية والعسكرية إلى مقراتها.

وتضمن قرار محافظ تعز تكليف كل من قائد المحور العسكري لمحافظة تعز، ومدير عام الشرطة وقائد قوات الشرطة العسكرية، بقيادة مهمة سرعة إعادة مؤسسات الدولة إلى مقراتها الرسمية، وعودة الوحدات الأمنية والعسكرية إليها في مدينة تعز، وبسط نفوذ الدولة على المناطق التي تقع تحت سيطرة ميليشيا أبو العباس المتشددة وتأمينها والعمل على تطبيع واستتباب الأوضاع فيها.

وقال الناطق الرسمي باسم الجيش واللجنة الأمنية بتعز العقيد عبدالباسط البحر انه «تم انتقال وحدات رمزية من القوات الأمنية والعسكرية إلى مقراتها السابقة في منطقة العرضي بتعز حسب أوامر اللجنة الأمنية وبإشراف المحافظ وقيادة وكيل المحافظة للدفاع والأمن وتنفيذ الوحدات المعنية بقيادة محور تعز ولكنه عند وصول هذه القوات إلى أماكنها المحددة واجهت مقاومة من بعض العناصر الخارجة عن النظام والقانون مما استدعى التعامل معها بحزم والاشتباك المسلح معها» في إشارة إلى ميليشيا أبو العباس.

وذكرت المصادر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من ميليشيا أبو العباس والقوات الحكومية، في هذه المواجهات المسلحة والتي هدأت مع نهاية يوم أمس، ولكنها مرشحة للانفجار في أي لحظة بعد قيام ميليشيا أبو العباس بأعمال استفزازية وانتقامية في المناطق الأخرى التي تتواجد فيها في مدينة تعز.

و تتصاعد الأزمة التي تشهدها مدينة تعز اليمنية، بعد الأنباء عن سعي الإمارات إلى استنساخ تجربة ما يُعرف بـ"قوات الحزام الأمني" في المدينة، ووصول قوات موالية لنجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، العميد طارق صالح، إلى الجزء الغربي من تعز، في ظل التباينات التي تشهدها المدينة بين الأطراف المتعددة الفاعلة عسكرياً وسياسياً.

وشهدت محافظة تعز خلال الأيام خروج تظاهرات وخطابات وبيانات سياسية تؤكد رفض مساعي تشكيل قوات "الحزام الأمني" في المحافظة ورفض أي دور لطارق صالح فيها.

الكاتب