من أجل كرامة المواطن: اتُهمَ "القاسمي" أحد أفراد الأسرة الحاكمة بالانقلاب؟!!

من أجل كرامة المواطن: اتُهمَ "القاسمي" أحد أفراد الأسرة الحاكمة بالانقلاب؟!!

مواطن إماراتي ليس كأي مواطن، فهو سليل أسرة القواسم العربية العريقة التي حكمت المنطقة لقرون عديدة، اسمه الشيخ الدكتور سلطان بن كايد القاسمي، ورغم أنه من أسرة حاكمة في إمارتيْن من إمارات البلاد إلا أنه كان على مسافة واحدة بين الحاكم والمحكوم، ينصح الأول ويوجّه الثاني.

مؤهلاته:
*درجة بكالوريوس في الإدارة التربوية من جامعة الإمارات، التي كان رئيسًا لاتحاد الطلبة فيها.
*درجة الماجستير في تخطيط المناهج والتنمية البشرية بتقدير امتياز من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة.
*درجة الدكتوراه في السياسة التعليمية والتنمية الوطنية من جامعة مانشيستر بالمملكة المتحدة.

إنجازاته:
*عمل مديرًا لإدارة المناهج والكتب المدرسية في وزارة التربية والتعليم من عام 1981 حتى 1987م.
*كان مساهماً في العديد من اللجان العلمية داخل وخارج الدولة خلال تلك الفترة.
*شغل منصب رئيس وعضو مؤسس لمؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه التي خرجت الآلاف من حفظة كتاب الله من أبناء الإمارات.
*رئيسًا وعضوًا لعدد من الجمعيات الطلابية في الدولة والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.
*رئيسًا لمجلس إدارة مدرسة الهجرة في بريطانيا 1992-1996م.
*عضو مجلس أمناء جمعية الإغاثة الإنسانية في المملكة المتحدة.
*عضو مجلس أمناء الوقف الأوروبي.
*عضو إدارة المعهد الأوروبي للدراسات الإنسانية.
*عضو مؤسس للمنظمة العربية للموارد البشرية (بريطانيا).
*رئيس جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي بتكليف من عمه الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم رأس الخيمة.

كل هذه المسميات والألقاب حازها الدكتور القاسمي، جعلت منه مواطنًا يُشهد له بالتـفاني والإخلاص في خدمة القرآن والدعوة والوطن.

 

 

قضيته:

بدأت مشاكله حين عُرِضَ عليه منصب وزير مع شيك مفتوح الرصيد بشرط ألّا يكون له من الدعوة وصحبه فيها أي شأن، ولم يكن العرضُ محضَ صدفة، بل لأنه كتب مقالاً في عام 2012م ينتقد فيه تصرفات جهاز أمن الدولة الإماراتي بحقّ المواطنين من أبناء الوطن والمقيمين فيه، وانتقد سحب الجنسيات من المواطنين السبعة في قضية "الإمارات 94" وكان المقال بعنوان (من أجل كرامة المواطن)!

ولكنّ الشيخ الدكتور رفض العرض والتخلّي عن دعوة الإصلاح، وردّ بآيتيْن كريمتيْن من القرآن الكريم: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)،
ثم الآية: (فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلا قَلِيلا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ)، وكان هذا الرفضُ بوابةَ جحيمٍ على الدكتور القاسمي، الذي باتَ يعلم أنه إذا بقي في دعوة الإصلاح سوف يُسجَن، لكنّه فضّل العيش في السجون على حياة القصور من أجل الوطن وكرامة المواطن.
فاعتُقِلَ فعلاً تحت الإقامة الجبرية في قصر حاكم رأس الخيمة لمدة شهر، قبل أن يُنقَـل إلى سجون أبو ظبي السريّة، ولم يُعرف مكانه حتى تمت محاكمته بالسجن 10 سنوات بتهمةٍ تُعتبَر من أغبى التهم في التاريخ لرجلٍ مثل "القاسمي"، حيث اتهمته السلطات الإماراتية بالتخطيط لقلب نظام الحكم، رغم أنه من أسرة حاكمة فعلاً !!
ولكنّ التهمة الحقيقية كانت ولا زالت معروفة، وهي إصراره على البقاء في دعوة الإصلاح.

جانب من مقال (من أجل كرامة المواطن):
"الوطن بالمعنى المجرد يتكون أساساً من أرض وبشر، وإن اللحظة التي نفرط فيها بواحد من إخواننا مواطني هذه الأرض الطيبة، لا تختلف عن اللحظة التي نفرط فيها بقطعة من أرض الوطن".
وفيه أيضًا: "إذا استمرّ تقديس القرارات الخفية لجهاز أمن الدولة فسيأتي غداً على جميع مكتسبات الوطن في حرية الإنسان وكرامته".
كما قال: "لقد تغير الزمان، وشعوبنا لم تعدْ بسيطة بدائية، وأصبح وعيها بحقوقها ليس كما كان في زمن الآباء والأجداد، وانكسر حاجز الخوف وانتهى، فلا نكسر حاجز الحب والاحترام بأيدينا، وإن دعوة الإصلاح ستبقى متمسكة بمنهجها الوسطي المعتدل".
واستطرد الشيخ: "إنَّ الموت أهون على الإنسان من أن تسقط جنسيته، ثم يتبع ذلك بحملة إعلامية شعواء لتشويه صورته، وأي جانب من الصورة؟ إنها ولاؤه لوطنه، وطنه الذي يفديه بالغالي والرخيص".

 

 

ومن أبرز أقواله الخالدة:

*"إن دعوة الإصلاح روحٌ قد سرت في المجتمع، تدفع من يحملها إلى معالي الأمور في الدنيا والآخرة وفي عمارة الأرض وتطوير الحياة بما يرضي الله تعالى".
*"خيارنا هو الحوار الدائم والمستمر والمثابر، خيارنا سلمي مبني على العقل في التفاهم لأن الذي أحاوره هو أخويا ووالدي، وليس أجنبي بحيث نصل إلى مرحلة من التوتر والعداوة".
وبعد كل هذا كان من الطبيعي أن يتخذ الشباب الإماراتي رجلًا كهذا الشيخ الدكتور قدوةً له، يستمد منه القوة والانتماء والفكر السليم لمصلحة الوطن والسعي الحثيث لنيل كافة الحقوق، من أجل كرامة المواطن!

ردود الفعل:

قام الناشطون فورًا بحملات متكررة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل الدفاع عن قضية الدكتور الشيخ سلطان القاسمي، وآخرها كان وسم: #الذكرى_الخامسة_لاعتقال_الشيخ_سلطان، الذي غرد عليه كثيرون من بينهم:
الناشط الحقوقي «أحمد الهامور» مغردًا: «كل دول العالم تسعى لتكريم علمائها ونوابغها ورموز الفكر فيها إلا الإمارات.. تجدهم في سجون محمد بن زايد!!».
أما «بطى اليماحي» فقال «كل ذنبهم أنهم خالفوا رأي الظالم محمد بن زايد وانتقدوا الانتهاكات الحقوقية فاعتقلوا فوراً»، مضيفا «تريد أن تكون حراً طليقاً في الإمارات:لا تغرد بالحق ولا تنصر مظلوما وطبّل للفاسد والمنافق ولا تطلب العدل».
وأثنى «حازم القيشي» على الشيخ سلطان فقال: «سيدي الشيخ سلطان: سيذكرك التاريخ مبجلاً مهما حاولوا النيل منك وسيذكرهم ملعونين أنجاس مهما علوا في الدنيا».
وأضاف: «رجالٌ لا يخشون في الله لومة لائم، ذروة الجهاد أن تنطق بالحق في حضرة حاكم ظالم اللهم فكّ أسر معتقلي الرأي».
بدوره قال حساب «فاهم»: «لو يملك محمد بن زايد ربع عقل سلطان بن كايد لرأيت الإمارات دولة متقدمة في كل المجالات ومحبوبة من الجميع».
وعلّل «أحمد المرزوقي» سبب اعتقال «القاسمي» بقوله: «دافع عن كرامة المواطن وطالب بوضع حد لتجاوزات الأمن ورفض سحب الجنسية فكافئته الدولة بالسجن عشر سنوات».
بينما قال «ماجد البلوشي»: «5 سنوات وما زال أحد رموز وطني الشرفاء في الاعتقال الجائر بسبب مقال كتبه بكلمة حق فيها دعوة للصلاح والخير».
ونددت كل المنظمات الحقوقية والجمعيات والهيئات والمؤسسات الإنسانية بما اقترفه جهاز الأمن الإماراتي من انتهاكات واعتقالات لكل من دافع عن حرية التعبير، واستنكرت منظمة العفو الدولية عمليات التعذيب والتنكيل التي لحقت بمعتقلي الرأي، واستغرب ممثل المنظمة من اعتقال الشيخ القاسمي بوصفه أحد رجالات الدولة وابن الأسرة الحاكمة في إمارتيْن من الإمارات المتحدة، قائلاً: إن اعتقال القاسمي مؤشر خطير في عملية ترهيب للمواطن الإماراتي من قِبَل السلطات، فأصبح المواطن العادي أكثر ما يخشاه هو الاعتقال بعدما رأى وسمع بتعذيبهم لواحدٍ من الأسرة الحاكمة!".

الكاتب