بالفيديو: حريق دبي يكذب تصريح الحكومة بالسيطرة على الحريق و يفضح حقيقة الشو الإعلامي

بالفيديو: حريق دبي يكذب تصريح الحكومة بالسيطرة على الحريق و يفضح حقيقة الشو الإعلامي



المحرر السياسي - شؤون إماراتية

مع مطلع كل عام، درجت العادة في السنوات الأخيرة على أن تسلط الأضواء على إمارة دبي أكثر من غيرها، لمتابعة الاحتفالات التي تقام بمناسبة رأس السنة الميلادية.

وتتسم هذه الاحتفالات عادة ببذخ وإسراف واضح للعيان، ويجمع الكثيرون بأن هذه الأموال المهدورة من الأولى أن تستثمر فيما هو أكثر أهمية من مجرد مظاهر مصطنعة وما يعرف بالـ"شو" الإعلامي، لإظهار دبي والإمارات بشكل عام بمظهر البلد المتحضر والمتطور أمام العالم، في الوقت الذي تنتهك في سجونها ومعتقلاتها أبسط حقوق الإنسان، ويعاقب فيها أصحاب الرأي والثقافة والفكر المستنير.

المشهد هذه المرة سرق من المفرقعات والألعاب النارية، وتحول الاهتمام وتسليط الأضواء على حريق فندق "العنوان" المجاور لبرج خليفة، في المنطقة المخصصة عادة للاحتفالات، قبيل ساعات من منتصف الليل وموعد إحراق ملايين الدراهم في ثواني، فحاول المسؤولون أن يجيروا الأمر لمصلحتهم وأن يصنعوا الحدث مجدداً ويكملوا الـ"شو" الإعلامي، بإدعاءات قدرتهم الفائقة في السيطرة على الموقف واحتوائه، وإكمال مراسم الاحتفال كأن شيئاً لم يكن.

المصادر الصحفية المقربة من النظام الحاكم سارعت بنشر أخبار السيطرة على الحريق خلال نصف ساعة، مركزة جهدها في إظهار قدرة الطواقم الأمنية في احتواء الموقف، وخرج وزير الخارجية عبد الله بن زايد بتغريدة عبر حسابه الرسمي في تويتر مباهياً بقدرات الدفاع المدني على تطويق الحدث في نصف ساعة.


وخرج عدد من المسؤولين لاحقاً للتأكيد على أن ما حصل لن يؤثر على مسار الاحتفالات وأنها ستقام كما كان مقرراً، رغم حالة الهلع والتوتر التي أصابت نزلاء فندق "العنوان" والأماكن المجاورة، كل ذلك جاء بهدف استغلال الموقف ومحاولة تحويل مسار الأمور إلى إنجاز جديد يضاف إلى دبي والقائمين عليها.

لكن الحقيقة كانت عكس ذلك، وذهبت كل هذه المحاولات أدراج الرياح، وانهالت الانتقادات من كل حدب وصوب، فالصور والفيديوهات لا تكذب، وتبين زيف الادعاءات الكاذبة بالسيطرة على الحريق و إخماده في نصف ساعة، بعد أن شاهد الجميع بأن ألسنة الدخان استمرت في التصاعد من الفندق حتى ساعات الظهيرة من يوم الجمعة.

مشهد بارز جذب اهتمام العديد من النشطاء عبر صفحات التواصل الاجتماعي، تمثل في صورة تظهر فيها المفرقعات والألعاب النارية التي تم إطلاقها عند منتصف الليل، مغطاة بدخان النيران المتصاعد من فندق "العنوان"، مشهد وصفه الكثيرون بأنه يمثل تجسيداً واقعياً لحالة العالم العربي، حيث لا تزال الحروب تشتعل في مناطق سوريا واليمن وليبيا وفلسطين ويسود مصر جو كبير من التوتر ومع ذلك فإن مناطق كدبي والإمارات تشهد الاحتفالات بصخب بكل المناسبات الممكنة في سبيل زيادة الترويج وكأنها في معزل عن محيطها العربي والإسلامي.


كل ذلك يأتي مع الحقيقة الدامغة التي لم تغب عن بال أحد، حقيقة إصرار السلطات على إقامة هذه الاحتفالات في الدولة دون أي اعتبار إلى أرواح عشرات الشهداء الإماراتيين، الذين سقطوا على أرض اليمن نتيجة المغامرات الغير محسوبة التي تخوضها قيادات البلاد في كل حدب وصوب.

الكاتب