مسؤولون كينيون يحذرون الإمارات من العبث بأمن الصومال

مسؤولون كينيون يحذرون الإمارات من العبث بأمن الصومال

حذر مسؤولون كينيون الإمارات من محاولة تقويض الأمن والاستقرار في الصومال، ومغبة ذلك على أمن منطقة القرن الأفريقي.

وذكرت صحيفة «ديلي نيشن» الكينية، واسعة الانتشار تحت عنوان «كينيا تبلغ الإمارات بوجوب وقف التدخل في شؤون الصومال» (تم تغيير العنوان لاحقا في النسخة الرقمية إلى آخر أكثر دبلوماسية)، أن الحكومة الكينية انتقدت «بلدانا خليجية» لمساعيها الرامية إلى إضعاف حكومة الرئيس الصومالي «محمد عبدالله فرماجو».

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حكوميين كينيين قولهم إن نيروبي تريد من أبوظبي، بدلا من ذلك، التركيز على المشاركة بإيجابية في الصومال، ودعم دور بعثة الاتحاد الأفريقي هناك.

وأضافت أن الرئيس الكيني «أوهورو كينياتا» حذر من الضرر الذي قد تسببه «كيانات أجنبية» على أمن واستقرار الصومال، قائلا إن تلك «القوى الأجنبية يضعفون حكومة الصومال ويقسمون شعبه ويهددون المكاسب التي حققتها بعثة الاتحاد الأفريقي هناك، وذلك في خطاب جماهيري له، الأربعاء الماضي.

ولم يذكر الرئيس الكيني أسماء بعينها لتلك القوى، لكن دبلوماسيين كينيين قالوا إنه يقصد «دولا خليجية».

واعتبرت الصحيفة الكينية أن التحركات الإماراتية المشبوهة في الصومال تأتي كانعكاس لمعركة كبيرة تدور بين تحالف يضم السعودية والإمارات والبحرين، ضد قطر وتركيا، مضيفة أن حكومة مقديشو حاولت أن تكون محايدة في هذا الصراع، فأثار ذلك الأمر الإمارات بشدة.

ولفتت إلى العلاقات التي حاول الإماراتيون إقامتها مع دولة أرض الصومال غير المعترف بها، وهو الأمر الذي أثار غضب مقديشو.

وأكدت الصحيفة أن عدم الاستقرار في الصومال يضر كينيا بشكل مباشر، وعلى هذا الأساس يأتي الانزعاج الكيني من التدخل الإماراتي في مقديشو.

وكشفت «ديلي نيشن» أن موضوع التدخل الإماراتي في شؤون الصومال نوقش مؤخرا، خلال اجتماع الهيئة الحكومية الدولية لشؤون التنمية IGAD، وهي كتلة تضم ثمانية دول، أبرزها كينيا والصومال وإثيوبيا.

وباتت قضية تأثير الإمارات على الجهود التي تبذلها قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال لتحقيق الأمن والاستقرار موضع اهتمام ومناقشة في عدد من حكومات دول القرن الأفريقي، وشرق القارة السمراء، بحسب الصحيفة الكينية.

وكان خبراء سياسيون وعسكريون فرنسيون اعتبروا في تصريحات صحفية إن تزايد الأحداث الإرهابية في الصومال عقب الأزمة مع الإمارات بشأن ميناء «بربرة» يعني أن أبوظبي تخطط لإعادة الفوضى إلى الصومال كما كان الوضع قبل 2011، لفرض وجودها في البلاد.

وكشفوا أن حكومة مقديشو قدمت للأمم المتحدة أدلة وبراهين دامغة على سعي أبوظبي لإحداث فوضى في البلاد، انتقاما من طرد شركة «موانئ دبي» من ميناء «بربرة»، وإنهاء الوجود الإماراتي في البلاد، وأيضا لتوصل رسالة لدول الجوار (إريتريا وجيبوتي» أن المساس بمصالح الإمارات فيها يعني نهاية الأمن والاستقرار في البلاد، وهو أمر خطير للغاية، ويستوجب تدخل دولي فوري.

 

وذكر من ذلك الهجوم «الانتحاري» الذي استهدف قادة عسكريين في بلدة «جالكعيو» (وسط الصومال)، في 28 أبريل/نيسان، وحادث تبادل إطلاق النار بين جنود من الجيش الصومالي بمقديشو، في الـ24 من الشهر ذاته، إثر محاولة مجموعة منهم اقتحام مركز تدريب كانت تستخدمه الإمارات قبل أن تنهي برنامجا تدريبيا هناك بأيام.

الكاتب