مشاركة اماراتية في سباق دراجات في القدس المحتلة في تطبيع متعمد مع الصهاينة

مشاركة اماراتية في سباق دراجات في القدس المحتلة في تطبيع متعمد مع الصهاينة

شارك رياضيو أبوظبي والبحرين بدراجاتهم الهوائية في شوارع مدينة القدس المحتلة ، ضمن سباق "طواف إيطاليا" الذي انتقل هذا العام لإسرائيل، رافضين ودولهم الدعوات التي وجهت إليهم للانسحاب من هذا السباق «التطبيعي» الذي يخدم رواية الاحتلال والمستوطنات.

وبالرغم من المآرب السياسية الإسرائيلية العلنية من وراء السباق الرياضي، بجعله يمر في شوارع مدينة القدس المحتلة، وبالرغم من المطالبات الفلسطينية سواء الرسمية أو الشعبية بوقف «التطبيع» مع الاحتلال، لضرره البالغ على القضية الفلسطينية، إلا أن ذلك لم يمنع أبوظبي من إرسال البعثة الرياضية إلى تل أبيب، في أول صورة علنية للزيارات المتبادلة، حيث اعتادت إسرائيل على إرسال ساستها ورياضييها دبي وأبوظبي.
وفتحت المشاركة الإماراتية الباب مشرعا أمام الكثير من التساؤلات السياسية حول المغزى الحقيقي من المشاركة، التي تسبق تطبيق القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى المدينة المحتلة.

واختارت وسائل إعلام تصدر عن جهات عربية داخل المناطق الفلسطينية المحتلة عام 48، عنوان «وصول الوفد التطبيعي لفريق الإمارات» إلى مدينة القدس المحتلة، للمشاركة في سباق «طواف إيطاليا».
وعرض الكثير من المواقع ومواقع التواصل الاجتماعي صورا للوفد الرياضي الإماراتي في أحد شوارع إسرائيل، خلال قيامهم بنشاط تدريبي على دراجاتهم الهوائية، وهو يرتدون اللباس الخاص، الذي يحمل شعار وعلم الإمارات.
وجاءت عملية وصول الوفد الإماراتي رغم حملة كبيرة تبنتها عدة جهات ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزها حركة المقاطعة العالمية (BDS)، دعت كلا من الإمارات والبحرين إلى عدم المشاركة في هذا السباق، الذي تستضيفه إسرائيل ضمن احتفالاتها بالذكرى السبعين لاحتلال فلسطين.

ويتردد أن إسرائيل أنفقت مبالغ مالية كبيرة على هذا السباق، بهدف تغيير الصورة القائمة عنها في مختلف دول العالم، بسبب مشاهد القتل التي طالت الفلسطينيين وخاصة الأطفال والنساء على أيدي قواتها المحتلة.

وقد جاءت مشاركة رياضيي الإمارات والبحرين، رغم علم بلدانهم بمشاركة شركات إسرائيلية تنشط في المستوطنات في هذا السباق، ورغم علمهم أن السباق سيمر بالأراضي الفلسطينية المحتلة وفي بعض المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية.

وكانت حركة مقاطعة إسرائيل العالمية (BDS) دعت النشطاء للتغريد على وسم «#اسحبوا دراجاتكم»، للضغط على الإمارات والبحرين للانسحاب من سباق «طواف إيطاليا» لعام 2018.

وأعلنت الحركة في بيان أصدرته أن هذا السباق يعمل على تلميع صورة الاحتلال الإسرائيلي وسياسات حكومة تل أبيب العنصرية ضد الفلسطينيين، خاصة أنه سيقام في مدينة القدس المحتلة، حيث سيساعد حكومة بنيامين نتنياهو في دعم رؤيتها حول مدينة القدس، وأنها جزء من إسرائيل.

وصب نشطاء كثر جام غضبهم على أبوظبي والبحرين لمشاركة رياضييها في السباق، وذلك من خلال تغريدات غزت مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب أحد النشطاء «طبعوا كما شئتم، لكن ابتعدوا عن فلسطين والقدس»، وكان على ما يبدو يشير إلى الزيارات المتبادلة التي ظهرت علنا في الأشهر الأخيرة بين وفود شعبية ورسمية من هذه الدول إلى إسرائيل.
ويتردد من أرقام وردت في تقارير خاصة تناولت السباق، أن تكلفته بلغت أكثر من 33 مليون دولار أمريكي، منها أكثر من 12 مليون ستصرف على القائمين على السباق.

ويأتي السباق الذي تشارك فيه وفود عربية، في ظل الأوضاع الساخنة التي تشهدها المناطق الفلسطينية منذ اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراته الأخيرة بخصوص مدينة القدس، والتي أدت إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين، وفي ظل إحياء السكان في غزة «مسيرات العودة» في ذكرى احتلال فلسطين.

الكاتب