ميدل ايست .. محمد بن زايد و محمد بن سلمان تورطا برهانهما على ترامب

ميدل ايست .. محمد بن زايد و محمد بن سلمان تورطا برهانهما على ترامب


استعرض كاتب بريطاني معروف ما قال إنها عوامل يجب أن تدفع وليي العهد في السعودية وأبو ظبي محمد بن سلمان ومحمد بن زايد لـ"عدم المراهنة على حليفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

وفي مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الأربعاء  يشير الكاتب ديفيد هيرست إلى ما يعتبرها "أياما عصية لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد"، مشيرا إلى "خيبته بمغامراته" في كل من اليمن وليبيا والصومال.

ويلفت الكاتب البريطاني إلى أن "خيبة الأمل" لمحمد بن زايد "لن تكون بسبب أي من مغامراته (..) وإنما بسبب خسارته في أكبر مقامرة مارسها تتمثل في الرهان على الرئيس دونالد ترامب نفسه".

ويكشف هيرست أن محمد بن زايد طلب بتعهد مكتوب بأن لا يصدر بحقه أو بحق أحد من مساعديه أمر بتوقيفه للاستجواب من قبل المحقق الخاص روبرت مولر بشأن التحقيق الذي يجريه حول التمويل غير الشرعي الذي تلقته حملة ترامب الانتخابية

وذكر أنه تم طرد المدربين العسكريين الإماراتيين من الصومال بعد اكتشاف ومصادرة 9.6 مليون دولار نقداً وصلت على متن طائرة إماراتية، ونجم عن ذلك توجيه ضربة لمخططات ولي عهد أبوظبي في الصومال.

وأما مخططاته في ليبيا فليست أفضل حالاً، فهذا هو خليفة حفتر، الذي نصب نفسه مشيراً، قد عاد يعرج بعد فترة غياب طويلة نسبية قضاها في إحدى مستشفيات باريس. ويقال إن حفتر، الذي عاد إلى بلاده يمشي بصعوبة، يعاني من سرطان في الرئة ما لبث أن انتشر حتى وصل إلى الدماغ.

في المقابل، فإن أعداء حفتر في وضع أفضل فقد تصالح زعماء المدينتين المتحاربتين مصراته والزنتان، وكان حفتر يراهن على الزنتان في غرب ليبيا.

وفي طرابلس تم انتخاب واحد من ألد خصوم حفتر، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين خالد المشري، رئيساً للمجلس الأعلى للدولة.

وفي اليمن وبعد انتشار تقارير على أن الإمارات كانت وراء اغتيال صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، فقد كشف سفير السعودية في واشنطن، الأمير خالد بن سلمان (الطيار الحربي السابق) عبر تغريدة أن شقيقه الأكبر ولي العهد محمد بن سلمان، هو الذي أمر باستهداف صالح الصماد.

ويرى الكاتب أنه لن “يكون من الحكمة التباهي بعملية القتل هذه. فقد توعد الحوثيون وكذلك المجموعات الشيعية الموالية لإيران في العراق بالانتقام لموت زعيمهم وذلك من خلال استهداف شخصيات داخل الأسرة السعودية الحاكمة، وفي مقدمتهم محمد بن سلمان، الذي يشغل في نفس الوقت منصب وزير الدفاع والذي أطلق شرارة الحرب في اليمن. ولعل هذا هو السبب في أنه بات الآن يتنقل وهو محاط بثلاث دوائر من الحراس الشخصيين”.

واعتبر أن الدعم الشعبي اليمني للتدخل السعودي الإماراتي تبدد، وأصبح ينظر للبلدين كمحتلين، وليس محررين.

وروى كيف رئيس اليمن المنفي عبد ربه منصور هادي نفسه أصبح سجيناً داخل قصور الرياض، وقد أجبر على التوقيع على ورقة يقر بموجبها بتشكيل لجنة ثلاثية مع كل من السعودية والإمارات للمشاركة في إدارة الوضع داخل بلاده، وخاصة في عدن حيث أصبح النفوذ بيد ميليشيات موالية للإمارات.

وذكر كيف أن هادي ومدير مكتبه عبد الله العليمي تعرضا مؤخراً إلى إهانة شديدة حين تم نقلهما بعد استدعائهما للقاء ملك السعودية، في مقر إقامته، وتم وضعهما في غرفة رديئة التأثيث، وظلا فيها بدون أغطية لما يقارب 24 ساعة.

وشدد هيرست في مزاعمة، على أن فشل أبوظبي في اليمن والصومال وليبيا يبقى هيناً على محمد بن زايد من خسارته في مقامرته الباهظة التكاليف على دونالد ترامب.

ويروى كيف راهن على ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وليس على هيلاري كلينتون، على اعتبار أن ترامب “شخص مبتدئ وأشبه بالصفحة البيضاء التي يمكن لمن يملك المال والمبادرة أن يسبق إليها فيخط فيها ما يشاء. ونظراً لأن القطريين فضلوا النأي بأنفسهم عن ترامب وصدوا محاولاته التقرب منهم، فقد وجد الإماراتيون فرصتهم السانحة التي ما كان ينبغي أن تضيع.

كما راهن محمد بن زايد على مبتدئ آخر، ممثلا في الأمير الشاب محمد بن سلمان.

ويذكر الكاتب أنه في" أواخر 2015، اصطحب محمد بن زايد الأمير السعودي في رحلة صحراوية للصيد بالصقور، ثم جمعتهما رحلة بحرية في قارب كان على متنه جورج نادر، رجل الأعمال الأمريكي من أصل لبناني، الذي لعب دور القناة الخلفية التي طالما استخدمتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة كلما رغبت في إعادة التموقع في المنطقة”.

ويضيف الكاتب أن ” المعلم الميكافيلي محمد بن زايد عرف جيداً كيف ينفخ طموحات الأمير السعودي المتعطش للسلطة والنفوذ، وشجعه على السعي حتى ملكاً في بلاده”.

ويذكر هيرست أن محمد بن زايد عرّف محمد بن سلمان على الإسرائيليين ثم على عائلة ترامب، وقد سعى لتلميع صورة الأمير السعودي في واشنطن بفضل جهود سفيره هناك يوسف العتيبة، الذي نجح في تدمير سمعة ابن عمه محمد بن نايف، الذي كان آنذاك الشخص المفضل لدى المؤسسة العسكرية في الولايات المتحدة”.

ويشير الكاتب أن محمد بن زايد وابن سلمان أنفقا ثروة طائلة في سبيل ضمان القرب من ترامب، وأن السعودية تعهدت بـ 500 مليار دولار على شكل عقود دفاعية مع الولايات المتحدة على مدى العقد القادم.

ويكشف الكاتب نقلا عن مصادره أن محمد بن زايد كان من المقرر أن يزور واشنطن للقاء ترامب، في نهاية إبريل الماضي، لكن تم تأجيل الزيارة، التي كانت مبرمجة عند زيارة محمد بن سلمان، وتردد أن بن محمد زايد طالب بتأجيلها لتكون بعد زيارة أمير قطر.

 

ويكشف هيرست أن “أن ولي عهد أبوظبي طالب واشنطن بتعهد مكتوب بأنه لا هو ولا أحد من محيطه سيصدر بحقه أمر بتوقيفه للاستجواب من قبل المحقق الخاص روبرت مولر بشأن التحقيق الذي يجريه حول التمويل غير الشرعي الذي تلقته حملة ترامب الانتخابية”.

ويؤكد أن “مولر حصل على معلومات حول تعاملات محمد بن زايد السابقة وذلك من خلال جورج نادر، أحد مستشاري ولي عهد أبوظبي السابقين. والآن، يرغب محمد بن زايد في تجنب مزيد من التسريبات عن هذا الموضوع، قد تجد طريقها إلى النشر على صفحات “نيويورك تايمز″ مثلا”.

ويقول الكاتب أن محمد بن زايد وابن سلمان يتوقعان من جولاتهما "تحقيق اختراق سهل في واشنطن وخداع الجميع هناك بما فيها وسائل الإعلام عبرتقارير مراكز الأبحاث التي يمكن رشوتها"، على حد قوله.

ويشير الكاتب إلى سبب آخر لعدم زيارة بن زايد لواشنطن هو الخوف أن يتكرر معه المشهد المهين، الذي تعرض له محمد بن سلمان، الذي أصبح محط سخرية من مقدمي البرامج الساخرة في أمريكا بسبب استقبال ترامب الغريب له”.

كما أنه لا يريد أن يسمع مرة أخرى ما قاله ترامب مؤخراً في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، من “أن بعض دول الشرق الأوسط ما كانوا بأن ليستمروا لأسبوع واحد بدون دعم واشنطن وأنه عليهم دفع مقابل ذلك”.

وذكر أن أبوظبي انزعجت كثيرا من هذه التصريحات وأنه تم الايعاز لمعلقين مقربين من محمد بن زايد بانتقاد تصريحات ترامب، ومن بينه هؤلاء أستاذ العلوم السياسية عبد الخالق عبد الله الذي غرد عبر حسابه على “تويتر” أن دول الخليج العربية كانت موجودة قبل الولايات المتحدة بزمن طويل وستظل موجودة لسنوات طويلة بعد مغادرة ترامب للرئاسة.

ويزعم الكاتب أن ضربة أخرى تلقاها محمد بن زايد وبن سلمان هو تغير موقف ترامب تجاه قطر وتوقفه عن مجاراتهما، وأنهما اعتقدا قد حققا مكسبا بإحالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون على التقاعد المبكر، غير أن خليفته مايك بومبيو، أسمعهما ما لا يتوقعانه: “يكفي ما جرى من “صبيانية”، أنهوا الحصار المفروض على قطر.

وأكد أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير كان آخر شيء يتمنى سماعه، وخاصة أن الرياض كانت تخطط لشق خندق على امتداد الحدود مع شبه الجزيرة القطرية واستخدامه لتفريغ الفضلات النووية.

وحمل  وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو، في زيارته إلى المنطقة قبل أيام رسالة إلى السعودية تطالبها وكل من “الإمارات والبحرين ومصر”،  بإنهاء الحصار المفروض على قطر منذ مطلع يونيو/حزيران الماضي حسبما نقلت صحيفة نيويورك تايمز .

وقال مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية، ان بومبيو أبلغ الرسالة إلى نظيره السعودي عادل الجبير خلال لقائهما السبت في الرياض، كما حمل نفس الرسالة إلى ولي العهد محمد بن سلمان في اللقاء الذي جرى بينهما الليلة الماضية، وسيحملها أيضاً الى الملك سلمان بن عبد العزيز الذي سيلتقيه الأحد، بحسب الصحيفة.

وتقول  نيويورك تايمز، ان الرسالة التي حملها الوزير الأمريكي للسعودية في إطار أول جولة خارجية له منذ المصادقة على تعيينه وزيراً للخارجية، هي رسالة بسيطة مفادها “كفى للحصار على قطر”.

ووفق الصحيفة الأمريكية، فإن واشنطن تريد إنهاء الحصار على قطر، لأنها ترى أن مواجهة إيران وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وإنهاء الحرب الكارثية التي تشنها السعودية في اليمن تشكل أولويات ملحة لا يمكن مواجهتها من دون رد عربي موحد وقوي

الكاتب