ناشط حقوقي ينشر إضاءات من حياة الشيخ عبد الرحمن بن صبيح السويدي
كالنار في الهشيم، انتشر وسم #الإمارات_تختطف_بن_صبيح_من_اندونيسيا ، ليعبر من خلاله النشطاء وأحرار الإمارات عن غضبهم وسخطهم الكبير، بعد الجريمة التي اتركبتها السلطات الأمنية الإماراتية باختطاف الشيخ عبد الرحمن بن صبيح السويدي من إندونيسيا.
منظمات حقوقية محلية ودولية، إلى جانب النشطاء والأحرار، سلطوا الضوء على عدم قانونية عملية التسليم التي تمت بمساعدة بعض العناصر المرتشية من الحكومة الإندونيسية، ونقل السويدي بطائرة إماراتية خاصة إلى أبوظبي، في انتهاك فاضح لكل الأعراف والمواثيق الدولية، مشددين على ضرورة الحشد العالمي للضغط على الحكومة الإماراتية خشية تعرض السويدي لشتى أنواع الانتهاكات والتعذيب في معتقلاتها السرية.
بعض الأصوات النشاز العاملة في اللجان الإلكترونية الأمنية، حاولت التشويش على عمل النشطاء من خلال استخدام الوسم لإظهار رسائل الشماتة والتشفي، وفي التقديرات الأولية لم يتجاوز عدد هؤلاء ال40 شخصاً، تتراوح حساباتهم بين الحقيقية والوهمية، يتلقون مكافآت من السلطات نظير هذه التغريدات.
لكن صوت الحق والعدل أعلى وأكبر، ولم تنجح هذه القلة بالتشويش على عمل النشطاء والأحرار، الناشط الحقوقي والكاتب إبراهيم آل حرم كان واحداً من هؤلاء النشطاء الذين سلطوا الضوء على قضية عبد الرحمن السويدي، واختار أن ينشر في سلسلة من تغريداته بعض الإضاءات من حياة الشيخ عبد الرحمن بن صبيح السويدي، أظهر من خلالها العديد من الجوانب الإنسانية والحياتية والوطنية في شخصيته، مما عرفه وسمعه عنه ممن عايشوه.
آل حرم افتتح تغريداته بالتأكيد على قذارة النظام الإماراتي التي تجلت في عملية اختطاف السويدي، مؤكداً أنها جريمة تنتهك كل الأعراف الدولية، مشيراً إلى أن الحكم الغيابي بحق السويدي بالسجن 15 عاماً جاء في قضية "الإمارات 94" الشهيرة، والتي وصفت بأنها محاكمة سياسية بامتياز، وتعرض معتقلوها لشتى أنواع الانتهاكات والتعذيب.
ويؤكد آل حرم أن كل ذلك لم يدع للتكاسل طريقاً نحو السويدي، الذي لم يتأثر بكل ذلك وواصل عمله الخيري والإغاثي، مضيفاً ان هذا الشغف بالعمل الخيري جعله يضحي بحريته من أجل أطفال بورما ومشردي الأنظمة الاستبدادية في شرق آسيا وغيرها، مشيراً إلى رفضه الاستماع لمن نصحه بالتوجه إلى دول أكثر أمناً، وأنه كان يجيب دائماً بأن هناك الآف الأيتام في رقبته ولن يتركم ويخذلهم.
ويضيف آل حرم بأن السويدي كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، لا ينام من الليل إلا قليلاً في رحلات عمله الخيري، ومنحه الله فضل دخول آلاف الوثنيين إلى الإسلام على يديه، وكان يعيش معهم يأكل ويشرب ويعلمهم دينهم ويشرف على حياتهم، واتصف بالزهد الكبير حيث ان يعيش كفافاً في بيت بسيط بين البسطاء والفقراء، على الرغم من قدرته على شراء أحد قصور شرق آسيا لو أراد.
ويسلط آل حرم الضوء على استغلال السلطات الظالمة لإنجازات السويدي وسرقة مجهوده، مؤكداً أن العديد من المؤسسات الخيرية التي يفاخرون بها العالم الآن، قامت على أكتاف السويدي، لكنهم نسبوها لأسمائهم ويكافئونه بالاعتقال.
رجل من طراز فريد، هكذا يصف آل حرم الشيخ عبد الرحمن السويدي، مشبهاً إياه بالشيخ عبد الرحمن السميط في البذل والعطاء، وأن هذا البذل كان لله فقط، فلا يعلم الناس عن أعماله وعطائه شيئاً، مكتفياً بمعرفة الله له ولأعماله.
ويؤكد آل حرم أن الشيخ عبد الرحمن السويدي كان دائم القلق والتفكير في اخوته في المعتقلات السرية، يذكرهم ولا ينساهم أينما حل وارتحل، لكنه بات الآن معهم إلى حين أن يأتي فرج الله عليهم أجمعين.
واختتم الناشط الإماراتي تغريداته بالدعاء للشيخ عبد الرحمن السويدي: "اللهم احفظه من شر المجرمين بأفضل أعماله عندك ، اللهم فرج عنه واكف شر الأشرار وكيد الفجار".