فاتن أمان المفرج عنها تروي تفاصيل العذاب في المعتقلات الإماراتية

فاتن أمان المفرج عنها تروي تفاصيل العذاب في المعتقلات الإماراتية

في سلسلة تغريدات نشرتها عبر حساب " معتقلات الإمارات " ، غردت المعتقلة سابقاً فاتن أمان والمفرج عنها مؤخراً بعفو رئاسي بعد أن اتهمت بالتخابر لصالح حزب الله اللبناني ، بأن المكالمة المسربة التي انتشرت مؤخراً لأمينة العبدولي هو تسريب صحيح مؤكدة على أنه هو صوتها وأن ما قالته في التسريب لا يصل إلى ربع الحقيقة عن معاناتنا في سجن الأمن الانفرادي أو سجن الوثبة ، وأحييها على تسريبها للتسجيل وأدعو الله فك أسرهن حتى يتخلصن من الجحيم الذي كنت أعيشه، قلبي معهن وادعو الله يهلك الظالمين .

كما وجهت رسالتها إلى المسؤولين في الامارات والذين دوما ما ينفون تعرض المعتقلين للتعذيب بقولها " دائماً يتم نفي التعذيب والانتهاكات اللامحدودة في سجن الامن السري فان كنت تعلم فتلك مصيبة وان كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم ساندوا اخواتنا المعتقلات في محنتهن " .

وعن ملابسات اعتقالها وتهمتها والحكم عليها غردت قائلة " اتهمت بالتخابر منذ العام ٢٠٠٧ وتم القبض على ٢٠١٤ فهل يعقل أن تترك متخابرة ٧ سنوات قبل القبض عليها؟؟ "

وقالت " تم القبض علي بتاريخ ٢/٦/٢٠١٤ ليتم اتهامي لاحقاً بالتخابر مع حزب الله اللبناني وهنا وقفة القبض تم في يونيو ٢٠١٤ وتم تصنيف حزب الله كإرهابي مارس ٢٠١٦ في اي قانون تقبض على شخص ثم بعد ذلك بسنتين تصنف الحزب كإرهابي أي أن القبض علي تم بلا سند من القانون " .

وأضافت "عندما جاؤوا للقبض علي كانوا ١٢ فرد منهم ٢ حريم مدججين بالأسلحة والله لو كان القبض على بن لادن لما جاءوا بهذا العدد لتوقيف امرأة لاحول لها ولا قوة بدون اذن قبض وتفتيش " .

مؤكدة في الوقت ذاته بأنها لم تتخابر مطالبة المنظمات الحقوقية بالتدخل لوقف الانتهاكات في دولة تتباهى بانها دولة مؤسسات وقانون والحقيقة لا مؤسسات ولا قانون اذ تباهى المحقق بان وكيل النيابة في مخبأته والتهم جاهزة ومعلبة مع احكامها " .

وعن المحاكمة غردت قائلة " أثناء المحاكمة الصورية تم احضار شهود اثبات من الأمن فكيف تكون أنت الخصم والشاهد والحكم نفس الوقت دون السماح لك بالدفاع عن نفسك أو احضار شهود لعنة الله عليكم "

وعن انتهاكات الأمن في السجن غردت " من ضمن أساليب التعذيب في السجن السري محاولة كسر معنوياتك بعزلك عن العالم الخارجي واذلالك وضربك واهانتك وممارسة كافة صنوف الاهانة وانت لاحول لك ولا قوة معصوب العينين لا ترى اي شيء سوى فجأة صفعة او ضربة تتلقاها تفقدك توازنك .. فأين المنظمات الحقوقية عما يحدث في الامارات " .

وفي سجن الأمن الإنفرادي يمارسون كافة صنوف التعذيب دون مراعاة للسن أو الحالة الصحية ، وأحد المساجين تم بتر قدمه حيث كان يعاني من السكر وضربوه وأصيبت قدمه بالغرغرينا وقطعت " .

وعن معاناتها من التعذيب قالت " كانوا يطفئون السجائر في جسدي ومازالت الآثار باقية بعد ٤ سنين سببوا لي اعاقة في نصفي الأيمن من الضرب المتواصل لمدة ٣ شهور والنوم على الأرض بلا فراش أو غطاء في غرفة باردة كالصقيع " .

كما " جعلوني أشاهد تسجيل لتعذيب مورس بحق أحد المعتقلين وهم ينكلون به ويقتلعون أظافره حتى أصاب بالرعب والخوف وتدميري معنوياً ونفسياً والمنظمات الحقوقية مطالبة بالتدخل والتفتيش فكل شيء موثق ومسجل لديهم وهذه الجرائم أخطر من النووي الذي صدعونا به " .

وأضافت " من طرق التعذيب كانوا يضعون كليبات الورق الحديدية عند مفاصل الأصابع ويتركونها حتى تتورم يدي وتتخدر وتكاد تنشل ثم يزيلونها عبر ليها فتكاد مفاصل أصابعك تتفتت من الضغط والالم والاثار مازالت باقية على مفاصل أصابع يدي كشاهد على وحشية وهمجية الجهاز في السجن السري " .

" كما قام جهاز الامن في السجن السري بزرع شريحة في قدمي لا أعلم ماهي ولماذا لم يخبروني ولكنني صحوت يوما وآثار في قدمي تثبت قيامهم بشيء وكما قلت وعلى استعداد تام لوضع نفسي تحت تصرف اي جهة حقوقية لتفنيد او اثبات ما أقول " .

" وفي السجن السري حريصون على عدم معرفتك بالوقت والتاريخ لكن كنت متابعة وهناك يومان لم أدري عنهم شيء أكان من المفترض أنه يوم ١٠ لتخبرني النيبالية أنه يوم ١٢ ولا أستبعد عليهم قيامهم باي شيء خاصة عندما تنعدم الاخلاقيات ويكون قانون الغاب هو السائد "

وتقول في " أول أيام رمضان 2014 ضربني المحقق سلطان محمد مصلح ضرباً مبرحاً وسألني هل أنت صائمة قلت نعم ليرد أشك لأنك لو صائمة لعصمك الله مني ولم أضربك ولم يستوعب أن الله أراد به شراً ليضرب امرأة كبيرة لاحول لها ولا قوة أول أيام رمضان "

كما قالت " الضرب كان ليل نهار وبلا توقف دون مراعاة لحرمة شهر رمضان ونحن الحريم تم تعذيبنا وأتحدى اي مسؤول اماراتي يخرج ليقول لا تعذيب لأضع نفسي تحت يد هيومان رايتس ووتش لتقوم بعرضي على الطب الشرعي واثبات التعذيب الذي رفض فلاح الهاجري اثباته " .

وأضافت " المعتوه الذي كان يستجوبني قال لي انهم كانوا سيقبضون على والدتي ايضا عندما اتوا لتوقيفي لولا انهم وجودوها بالكاد تمشي وهذا ان دل فيدل ويثبت ان التوقيف والقبض بلا مستند او اذن من النيابة وان الامر اجتهاد شخصي" .

وتقول " في زنزانة السجن السري هناك كاميرات التي يراقبوننا من خلالها دون مراعاة كوننا حريم لنا خصوصياتنا وعوراتنا وسيفضحهم الله ويفضح اعراضهم فلكل ظالم نهاية ودوام الحال من المحال ويقيني وايماني بعدالة السماء بلا حدود " .

وتساءلت " عندما قبضوا على أخذوا اوراق ثبوتية كندية ولم يتم اعادتها لي حتى تاريخه على الرغم من مرور ٤ سنوات فهل تلك الأوراق من محرزات القضية حتى تصادر ؟؟ "

كما طالبت المؤسسات الدولية والحقوقية والنشطاء لفضح سياسة الأمن في التعامل مع المعتقلين وعن آليات التعذيب الذي تحدثت عنه فغردت قائلة " ساندوا اخواتنا المعتقلات لا تدع التغريدة تقف عندك انشرها وساهم في تفريج كربة اخواتنا وتخليصهن من الذل والهوان في سجن الوثبة أسوء سجون العالم من حيث المعيشة والمعاملة وممارسة كافة الضغوط المعنوية خاصة ضد الامنيات كما يطلقون علينا"

وأضافت " ساندوا اخواتنا المعتقلات ساهم في رفع الظلم عن جميع المعتقلين بسبب آراءهم وخاصة النساء فهل المطلوب مننا ان نعيش مكممي الأفواه بأي عرف وقانون يتم حبس شخص من أجل رأي أو توجه المنظمات الحقوقية أمامها قضية واضحة لا لبس فيها من انتهاكات وممارسات قمعية بلا سند من القانون "

" واخاطب كل ضمير حي أن يتحرك للإفراج عن المعتقلات وأناشد المنظمات الحقوقية بالتدخل ووضع حد لهذه الممارسات اللاأخلاقية والتي لا يقرها عرف ولا دين والتفتيش على تلك السجون كما يفتشون على المنشآت النووية ووضع قوانين ومعاهدات دولية تحفظ حق المواطن والوافد" .

كما أكدت على مصداقية حسابها وتغريداتها متحديةً الأمن الإماراتي أن يقوم بتكذيبها عبر بيان رسمي ،  بقولها " ساندوا اخواتنا المعتقلات لا نامت اعين الجبناء وهم كثر في هذا الزمن وأتحدى ان يصدر بيان بتكذيب ما اقول فالتعذيب والضرب والانتهاكات لحقوق المتهم لا تعد ولا تحصى والقبض يتم عليك بدون مذكرة قبض وتفتيش كما حدث معي والاخوات ويدعون انها دولة مؤسسات وقانون " .

" ساندوا اخواتنا المعتقلات ولو فيكم رجل من جماعة الذباب الاليكتروني فليأتي الآن ليقول انني إخوانية أو أنه حساب مدسوس وعلى أتم الإستعداد لعرض نفسي على الطب الشرعي لإثبات التعذيب الذي رفض فلاح الهاجري اثباته في سجن الامن السري تم حجزي ١٨ شهر كاملة لديهم دون معرفة التهمة الموجهة الي اليست تلك انتهاكات لحقوق الانسان ولم يسمح لي بالتواصل مع أهلي إلا بعد ٣ أشهر لا يعلمون ان كنت حية أم ميتة الله يهلك الظالمين " .

هذا ماغردت به المعتقلة المفرج عنها في عفو رئاسي " فاتن أمان " وتحدثت بإسهاب عن فجاعة التعذيب الذي تعرضت اليه في السجون الإماراتية، وعن الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المعتقلون عامة في سجن الوثبة ، ونسأل الله أن يمن على جميع معتقلي الرأي وأحرار الإمارات وحرائرها بالفرج القريب .

الكاتب