الإمارات تعبث في سوريا .. بأذرع الأخطبوط محمد بن زايد !!

الإمارات تعبث في سوريا .. بأذرع الأخطبوط محمد بن زايد !!

رغم ما قيل من تهويل إعلامي كبير أُطلِقَ عن معركة فاصلة في الجنوب السوري الخاضع أصلاً للتفاهمات الدولية، برز الحديث عن دور إماراتي فاعل في سوريا ومنطقة الجنوب، من خلال سيطرتها على قرار الفصائل المعارضة بقوتها المالية، والسياسية ومنعها من مهاجمة "القوات الحكومية"، وإنهاء المعارك.

ونقلت صحيفة «القدس العربي» اللندنية عن مصادر متعددة قولها إنَّ: (كل تلك التحركات العسكرية لا تعدو كونها رسائل فارغة أمام حاضنة النظام والمجتمع الدولي، كون جنوب سوريا يعتبر منطقة تفاهمات دولية، ومتفقاً على تحييدها عبر اتفاقيات وتفاهمات أبرمت بين الدول الضامنة لمسار أستانة).

وقد عزا النقاد والمتابعون تجميد "جبهات درعا" والشلَـلِ الذي أصابها كاملة، إلى وجود أذرع لدولة الإمارات التي تهيمن على مفاصل القرار عبر الدعم المالي المقدم إلى الفصائل العسكرية العاملة في المنطقة إضافة إلى المنظمات والهيئات والفاعليات المدنية والإغاثية.

وأشار الباحث السياسي السوري "خليل المقداد" إلى دور الإمارات في منع فصائل المعارضة من مهاجمة النظام السوري وإيقاف المعارك وتجميد الجبهات، بتصريحه: (الإمارات ممسكة برقاب معظم الفصائل العسكرية المنتشرة في الجنوب السوري عبر نائب رئيس الهيئة العليا للتفاوض المعارضة "خالد المحاميد"، وبات مؤكداً الإمارات تستطيع فرض قرارها وتسيير كامل عناصر الجبهة الجنوبية كما تريد، وأكبر مؤشر على ذلك هو صمت جبهات درعا).

وتابع قوله: (معروف أنَّ "خالد المحاميد" المقيم في الإمارات هو أحد أذرع "محمد دحلان"، وهو واحد من الشخصيات الفاعلة في جنوب سوريا بشكل يوازي دور "الجربا" وغيره في مناطق أخرى من سوريا).

وأكد "المقداد" أنَّ: (نائب رئيس الهيئة العليا للتفاوض هو من يدفع المرتبات الشهرية للعديد من الفعاليات في حوران، وهذا ما يمكنه من فرض رأيه على المنظمات المدنية والفصائل العسكرية).

وتنفيذاً للتفاهمات الإقليمية المفروضة حول "درعا والقنيطرة"، تعقد وزارة الدفاع الروسية اجتماعات دورية مع رؤساء المجالس المحلية ووجهاء قرى وبلدات المنطقة، وتأخذ تعهدات منفصلة منهم حول إبرام تسوية مع النظام السوري وتسليمه الأسلحة كافة، توازياً مع حل أو إخراج التشكيلات المسلحة من المنطقة.

وفي هذا الصدد قال "المقداد" إنَّ: (روسيا تحاول أنْ تستفيد من زخم التقدم الذي أحرزته في سوريا وذلك عبر سلسلة اجتماعات أقامتها في "درعا"، عقدها رئيس مركز المصالحة مع رؤساء المجالس والشخصيات النافذة في عدد من البلدات والقرى، حيث سلّمهم مسئول مركز المصالحة الروسي مستندات للتوقيع عليها باسم مناطقهم للتعهد بوقف أي عمل للتنظيمات المعادية للنظام، وإقرارهم بعدم وجودها هذه التنظيمات أصلا).

وأضاف: (مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية يسعى إلى جمع تعهدات من وجهاء تلك المناطق تقضي بتحويل الشبان من تنظيمات ضد النظام إلى ميليشيات دفاع وطني مقابل إعادة الخدمات من كهرباء وماء وبنية تحتية، وحيث أن الأنظار تتجه إلى درعا، والبعض يعتقد أن النظام يمهد لعمل عسكري هناك، فالحقيقة إن كان هناك تحضير لعمل عسكري فإنه سيكون في المعابر الحدودية مع الأردن لما لها من أهمية، والمرجح هو إخضاع فصائل المعارضة للقرار الدولي والتفاهمات الإقليمية التي ستعيد المنطقة الجنوبية إلى حاضنة النظام).

رد "المحاميد" ذراع دحلان مستشار بن زايد

كما نقلت «القدس العربي» عن "خالد المحاميد" رده حول ما يقال من اتهامات عن دوره في تجميد جبهات "درعا" عبر دعم إماراتي وتوجيه روسي، حيث قال: (إنَّ الجبهة الجنوبية خاضعة لاتفاقيات وتفاهمات دولية أبرمت بين الدول الضامنة في الأردن بوجود "إسرائيل"، وأنا ضدّ أي عمل عسكري في المنطقة لأنه يزيد من الدمار والنزيف البشري للطرفين ونحن في مرحلة جديدة وهي مرحله العملية السياسية والحل).

وتابع: (أنا شخصياً مع إعادة مؤسسات الدولة -يقصد نظام بشار الأسد- وبسط سيادتها على تراب سوريا وفتح المعبر بوجود قوات روسية وعدم السماح لإيران والميليشيات المرتبطة بها وحزب الله من التواجد في الجنوب، وعودة المهجرين والعمل على إعادة إعمار البنية التحتية، وهذا يعني بداية الحل السياسي القائم على القرار 2254).

وحول المبالغ الإماراتية الضخمة المقدمة إلى فصائل المعارضة عبر "المحاميد"، قال: (إنَّ الدعم العسكري المقدم من الإمارات كان بناءً على طلب من الفصائل للتخلص من تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة في الجنوب السوري وهي مقدمة بشكل مباشر، والإمارات ملتزمة مع الدول الداعمة ونحن نعلم أنه من بداية السنة لم يعد هناك دعم لأي فصيل في الجنوب، لذلك الدعم العسكري توقف كلياً، والفصائل تستفيد من الإمارات بدعم إغاثي، فهي تقدم 55 ألف سلة غذائية شهريا في الجنوب السوري لوحده، وهي توزع على المجتمع المدني وفصائل الجيش الحر!).

وتحدث عن تسليم المعابر الحدودية مع الأردن للنظام السوري، قائلا: (لم يتم إلى الآن أي قرار روسي؛ فالأمر في النهاية يعتمد على الروس، والقيادة الروسية لن تسمح للنظام ولإيران وحزب الله بافتعال أي عمل بدون موافقتها، وقد أرسل الروس عدة رسائل رسمية أثناء لقاء وزير الخارجية الأردني مع وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" بموضوع الجنوب، وهناك اتفاق مبرم بين كل الأطراف يتواجد فيه الأمريكي والأردني والروسي وكذلك الإسرائيلي!).

وأشار "المحاميد" إلى أنَّ (موسكو يوجد لديها مشروع خاص بالجنوب من أجل التسوية بدون أي عمل عسكري، وأهم بنوده فتح المعبر وتسليم السلاح الثقيل وطرد خلايا النصرة وتنظيم الدولة من المنطقة، لكن موضوع تسليم معبر "نصيب/جابر" الحدودي بين الأردن وسوريا، فهو ملف لم يطرح للتفاوض بعد، لكنه محسوم ومؤكد، بالرغم من أنَّ الفصائل العسكرية لم تقرر ولم يطرح عليها الملف أصلا، وتبقى هذه الأمور استباقية، وأنا مسئول عنها وما زال الملف يناقش ويدرس وسوف يتخذ القرار من حميميم حول الجنوب).

وختم "المحاميد" تصريحاته بالقول: (نتمنى ألّا نعطي ذريعة بالمجان لإيران وميليشيات حزب الله بفتح معركة وكذلك تحويل المنطقة الجنوبية إلى صراع بينهم وبين "إسرائيل"، ويكون المدنيون الضحية في مدينة درعا.

ولم تغبْ أصابع "محمد دحلان" عن القضية السورية، وهو القيادي الفلسطيني الهارب الذي تصفه وسائل إعلام على أنه مستشار لولي عهد أبو ظبي "محمد بن زايد"، فتحرك لتمرير الأجندة الإماراتية، حيث ظهر سابقاً بجوار رئيسة منصة أستانة السورية "رندا قسيس"، خلال اجتماع لم يكشف عن تفاصيله.

كما كان لمستشار الشيطان كما يلقبه بعض الناشطين، دور كبير في عام 2016م، عندما ساهم في تأسيس حزب معارض سوري جديد في القاهرة، هو حزب "تيار الغد"، الذي يعد رئيسه "أحمد الجربا"، وهو "رجل مرن، من دون مبادئ تذكر، ما عدا عدائه للإسلاميين ولقطر وتركيا، وهو بذلك متناغم مع دحلان"، كما يصفه الكاتب والباحث السوري "سنان حتاحت".

ويبدو أن الحكومة الإماراتية مولت دحلان لتأسيس حزبٍ يخدم أجندتها وسياساتها الخارجية في الجبهة السورية، أُسوةً بكل الجبهات المختلفة في الوطن العربي التي فتحتها الحكومة تنفيذاً لأطماعها الشخصية والاستراتيجية، مثل جبهة مصر وتونس وليبيا والسودان ولبنان، وقضية فلسطين وأزمة قطر، وملف إيران، وغيرها من القضايا المؤججة من محمد بن زايد وأذرعه المختلفة المترامية الأطراف في كل مكان.

الكاتب