الحقيقة وراء اختفاء رئيس الدولة سمو الشيخ خليفة!!

الحقيقة وراء اختفاء رئيس الدولة سمو الشيخ خليفة!!

منذ سنوات والأسئلة تتزايد في الإمارات عن سرّ غياب رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عن الأضواء، لدرجة أنّه ظهر 3 مرات فقط خلال خمس سنوات، وسط شائعات عن أن حالته الصحية متدهورة للغاية ولم يعدْ قادراً على القيام بمهامه، فأصبح الحاكم الفعلي للبلاد هو ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يتأهب ليتولى الرئاسة إن لم يكن تولاها فعلاً!.

وبحسب صحيفة "الإخبارية" السعودية فإنّ الشيخ خليفة البالغ من العمر 68 عاما، أصيب بجلطة في مطلع العام 2014م، اختفى على إثرها نهائياً لمدة عام ونصف تقريباً، حيث لم يظهرْ في أية مناسبة علنية كما لم تبث له وسائل الإعلام الرسمية في الإمارات أية فيديوهات، وتكتفي وكالة الأنباء الحكومية (وام) ببث الصورة الرسمية الثابتة له مع كل خبر يتعلق به، وهي صورة قديمة يظهر فيها الشيخ وإلى جانبه علم دولة الإمارات.

وفي 25 كانون الثاني/ يناير 2014م، أصدرت دولة الإمارات بيانا مقتضبا قالت فيه إن رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد "تعرض لوعكة صحية نتيجة جلطة ألمت به وأجريت له عملية جراحية"، ونادت أصواتٌ عديدة لناشطين حقوقيين من داخل وخارج الإمارات، بالتحقيق حول اختفاء الرئيس، واشتُهر هاشتاغ (#أين_خليفة؟) في موقع تويتر، ليثير موجة من القلق حول مصير الرجل الأول بالدولة.

مؤشرات تتويج الشيطان بالحكم
وقد تزايدت مؤخراً المؤشرات حول استعداد محمد بن زايد لتولي الرئاسة في البلاد، وهو ما دفع بعض النشطاء على الإنترنت إلى الأخذ باحتمال "عدم صبر" محمد بن زايد لحين وفاة رئيس الدولة، وإنما قد يقوم بعزل الشيخ خليفة لأسباب صحية ومن ثم يستولي على الحكم بأسرع مما يتوقع المراقبون.

ومن بين المؤشرات التي يجري تداولها على الانترنت، تلك الكلمة التي ألقاها نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي قال فيها مطلع شهر مايو: (بقيادة محمد بن زايد لدينا جيش نفتخر فيه)، وذلك على الرغم من أنَّ دستور الإمارات ينصُّ على أنَّ رئيس الدولة هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، أي الشيخ خليفة هو قائد جيش الإمارات وليس محمد بن زايد، فيما يأتي هذا الكلام على لسان "بن راشد" الذي يشغل منصب وزير الدفاع، أي أنه أدرى الناس بالحاكم الفعلي للبلاد، والقائد الحقيقي للجيش.

أما الإشارة الثانية التي جرى تفسيرها بأنها "مبايعة" من حاكم دبي للشيخ محمد بن زايد رئيساً لدولة الإمارات، فهي تلك القصيدة التي نشرها بن راشد بعنوان "شيخ الشباب"، ويشيد فيها بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

ويقول موقع "الإمارات 71" إنّ اللافت في القصيدة أنها تخلو من أي ذكر لرئيس الدولة الشيخ خليفة، بخلاف العادة التي يتم فيها تمجيده في الأبيات الشعرية التي تتعلق بالدولة ومسئوليها، في حين ركّزت على "شباب" محمد بن زايد، وهو ما يعتبر "إشارة ضمنية" إلى أن الرئيس الحالي أصبح كبيراً في السن إضافة إلى مرضه.

القصيدة، كما فهمها البعض، كانت عبارة عن رسم لشخصية رئيس الدولة المقبلة، والمواصفات التي يجب أن تكون فيه من قوة داخلية وخارجية. فجاء شطر من القصيدة على هذا النحو "شيخ الشباب وسيد الوقت دايم"، ليشير شطر آخر من القصيدة ليوضح المعنى بهذا الوصف فيقول "اسمه تعدى نايفات الغمايم.. عضدي محمد دام عزه ومجده".

وبعيدا عن كل هذه المؤشرات فإن الاعتقاد السائد في الإمارات وفي منطقة الخليج (الفارسي) هو أنّ الشيخ خليفة قد تمت إزاحته عن الحكم بواسطة محمد بن زايد، الرجل الأقوى –اليوم- في الإمارات، والحاكم الفعلي للدولة ولإمارة أبو ظبي، كما أنه يهيمن على أجهزة الأمن ويدير السياسات الخارجية للبلاد، في الوقت الذي يغيب فيه "خليفة" عن المشهد بشكل شبه كامل، بما في ذلك المناسبات البروتوكولية كالاستقبالات والتوديعات.

خلافات وشروع في قتل!

وكانت تقارير تحدثت قبل نحو عامين عن أن خلافات كانت قد نشبت بين الأخوين خليفة ومحمد، انتهت إلى بسط الأخير نفوذه على مراكز صنع القرار في دولة الإمارات، وبالتالي تحتَّم وضْعُ حدٍ للتصادمات بينهما، ومن هنا جاء دور "محمد دحلان" الفلسطيني الهارب من سلطته الشرعية، والذي لجأ إلى بن زايد فاتخذه مستشاراً هاماً في سياساته الخارجية القومية، والمتخصص في الاغتيالات، وهو المشتبه الأول في عملية "تسميم" الرئيس الفلسطيني الرمز "ياسر عرفات"، حيث تواردت عديد من الأنباء التي تشير إلى أنّ دحلان أشار على بن زايد، بالتخلص من أخيه بنفس طريقة الخلاص من عرفات، بواسطة سمّ خطير (من مادة البولونيوم210) على مدى بعيد والذي لا يظهر في التحاليل الطبية!.

واحتمال القتل ليس بعيداً ولا جديداً على محمد بن زايد الذي سبق وقتل أخاه "أحمد" في حادث طائرته الخاصة المدبَّر في المغرب وتحديداً بحيرة "سيدي محمد بن عبد الله" بالرباط، وكان الشيخ أحمد –رحمه الله- أكثر الشرفاء في أبناء زايد، ولم يرضَ عن عبث إخوته بمقدرات الشعب والمال العام الإماراتي، فقرّر محمد ومنصور بن زايد التخلص منه، في تلك الحادثة الأليمة المدبرة بإتقان، حيث نجا المدرب الأسباني "مانويل" ومات "أحمد" فقط في الحادث الذي تكتّمت عليه الإمارات ولم تفتح باب التحقيق فيه حتى الآن، رغم أن كثيراً من النشطاء تحدّوا سلطات الإمارات أن تحقق في مقتل "أحمد بن زايد"، آخرهم الكاتب والسياسي والبروفيسور السعودي "كساب العتيبي" الذي نشر مقالاً مفصلاً يربط علاقة محمد ومنصور وتورّطهما في مقتل شقيقهما، بهدف السيطرة على جهاز أبو ظبي للاستثمار!!.

وبالعودة إلى اختفاء رئيس الدولة، فإنْ كان "محمد بن زايد" قتل أخاه خليفة أم لا، سمّمه أم لا، فإنَّ ذلك لا يغير نتيجة كوْن الشعب الإماراتي هو الوحيد على وجه الأرض الذي لا يعلم أحوال رئيسه ولا مكانه ولا حالته الصحية، وسط كلّ المناشدات بالإعلان عن حالة الرئيس ومكانه وقدرته على القيادة والحكم من عدمها.

ما يدع مجالاً واسعاً لمحمد بن زايد أن يعيث فساداً في البلاد وخارجها كيفما شاء، ويشعل الفتن والمؤامرات، ويقود الثورات المضادة للربيع العربي، ويموّل الانقلابات في مصر وتركيا وتونس، مشوّهاً سمعة الدولة الاتحادية التي قضى حياته الوالد الراحل زايد بن سلطان في تكوينها وتحسين صورتها عربياً ودولياً.

الكاتب