دبي تغرق في شبر من الماء مع غياب المسؤولين عن المشهد

دبي تغرق في شبر من الماء مع غياب المسؤولين عن المشهد

 

رغم النهضة العمرانية التي يتباها ويفتخر بها حكّام إمارة دبي، وتركيزهم الكبير في تحطيم الأرقام القياسية في ارتفاعات المباني وميزاتها، إلا أن شبكة الصرف الصحي في المدينة "العالمية" تواصل فضح الجانب المظلم من تقصير مسؤولي المدينة.


مشهد مصور لفيضان المياه بالقرب من مول "ابن بطوطة" في دبي نشرته صفحة "الخليج تايمز" عبر الفيسبوك، أثار جدلاً واسعاً ونال نصيباً كبيراً من الإعجابات والتعليقات والمشاركات في وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر اللافت أن معظم المتابعات والتعليقات على هذا الفيديو جاءت بشكل ساخر ينتقد الحالة الحاصلة في دبي، بسبب كمية بسيطة من الأمطار، وكانت شريحة واسعة من هؤلاء المعلقين من جنسيات أجنبية متعددة.

التعليقات تركزت على عدم منطقية مثل هذا المشهد في مدينة مثل دبي، خصوصاً وأن كمية الإمطار التي نزلت عليها لا تذكر بالمقارنة مع الكميات التي تهطل في أماكن أخرى من العالم، وتتمكن مدن ودول أقل في الإمكانيات المادية واللوجستية من السيطرة على مثل هذه المواقف بسهولة ويسر، مؤكدين أن القائمين على شؤون المدينة عليهم أن يركزوا على تحسين شبكة الصرف الصحي بشكل فعلي، ووضع حل جذري لهذه الظاهرة التي باتت تتكرر كل عام، بدلاً من هدر الأموال في تطاول البنيان والاحتفالات التي لا فائدة حقيقية من ورائها.

 

أحد المعلقين يقول: "الإعمار يسير بشكل أقرب للجنون لكن بدون أي خطط للمياه والصرف الصحي"، ويضيف آخر: "بدلاً من بناء ناطحات السحاب طوال الوقت، دبي عليها أن تحل مشكلة الصرف الصحي الآن وإلى الأبد"

وتقول سيدة إفريقية: "فقط اتخيل لو أمطرت في دبي كما تمطر في بلادي، كيف سيصبح شكل هذا المكان؟ في بلادي يمكن أن تمطر طوال اليوم، عليهم أن يقوموا بفعل شيء ما لشبكة الصرف الصحي"

ويقول أحدهم ساخراً: "ربما .. أنهم لم يقوموا بتركيب شبكات الصرف الصحي عندما قاموا بعمل شوارع المدينة"، ويضيف شخص آخر: "منذ العام 2007 وأنا أشاهد هذا الأمر كلما نزل المطر"، ويؤكد ثالث: "في منطقة الغاردن يقومون بتغريمنا فواتير باهظة ومع ذلك لا يحلون هذه المشكلة، أحتاج عادة ل5 دقائق للوصول إلى مكتبي لكن اليوم تطلب الأمر 45 دقيقة !"

وتقول إحدى السيدات: "مفهوم الصرف الصحي غائب تماماً عن الأذهان، 10 دقائق من الأمطار كفيلة بإحداث فيضان في المنطقة"، في حين يعلق أحد الأشخاص: "أي كان المسؤول عن الأمر، عليهم أن يشرعوا بوضع أولوية لنظام الصرف الصحي لتجنب مثل هذه الأمور، المطر اليوم لا يمثل شيئاً لما يحدث في موطني".

تعليق آخر جاء فيه: "كمية قليلة من المطر تحدث فياضاناً في المنطقة، هذا الأمر يحدث منذ عام 2005 ولا حلول حتى الآن"، في حين ردت سيدة:  "يا إلهي .. الناس تحب المطر لكن ماذا لو كان المطر كل يوم؟ هناك حاجة للصرف الصحي ليس فقط للمباني".

أحدهم علق ساخراً: "أعتقد أن هذه ليست دبي، أنها تبدو مثل كابول"، ونختم أخيراً بقول أحد المتابعين: "لو أن المطر استمر طوال الليل كما يحصل في بلادنا، دبي ستختفي ولن يبقى شيء هنا" !

الكاتب