القوات المدعومة اماراتياً تواصل معاركها في الحديدة رغم التحذيرات الدولية

القوات المدعومة اماراتياً تواصل معاركها في الحديدة رغم التحذيرات الدولية

قالت مصادر عسكرية، إن الاشتباكات تصاعدت بين قوات تقودها الإمارات وجماعة الحوثي، قرب مدينة الحديدة اليمنية، رغم تحذير الأمم المتحدة لأبوظبي من شن عمليات عسكرية.

والاشتباكات تأتي في ظل تحذيرات الأمم المتحدة من أن أي هجوم عسكري أو حصار للمدينة، الواقعة في غربي اليمن والتي يسيطر عليها الحوثيون، قد يودي بحياة ما يصل إلى 250 ألف شخص، حيث تُجري أطراف دولية مفاوضات لوقف إطلاق النار ومنع الهجوم على المدينة الساحلية الرئيسية.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر عسكرية محلية، قولها إن اشتباكات عنيفة اندلعت يومي الجمعة والسبت في منطقة الدريهمي الريفية، حيث وصلت قوات تقودها الإمارات، إلى مسافة عشرة كيلومترات جنوبي الحديدة، وكذلك في منطقة بيت الفقيه التي تبعد 35 كيلومتراً عن المدينة.

ويعتبر ميناء الحُديدة شريان الحياة لليمن، فحتى قبل الحرب كان نحو 70% من الواردات في اليمن -الذي يستورد نحو 90% من حاجاته- يأتي من خلال ميناء الحديدة.

والهجوم البري والجوي على مدينة الحُديدة في اليمن يهدف إلى سيطرة الإمارات على ميناء المنطقة الساحلية الاستراتيجي، رغم تلقّي أبوظبي تحذيراً أمريكياً من مغبّة الهجوم، الذي يخشى خبراء الأمم المتحدة من أنه قد يتسبّب في أزمة إنسانية جديدة، بحسب مسؤولين أمريكيين.

وذكرت مصادر سياسية يمنية، في وقت سابق، أن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفث، يجري محادثات مع الحوثيين؛ للتوسّط والحيلولة دون هجوم على الحُديدة، الذي ستتولّى بموجبه المنظمة الدولية السيطرة على الميناء، الذي يستقبل معظم الإمدادات الإنسانية لسكان البلد الذي مزّقته الحرب.

وتدعو خطة أوسع وضعتها الأمم المتحدة لتحقيق السلام، الحوثيين إلى التخلي عن صواريخهم مقابل إنهاء قصف التحالف والتوصل لاتفاق بشأن حكومة انتقالية، حسبما تشير مسودة الخطة ومصادر.

وأخفقت جهود الأمم المتحدة السابقة في إنهاء الصراع الدائر منذ أكثر من ثلاث سنوات بين الحوثيين، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في 2014 وقوات يمنية أخرى موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي بدعم من التحالف بقيادة السعودية والإمارات.

ويسيطر المسلّحون الحوثيون، المتّهمون بتلقّي الدعم من إيران، على محافظات يمنية، بينها العاصمة صنعاء والحديدة، منذ 21 سبتمبر 2014.

وينفّذ التحالف العربي، بقيادة السعودية، منذ 26 مارس 2015، عمليات عسكرية في اليمن وغارات جوية على مناطق مدنية في أحيان كثيرة وإن كان ينفي تعمُّد ذلك، دعماً للقوات الحكومية بمواجهة الحوثيين، وخلّفت هذه الحرب جيشاً من الفقراء والأرامل والمفقودين، وتشهد معظم المحافظات انتشاراً واسعاً للأمراض الوبائية.

والتحالف الذي تشارك فيه الإمارات عسكرياً أيضاً، متّهم بشنّ غارات في اليمن استهدفت مدنيين، وهو الأمر الذي أدّى إلى تراجع إيمان اليمنيين بدوره.

وأزهقت الحرب في اليمن أرواح أكثر من 10 آلاف شخص وتسببت في نزوح أكثر من ثلاثة ملايين، مع الانتشار الواسع للأمراض والأوبئة، إلى جانب الفقر، بين السكان.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" كشفت في تقرير لها الأسبوع الماضي النقاب عن تفاصيل الطلب الإماراتي المقدم للإدارة الأمريكية للحصول على مساعداتها لاستعادة ميناء الحديدة من أيدي الحوثيين، حيث أشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمر بإجراء تقييم سريع لهذا الطلب وبحث مدى إمكانية الاستجابة له من عدمه.

الكاتب