حتى الدبلوماسيّين في أوروبا سقطوا بفخّ رشاوى محمد بن زايد!!

حتى الدبلوماسيّين في أوروبا سقطوا بفخّ رشاوى محمد بن زايد!!

لم يُبقِ محمد بن زايد عرفاً ولا قانوناً إلا وضربه بعرض الحائط سواء القوانين المحلية أو الدولية وحتى القيم الإنسانية والدينية، ودأبت الإمارات تحت قيادته الفعلية للبلاد في السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ تنحيته لأخيه رئيس الدولة الشيخ "خليفة بن زايد" عن القرار، دأبت على انتهاك كل الحقوق البشرية داخل وخارج حدود الدولة.

في هذا التقرير نسلط الضوء على بعض التجاوزات الخارجية لسياسة محمد بن زايد، خاصةً على صعيدِ دفعِ الملايين من الدولارات رشاوى دفعتها السلطات الإماراتية هنا وهناك، وبعثرته لأموال الشعب يمنةً ويسرةً من أجل أهدافٍ ثبتَ أنها خبيثة وفاسدة ومنتهكة لحقوق الإنسان، وهي فضيحة رشاوى دبلوماسيين في أوروبا!.

1* فضيحة توني بلير: كوّن ثروته من ملايين محمد بن زايد!!

فضحت جريدة "صنداي تايمز" رئيس الوزراء البريطاني السابق "توني بلير"، الذي كان مبعوثاً لمنطقة الشرق الأوسط، حيث حصلت على وثيقة من 25 صفحة تكشف بأن الرجل تلقى رشاوى من دولة الإمارات بالملايين نظير تقديم خدمات استشارات لها بطريقة غير مشروعة، وهو ما يفسر كيف تحول الرجل إلى واحد من ألد أعداء التيار الإسلامي في العالم، حيث وقف في خطاب علني لاحقاً للملايين التي قبضها يدعو إلى محاربة الإسلاميين ومنع وصولهم إلى الحكم في أية دولة عربية، ما دفع الحكومات المستبدة لشنّ ثورات مضادة لثورات الربيع العربي لاحقًا.
وكانت العديد من التقارير قد تحدثت عن العلاقات التي تربط بين "بلير" وبين حكام أبو ظبي -تحديداً محمد بن زايد- وأنَّ الرجل يعمل مستشاراً لديهم ويتقاضى مبالغ طائلة نظير خدمات العلاقات العامة التي يقدمها لهم، وهو ما تأكد مؤخراً أيضاً في التسجيلات التي تسربت من مكتب "عبد الفتاح السيسي" رئيس مصر، والتي تكشف بأن "بلير" زار القاهرة مع وفد إماراتي بشكل سري وقدم النصائح والمشورة للسيسي قبيل الانتخابات الرئاسية، وقبض ثمن أتعابه من الإماراتيين الذين كان يعنيهم إقصاء مرسي والإخوان من الواجهة وتعيين السيسي رئيساً شرعياً بدل كوْنه قائداً انقلابياً!
وبحسب ما نشرت الصحيفة البريطانية فإن "بلير" طلب من الإمارات مبلغ (50 مليون دولار)، خلال الفترة التي كان مبعوثاً فيها إلى منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يعتبر منافياً لأساسيات عمله الذي يقتضي الحياد والاستقلالية وعدم تلقي أية أموال من أية أطراف في المنطقة التي هو مبعوث لها أساساً.
وبحسب الوثيقة فإن "بلير" أبلغ السلطات الإماراتية أن لديه فريق يعمل في عشرة دول أفريقية، وعشرة دول أخرى خارج أفريقيا، وأنه يمكنه أن يقدم خدمات سياسية لصالح دولة الإمارات في 50 دولة حول العالم مقابل المبلغ المالي المطلوب (50 مليون دولار)، ما جعله يكوّن ثروة مالية كبيرة من الأموال التي تلقاها من دولة السعادة والتسامح، لقاء خدمته مخططات محمد بن زايد، أهمها تشويه صورة التيار الإسلامي والإخوان المسلمين وتكريس مفهوم الإسلاموفوبيا لدى العالم كله.
كما قال الصحفي "إدوارد مالنيك" في تقريره بصحيفة "الديلي تليغراف" البريطانية أن: (رئيس الوزراء السابق "بلير" أثناء عمله في اللجنة الرباعية كان يتلقى ملايين الدولارات كأجر لعمله الاستشاري للإمارات ولعاصمتها أبو ظبي، وإن مساهمات الإمارات المادية لعمل "بلير" في اللجنة الرباعية لم تكن مدوَّنة على موقع الإنترنت للجنة، على الرغم من وجود صفحة توضح مصادر التمويل والدخل!).

رابط المصدر: https://asrararabiya.com/?p=5126

 

2* فضيحة "ليون": الإمارات ترشو المبعوث الأممي كيْ تعْبَثَ في ليبيا:

وقع اختيار الأمم المتحدة على "برناردينو ليون" لمهمة إحداث التوافق في ليبيا بين أطراف الصراع هناك (حكومة الوفاق في طرابلس بقيادة "فايز السراج" مدعومة بقوات مصراتة، ومجلس النواب في طبرق مدعومًا بقوات "حفتر")، ليصبح "ليون" مبعوثها ورئيس مهمتها الخاصة في ليبيا بالفعل بدءًا من أغسطس 2014م وحتى نوفمبر 2015م.
حين همّ "ليون" -وهو دبلوماسي أسباني- بالشروع في مهمته الصعبة، كان على قناعة بأن السلاح لا يمكن أن يحلَّ الصراع في ليبيا أبدًا، وأن الأمر يتطلب الجلوس مع الجميع والاستماع لهم، بما في ذلك الميليشيات التي تفهّم "ليون" عدم ثقتها بمؤسسات الدولة الليبية، كما صرّح في حوار مع موقع "دي دابليو" الألماني قُبيل توليه مهمته الأممية، بيْد أن كل ذلك تغيّر مع نهاية العام 2014م، بعد أن انفتحت قنوات الاتصال بينه وبين الإمارات، حيث تلقى "ليون" على بريده الإلكتروني عرضًا من جانب دولة الإمارات للعمل كرئيس لأكاديمية دبلوماسية جديدة في العاصمة أبو ظبي لتدريب الدبلوماسيين الإماراتيين، مقابل 35 ألف جنيه إسترليني شهريًا (حواليْ 53 ألف دولار)، بعد أن ينتهي من مهمته الليبية، ويتولى الشيخ "عبد الله بن زايد آل نهيان" وزير الخارجية الإماراتي منصب رئيس مجلس أمناء الأكاديمية الدبلوماسية، التي نقلت على موقعها الإلكتروني عن الشيخ "عبد الله"  قوله: (إن الخبرة المعمّقة والتجربة الغنية والفهم الشامل للجغرافيا السياسية العالمية للسيد "ليون" سوف تكون مصدرًا غنيًا لتنمية وصقل قدرات ومعارف الجيل الجديد من الدبلوماسيين الإماراتيين)، واعتبر النشطاء هذا الاتفاق بمثابة رشوة علنية للأسباني "ليون" كي يدعم مخططات الإمارات في ليبيا وليس مجرد اتفاق عمل، في حين اعتبرت مصادر إعلامية الخبر فضيحة تعصف بمصداقية مؤسسة الأمم المتحدة!.
وخلال شهريْن فقط بدأ تبادل الرسائل إلكترونيًا مع أبو ظبي حول قيمة بدل السكن الخاص به في الإمارات، والذي استقر على 96 ألف دولار أمريكي سنويًا.
وخرج "ليون" مدافعًا عن نفسه ومؤكدًا بأن اتفاقه مع "عبد الله بن زايد" لم يتعارض أبدًا مع مهمته الدولية رغم انحياز أبو ظبي الواضح لقوات "حفتر" وتمويله بكل ما يحتاج لتنفيذ أجندة محمد بن زايد!
لكنّ "ليون" لم يُفضح بخبر تعيينه في أبو ظبي فقط، بل صاحب ذلك تسريبات رسائل بينه وبين الإمارات تكشف انحيازه لمصلحة "حفتر"، فتقول إحدى رسائله الموجهة لوزير خارجية الإمارات "عبد الله بن زايد" بأن الأوروبيين والأمريكيين يبحثون عن (خطة بديلة لمفاوضات السلام، مؤتمر تقليدي مثلًا، وهو خيار أسوأ في رأيي من الحوار السياسي، لأنه سيعامل كافة أطراف الأزمة بشكل متساوٍ).
وقال في إحدى رسائله المسرّبة بأنه: (لا يعمل على خطة سياسية تشمل الجميع، وهو بصدد استراتيجية لنزع الشرعية عن المؤتمر الوطني العام الذي تستند له حكومة الوفاق، وأنه يعمل على كسر التحالف الخطير بين تجار مصراتة الأثرياء والإسلاميين الداعمين لحكومة الوفاق في طرابلس، مقابل تعزيز مجلس النواب)، ذلك المجلس المدعوم من جانب مصر والإمارات.
وتسرّبت رسالته للشيخ "عبد الله" يقول فيها: (يمكنني المساعدة والتحكم بالعملية حينما أكون هنا، وكما تعرف فلا أخطط للبقاء طويلا هنا. وينظر إلي على أني متحيز مع مجلس النواب، ونصحت الولايات المتحدة وبريطانيا بالعمل معك).
وفي رسالة أخرى يقول: (أن كافة مقترحاتي وتحركاتي تتمّ بعلم مجلس النواب أو بتدبير منها في حالات كثيرة، وكذلك بعلم عارف النايض ومحمود جبريل).
ويُعتبر "ليون" واحداً من مسئولي منظمة الأمم المتحدة المتهمين في قضايا فساد سياسي وتلقي رشاوى، فبحسب صحيفة The Guardian البريطانية، فإن "ليون" ليس وحده من تورط في الفساد المالي، حين تفاوض مع الإمارات للحصول على قرابة 53 ألف دولار شهرياً لدعم جانب واحد في الحرب الأهلية الدائرة بليبيا، قبل أن يسافر لاحقاً إلى أبو ظبي حيث استقر هو وأسرته، ولكنّ السؤال هو: لماذا كان العرض المغري من الإمارات ومحمد بن زايد تحديداً لهذا المبعوث الأممي بالذات، وفي ذلك الوقت بالذات؟!
تقرير The Guardian أكد أن منصب "ليون" الجديد في الإمارات يشكك في حياده كرئيس صانع للسلام تابع للأمم المتحدة، كما أشارت الصحيفة إلى أن "الغرباء" عملوا على تأجيج الحرب الأهلية في ليبيا واستخدام البلاد كساحة حرب ضد الإسلاميين بدعم من الإمارات ومصر.
وبعد أشهر من المفاوضات اقترح "ليون" على الأطراف الليبية المتنازعة تشكيل حكومة وحدة وطنية، غير أن المتشددين من الطرفيْن عارضوا الصيغة المطروحة لتقاسم السلطة، مما أدى إلى تعثر المفاوضات، وتدعم الإمارات ومصر الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا برئاسة "عبد الله الثني" التي تتمركز في شرق البلاد.
واستمرت ألاعيب "ليون" في المنطقة حتى قام الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" بتعيين الدبلوماسي الألماني "مارتن كوبلر" رئيسا للبعثة في ليبيا، خلفًا للإسباني.

علاقته بالثنائي: عارف النايض، وخليفة حفتر..
"عارف علي النايض" مفكر ودبلوماسي ليبي، له اهتمامات تنموية كبيرة، زادت بعد الثورة بتأسيسه لمركز ليبيا للدراسات المتقدمة عام 2012م، ومركز كلام للبحوث والإعلام عام 2013م، بمقريّْه في دبي وطرابلس، كان يعزف عن السياسة دائماً، حتى عيّنته أول حكومة بعد الثورة سفيرًا لدى الإمارات، وعلى ما يبدو أن أبو ظبي ارتأتْ له دورًا أكثر مما أراد هو نفسه.
فقد استضافه القيادي السابق بحركة فتح الفلسطيني "محمد دحلان" -المقرب جداً من محمد بن زايد- في اجتماع خاص بالعاصمة الأردنية عمّان في يونيو عام 2016م، مع عدد من الشخصيات الإعلامية الليبية لتنسيق حملة إعلامية ضد حكومة الوفاق في طرابلس، ثم استضافه في مارس 2017م عضو الكونغرس الجمهوري المتطرف "ستيف كينغ" في اجتماع آخر، وأشار له في تغريدة على موقع تويتر، ملمّحًا لاحتمالية رئاسته مستقبلًا لحكومة ليبيا، وقائلًا بأن (ليبيا تحتاج إليه!).
و"النايض" هو سفير ليبيا رسميًا، والوسيط الأهم لتحالف قوات "خليفة حفتر" ومجلس النواب في طبرق فعليًا، محاولًا –عبر نفوذ وأموال الإمارات– ترجيح كفة الجنرال الليبي في مواجهة قوات مصراتة والإسلاميين (أو الفاشيّين كما يسمّيهم).
ويبدو أن "النايض" كان يرغب في لعب دور القيصر برعاية محمد بن زايد، ولم يكن غريبًا أن يردَّ الجميل لأمانة "ليون" في تنفيذ أجندته الخاصة، إذ تشير مصادر دبلوماسية إلى أنّ "النايض" هو مَنْ اقترح على "عبد الله بن زايد" وضع "ليون" على رأس الأكاديمية الدبلوماسية أملًا في زيادة تأثيره على المفاوضات لصالحه، بل وربما اختياره رئيسًا للوزراء!.
لكنّ هذا لم يحدثْ ولم تفلحْ محاولة شراء النصر بالمال، فقد غاب اسم "النايض" عن القائمة النهائية لمرشحي رئاسة حكومة التوافق التي أعدها "ليون" أثناء مهمته الدولية، نظرًا لمعارضة شخصيات كثيرة لوجوده بالنظر لمواقفه شديدة التحيّز ضد الإسلاميين ولصالح مجلس النواب في طبرق!
ومنذ ذلك الحين ما زالت أبو ظبي تراهن على الأموال، وعلى فلول نظام القذافي، ومنابر إعلامية عدة، وبالطبع على السلاح لتكمل عبثها في ليبيا والمنطقة تنفيذاً لأطماع وأجندة محمد بن زايد !!.

روابط المصدر:

1-http://midan.aljazeera.net/reality/politics/2017/6/13/%D9%85%D9%86-%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%B6-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AD%D9%81%D8%AA%D8%B1-%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A8%D8%AB%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7

2-http://www.aljazeera.net/news/arabic/2015/11/5/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D9%84%D9%82%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82-%D8%A8%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA

https://arabic.rt.com/news/799212-%D9%81%D8%B6%D9%8A%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D9%8A%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%88-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%A3%D9%83%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA/

 

الكاتب