خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران .. قرار إماراتي لا يرتق لمستوى التطلعات
في الوقت الذي وصلت فيه الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وإيران إلى أقصى درجات التوتر، وقرار السعودية بقطع العلاقات تماماً مع إيران، وتبعتها في ذلك البحرين والسودان حتى الآن، جاء القرار الإماراتي مفاجئاً بـ"خفض" التمثيل الدبلوماسي مع إيران.
وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) نشرت في بيان مقتضب أن دولة الإمارات العربية المتحدة قررت تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع جمهورية إيران الاسلامية إلى مستوى قائم بالأعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الايرانيين في الدولة.
وأعلنت وزارة الخارجية في بيان لها اليوم أنه تم استدعاء سيف الزعابي سفير الدولة في طهران تطبيقا لهذا القرار، مضيفة إن هذه الخطوة التي وصفتها بـ"الاستثنائية" تم اتخاذها في ضوء التدخل الإيراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي والذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة في الآونه الأخيرة.
وأكدت الخارجية الإماراتية أن المبادىء الحاكمة للعلاقات الإيجابية والطبيعية بين الدول أساسها الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشئون الداخلية.
هذا القرار الإماراتي لم يرتق لتطلعات الكثير من الإماراتيين، الذي عبروا في رد فعل أولي عن عدم رضاهم على هذه الخطوة، خصوصاً مع حقيقة إمكانية استفادة الإمارات من هذا التصعيد الحالي التي توثف بالتاريخية والسياسية الفارقة، واستثمار الأجواء لفتح ملف الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران، وإجبارها على التفاوض في أقل الأحوال، بعد ما يقارب 4 عقود ونصف من احتلالها.
ويأتي هذا الموقف الإماراتي بالاكتفاء بخفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، في الوقت الذي قامت فيه سابقاً باتخاذ خطوات أكثر صرامة مع الجارة العربية قطر إبان الأزمة القطرية الخليجية، وقامت الإمارات بسحب السفير الإماراتي من قطر بشكل كامل، ويبدو بأن العلاقات الاستراتيجية التي تجمع الإمارات بإيران في الوقت الحالي، والتحالف الخفي بينهما في عدد من الملفات الساخنة في المنطقة، خصوصاً في سوريا واليمن والتقاء مصالحهما، كان له اليد العليا في هذا القرار الذي لا يلبي طموحات وتطلعات الشعب الإماراتي، والذي كان ينتظر موقفاً وطنياً وقومياً أكثر صلابة.