اختطاف "سميط الإمارات".. الانحدار الحرج

اختطاف "سميط الإمارات".. الانحدار الحرج

المحرر السياسي - إيماسك

"إن الاتحاد ما قام إلا تجسيداً عملياً لرغبات وأماني وتطلعات شعب الإمارات الواحد في بناء مجتمع حر كريم، يتمتع بالمنعة والعزة وبناء مستقبل مشرق وضاح ترفرف فوقه راية العدالة والحق، وليكون رائداً ونواة لوحدة عربية شاملة."

الشيخ زايد بن سلطان (طيب الله ثرآه)

وبينما كانت الإمارات تحتفل بعيد الإتحاد ال 44 في ديسمبر الماضي، كان جهاز أمن الدولة يدفع الرشاوى الباهضة في اندونيسيا من أجل اختطاف رجل أعمال الخير عبدالرحمن خليفة بن صبيح السويدي، أحد أبرز الإماراتيين الذين يعملون في مجال الاعمال الخيرية و الإغاثة، اختطفوا "سميط الإمارات" لأن المجرمين قادمون من أدغال الأنظمة البائدة ولا يمثلون الإمارات ولم يتحلوا بصفات مؤسس الدولة وقائدها.

"مجتمع حر كريم يتمتع بالمنعة والعزة وبناء مستقبل مشرق" هكذا قالها الشيخ زايد مع تأسيس هذا الاتحاد، لكن اليوم، فمستقبل مجهول ، فلا "حرية" ولا "منعة" تمنع اختطاف مواطن إماراتي من دولة لجأ إليها بعد أن لوحق وحكم عليه في محكمة سياسية لم يتوفر فيها أدنى مقومات النزاهة وفق خبراء القانون لأنه مارس حقه في الحرية، ودعا لإعادة البوصلة إلى ما قام عليه "الاتحاد".

هناك تناقض، وبون شاسع، بين رؤية الآباء المؤسسين، ورؤية المرتزقة من جهاز أمن الدولة الباحث عن مصالحة وارتكاب المزيد من الجرائم، إننا أمام تفشيّ كارثي للقمع كإعلان "حرب قمعية" ليبقى "صوت انتهاك الإماراتيين وحده" ولا "صوت أخر" يُبقي للدولة كيانها ويحافظ على توازنها السياسي، ويدفع ناحية "مستقبل مشرق" حلم به "الشيخ زايد" و المؤسسين، وكل "المواطنين الإماراتيين" على سواء.

إنها مرحلة "انحطاط الدولة" كما يقول "نتشيه"، فلم يعد يفرق المسؤول الأمني ما بين "الخاص والعام"، وبدأ يظن أن كل ما في البلد من خيرات وبشر يخصه وحده، ويملكه، وكل ما هو خارج الدولة هو شأن "عام" يحق له التدخل فيه ومحاولة تشكيله وفق أهوائه ورغباته طالما أنه يملك "المال العام" الذي يخص كل الإماراتيين، وطالما أنه يملك "السلطة والدولة" بلا رقيب ولا حسيب، فسيوزع الهبات والعطايا والرشاوي للقتلة والمجرمين والمرتشين من أجل ملاحقة أبناء الإمارات في كل مكان، منتهكاً كل القوانين وكل المعاهدات الدولية.

وبدأ فعلياً بانتهاك كل المحظورات القيمية و العادات والتقاليد المجتمعية، فمن اختطاف النساء، إلى إرسال المرتزقة إلى جاكرتا من أجل اختطاف رجل يوصل الخير الى بلدان المجاعات، ومثّل سمعة الإمارات أحسن تمثيل، وأسلم على يديه المئات وأنقذ الآلاف من المجاعة.

لا يجب الصمت إزاء هذه الجرائم، اننا امام مسؤولية عظيمة تقع على الجميع حكام ومحكومين  للتحرك لحماية "كيان الإمارات" من الانهيار، لإحياء "حُلم الاتحاد" كما خطه الشيخ "زايد" وأشقاءه الحكام في الإمارات السبع، لننقذ "روح الاتحاد" من "الانحدار" نحو "انحطاط الدولة" وليعالج الجميع حكام ومحكومين كل هذه الأوجاع والأمراض التي أصابت الدولة وروحها بسبب جرائم هذا الجهاز.

الكاتب