من يقف خلف الإعلام المصري الذي يهاجم السعودية في قضية اعدام نمر النمر ؟

من يقف خلف الإعلام المصري الذي يهاجم السعودية في قضية اعدام نمر النمر ؟

خاص - شؤون إماراتية

مع تصاعد حدة التوتر في الأزمة السعودية الإيرانية، بعد إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي نمر النمر رفقة 46 آخرين، ورد الفعل العنيف من إيران بإحراق السفارة السعودية في طهران، يأتي الموقف الإماراتي ليتصف بالإزدواجية والتناقض ما بين الموقف المعلن والغير ملعن.

الموقف الرسمي الإماراتي كان بإعلان الدعم للسعودية ومساندتها في توجهاتها لمكافحة "الإرهاب"، و استدعت وزارة الخارجية الإمارتية، الأحد، السفير الإيراني للاحتجاج على الاعتداءات التي طالت سفارة السعودية في العاصمة الإيرانية طهران، والقنصلية السعودية في مشهد شمال شرق إيران، وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن وزارة الخارجية استدعت "السفير الايراني لدى الدولة وسلمته مذكرة احتجاج خطية من دولة الامارات على خلفية التدخل الايراني في الشأن السيادي" للسعودية.

لكن علامات الاستفهام ترسم على الموقف الحقيقي والغير معلن للإمارات، ويظهر ذلك من خلال الطريقة التي تناولت بها العديد من الصحف ووسائل الإعلام المصرية للحدث، والتي بات معروفاً لدى الجميع أنها تخضع لسيطرة المال السياسي الإماراتي، وتنفذ أجندة إماراتية بشكل واضح منذ فترة، حيث قامت السلطات الإماراتية بالسيطرة على أهم مفاصل الإعلام في مصر عبر محمد دحلان، الذي يمثل اليد اليمنى لمحمد بن زايد ولي عهد أبوظبي.

نشطاء سعوديون تداولوا صورًا للأخبار التي تناولتها الصحف المصرية بشأن تنفيذ المملكة لأحكام الإعدام، والتي اتهمت المملكة بإعدام العمامات الثائرة والإصلاحيين، ناقلة وجهة النظر الإيرانية والتصريحات للسياسيين الإيرانيين المهددين بأن عواقب تنفيذ المملكة للإعدامات ستكون وخيمة، متجاهلين الرؤية الأخرى.

وأثارت طريقة تناول الصحف المصرية المحسوبة على نظام الانقلاب العسكري، للأخبار غضب النشطاء السعوديين، منديين بالثلاثين مليار دولار التي دفعتهم المملكة لنظام السيسي مؤخرًا كمساعدات مالية للاقتصاد المصري.

وقال المغرد السعودي "مستنير": "وقفنا مع مجازر السفاح السيسي ولكنه خذلنا اليوم وانقلب علينا.. يا للسخرية".

ورد أبو علي الهمداني، على الإعلام المصري المندد بالإعدامات قائلا: "تعجب من السيساوي ومن الإعلام المصري، كيف يبررون قتل الآلاف في رابعة والنهضة وغيرها وأحرق جثثهم ثم يتهجمون لتطبيقنا حكم قضائي".

ووصف تركي الزامل، الصحافة المصرية وحكومتها بالفساد، داعيا للمملكة وحكوماتها بأن يحميها الله.

يأتي ذلك بالتزامن مع العديد من التقارير التي تؤكد أن العلاقات الإماراتية السعودية باتت مشوبة بالعديد من الخلافات تحت الطاولة، وظيهر ذلك جلياً في طريقة تعامل البلدين مع الملفين السوري واليمني، إذ بات التوجه الإماراتي معروفاً بدعمه لبقاء الأسد في سدة الحكم، وهو ما تتشارك به مع التوجه الإيراني تحديداً، وتختلف فيه مع التوجه السعودي الذي شهد تقارباً كبيراً مع الموقف التركي في الآونة الأخيرة، والذي يدعم وجهات النظر الأخرى التي تقضي بضرورة القضاء على النظام الأسدي، يضاف ذلك إلى التقارير القادمة اليمن حول الدور الإماراتي في عرقلة التحالف العربي الذي تقوده السعودية من تحقيق أهدافه في اليمن.

الكاتب